تركستان الشرقية: لمصلحة من هذا الإنكار؟

 

سالم بن أحمد سحاب
 
ليس أبلغ من الصفويين في إيران في تمثيل دور الضحيَّة القديم، وفي استجلاب بكائيَّات كاذبة على دم شريف شارك في سفكه أجدادهم القدامى، بعد أن وعدوا صاحب الدم رضي الله عنه بالبيعة، والدعم، والذود، والمنعة، فخذلوه، وأسلموه، وربما وشوا به.
أمرهم عجيب، ومكرهم شديد، وخلطهم الباطل بالحق بيِّن واضح. أمَّا الأعجب فهو إنكار بعض كُتَّابنا في المملكة -للأسف الشديد- للمصائب التي تجري لبعضنا الآخر، مع أنَّها حوادث وشواهد متواترة، ثابتة عن طريق ألوف الناس ممَّن ابتلوا بها، أو من غير أهلها، الذين تمكَّنوا من الوقوف عليها.
إنَّها المحن التي يتعرَّض لها إخوتنا في تركستان الشرقيَّة (مقاطعة شينجانغ) في الصين، خاصَّةً فيما يتعلَّق بحرِّياتهم الدينيَّة الأساسيَّة، ومنها قراءة القرآن الكريم، والصلاة في المساجد، والصوم في رمضان المبارك. هذه المقاطعة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 12 مليون نسمة (أكثر من نصف عدد مواطني دول الخليج مجتمعة)، يُحظر فيها على أبنائها الصلاة في المساجد، وتعلُّم القرآن الكريم، وتعاليم الدِّين الحنيف، ليس في المساجد فحسب، وإنَّما حتَّى في البيوت. ويتمُّ ذلك علنًا عبر الإعلانات الحكوميَّة المنتشرة في مداخل المساجد، والشوارع الرئيسة في تركستان. وبلغ الظلم مداه بمنع المسلمات المتحجِّبات من ركوب الحافلات، وارتياد المستشفيات، والمدارس، والمباني العامَّة. وأمَّا أصحاب اللحى، فيُجبرون على حلقِها، وإلاَّ فالسجنُ مأوى المخالفين.
هذا العداء لسكَّان هذه المقاطعة، يتزامن مع حرمانها من الخيرات التي تنطوي عليها أراضيها، خاصَّةً من الثروات المعدنيَّة، كما يتزامن مع تهجير عددٍ كبيرٍ من الأعراق الصينيَّة الأخرى (غير المسلمة) إلى المنطقة؛ بهدف تغيير تركيبتها السكانيَّة أوَّلاً، وليكونوا أعينَ الحكومة الشيوعيَّة عليها، ومنهم -طبعًا- كلّ أصحاب المناصب العُليا والمتوسطة، والذين يمارسون ألوانًا من الظلم والجور الصريح منه وغير الصريح.
وأمَّا أمُّ الكوارث هناك، فتشجيع حملات التشييع بين مسلمي السُّنَّة، والتي تتمُّ بدعم من الصفويَّة المارقة في قم وطهران. وتحقيقًا لهذا الهدف الخطير، فقد تمَّ ابتعاث مئات الطلاب الصينيين إلى الجامعات والمدارس في قم، مع أن أكثر من 95% من مسلمي الصين من أهل السُّنَّة، والجماعة.