مصادرة جوازسفرالأيغور وإلغاء إصدار جوازات جديدة

 

 تلاشت آمال الأمة المقهورة بعد أقل من سنة.

 

تفيد الأنباء الواردة من تركستان الشرقية في الفترة الأخيرة من مصادر غير رسمية بأن السلطات الصينية قد بدأت عملية مصادرة جوازات سفر الخاصة بالأيغور ، خاصة في المناطق الجنوبية من البلاد.

وحسب المعلومات المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي فإن عملية مصادرة جوازسفر الأيغور قد أصبحت سياسة عامة في البلاد.

ففي التاسع عشر من شهر أكتوبر / تشرين الأول 2016م  أثارت بيانات أصدرتها السلطات الصينية في أربع مناطق متفرقة في شمال البلاد بخصوص مصادرة جوازات سفر ردود فعل واسعة.

وهذه البيانات قد صدرت من مديريات الأمن في مدن أورومتشي، وقومول، ومناس، و شيخانزي وخوتان.

وقد أكد بيان مديرية الأمن في أورومتشي على أنه سوف يتم إلغاء إصدار جوازات جديدة اعتبارا من ١٨ أكتوبر، في حين حذّر بيان مديرية أمن مدينة قومول من أنه يجب على أصحاب جوازات السفر من الأيغور إعادة جوازاتهم إلى المديرية بحلول ١٨ أكتوبر الجاري.

وأكد بيان مديرية أمن الحدود في مدينة مناس شمال المنطقة من أنه قد تم إلغاء إصدار جوازات جديدة إعتبارا من الحادي عشر من شهر أكتوبر 2016م وذلك بسبب خلل فني في أجهزة الكمبيوتر.

ولكن بيان مديرية أمن مدينة شيخانزي قد حمل تهديدا واضحا لمن يتخلف عن إعادة جوازسفره إلى السلطات حيث جاء في نص البيان: يجب علي اصحاب الجوازات تسليم جوازاتهم إلى المديرية وإلا سوف يتعرضون للمساءلة القانونية.

وجاء في البيان أنه يجب على من يريد الحصول على جوازسفر أن يقوم بالكشف عن وضعه الصحي ويملأ الاستمارة الخاصة بالجواز ملحقا بوثائق مختومة من جهة عمله والادارة المحلية.

وقد أثبتت هذه البيانات المختلفة أن عملية مصادرة جوازات السفر الخاصة بالأيغور في تركستان الشرقية من قبل السلطات الصينية  قد أصبحت سياسة عامة في البلاد.

وأثارت هذه الاجراءات قلق الأيغور الذين كانوا قد علقوا أمالا واسعة  على أن سياسات السلطات الصينية تجاههم قد بدأت في التغير وذلك بعد أن حصلوا على جوازات سفر بشكل أسهل نسبيا في الأعوام السابقة.                       

 وكانت السلطات الصينية قد قامت في شهر أغسطس من العام الماضي بالإعلان عن أن إجراءات الحصول على جوازات سفر قد تم تسهيلها وأصبح بإمكان المواطنين الحصول على جوازات سفر بمجرد مراجعة مديرية الجوازات. كما أن الإدارات المحلية في قرى تركستان قد شجعت المواطنين مبادرة الحصول على الجوازات. ولكن عموم المواطنين من الأيغور والذين اعتادوا على الممارسات القمعية والخطط الخبيثة للسلطات الصينية كانوا حذرين تجاه تلك الخطوة .                       

إلا أن عددا قليلا من المواطنين الأيغور لهم أقارب وأصدقاء في الخارج سارعوا إلى مراجعة مديريات  الجوازات والحصول على جوازات سفر وذلك من أجل زيارة أقاربهم وأصدقائهم.

 لكن أغلب المسلمين الأويغور الذين أرادوا زيارة الأراضي المقدسة للعمرة أو الحج قد وقعوا في فخ بعض النصابين في الخارج والذين أوهموهم بالحصول على تأشيرات السفر للسعودية  بمبالغ باهظة إلا أنهم خدعوهم واستولوا علي جوازات سفرهم واستغلالهم ماديا. القليل منهم استطاعوا الحصول على التأشيرة والوصول إلى الأراضي المقدسة إلا أنهم أعيدوا قسرا إلى تركستان الشرقية.

 وانتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي صورة الشيخ محمد أمين إمام وخطيب أحد المساجد بمدينة خوتان أعتقل بعد عودته من المملكة العربية السعودية وحكم عليه بالسجن 11 عاما بتهمة الحج بطريقة غير قانونية خارج إطار البعثة الصينية.                      

 وكان الأيغور قد علقوا آمالا واسعة عندما بدأت عملية منح جوازات سفر في العام الماضي على أن سياسة إيجابية جديدة  قد تبدأ تجاههم من قبل السلطات الصينية إلا أنهم سرعان ما أصيبوا بخيبة أمل كبيرة بعد أن تواردت الأنباء في الفترة الأخيرة بأن عملية مصادرة جوازات سفرهم قد أصبحت سياسة عامة في البلاد.                       

 وهكذا بدأت آمال الأمة المقهورة في التلاشي بِعد أقل من سنة، وظهرت إلى العلن ما كانت تخططه السلطات الصينية الغاشمة تجاه الأيغور، عندما شرعت في العام الماضي بمنح جوازات سفر لهم .

ترجمة: محمد عبدالحفيظ

خاص لتركستان تايمز