هل يمكن أن يأتي القمع الصيني في شينجيانغ بنتائج عكسية مرة أخرى

 

 سحب جواز سفر يمكن أن يسبب مشكلة للصين وهي تأمل فى حلها

 

   كتب جوشوا تشانترنت (JOSHUA TSCHANTRET)

  إن تحرك الصين الأخير ضد الأويغور الانفصاليين قد يعزز أيديولوجيات العنف والإرهاب بغير قصد وهي تسعى إلى قمعهم.

 وسياسة الصين الجديدة لمصادرة جوازات السفر تدل على جهودها الجديدة لإحكام قبضتها للمحافظة على منطقة شينجيانغ، ومنذ عام 1996م أطلقت الحكومة الصينية سلسلة من الحملات القمعية في المنطقة باسم "الضرب بيد من حديد" لاستهداف ما يسمى "الشرور الثلاثة" : الانفصالية، والإرهاب، والأصولية. والأويغور هم الأقلية المسلمة كانت هدفا رئيسيا من هذه الحملات. وبدلا من إنزال العقاب على الإرهابيين فقط، استخدمت الصين أسلوب القمع الجماعي لشعب الأويغور، وهناك أدلة وافرة على ما تمارسها. ومن ذلك الاعتقالات الجماعية والقيود التعسفية ضد الممارسات الدينية، وهي الآن سمة الحياة المتكررة في شينجيانغ.

 فقد أصبح القمع في شينجيانغ كثيفا على نحو متزايد في ظل حكم الرئيس الصيني شي جين بينغ، مع مضاعفة معدل الإعتقالات في المنطقة منذ عام 2014. وعلى الرغم من أن هذا ليس بمستغرب في ظل رئيس يتصف بالشمولية، وزيادة الحماس في تطبيق الإجراءات الصارمة لمكافحة الإرهاب، ومصادرة جوازات السفر هي بلا شك جزء منها، والاستفادة من المناخ الدولي لتنفيذ مزيد من عمليات القمع.

وتعطي المخاوف الأمنية غطاءً للحكومة لمواصلة تعزيز الرقابة الاجتماعية، كما توفر لها الظروف الدولية الحد من تدفق المقاتلين الأجانب الى سوريا فرصة مناسبة. وهذه ليست أول محاولة، بل حاولت الصين اجراءات مماثلة بعد أعقاب 11/9 ، عندما جعلت معركتها ضد الأويغور "الانفصالية" ضمن الحرب الدولية على الإرهاب.

وتدعي الصين أن المتشددين الأويغور يرتبطون بالجماعات الجهادية، وهذا الادعاء كان مبالغا فيه بدرجة كبيرة مع قومية الأويغور الساخطة والمؤطرة تقليديا بنزاعاتهم مع الحكومة على صراع محلي، في محاولة الانفصال وإقامة دولة "تركستان الشرقية"، بدلا من أن تكون جزءا من الحركة الجهادية الواسعة النطاق.

ومشاركة الصين في الجهود الدولية بعد 11/9 لمكافحة الإرهاب كان الهدف من ورائها الهجوم على الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية ، بتهمة أنها منظمة إرهابية، ولكن هناك الكثير من الشك حول ما إذا كانت هذه المنظمة موجودة أصلا.

 ولكن لم توجه الصين نقدا رسميا إلى الحركة الاسلامية لتركستان الشرقية حتى بعد هجمات 11/9، وكانت الصين تنسب بأثر رجعي الاضطرابات العرقية الماضية إلى مجموعة لا وجود لها. كما جاء ذلك في تصريحات المسؤولين الإقليميين بعدم وجود أي نشاط إرهابي في شينجيانغ.

   ومزاعم تورط الأويغور بشكل لافت في داعش هي موضع تساؤل على حد سواء. وفي عام 2014، ذكرت جلوبال تايمز، الدورية الموالية للحكومة، أن حوالي 300 شخصا من المتمردين التركستانيين فروا للانضمام إلى داعش. ولكن الخبراء سارعوا لإعلان أن هذا الرقم كان "مرتفعا بصورة غير معقولة"، وأنه لا يوجد أكثر من 20 أو 30 شخصا، من المرجح أنهم جاؤوا بمجرد رحلة سفر إلى سوريا. والتقديرات غير رسمية جعلت شينجيانغ تعادل أيرلندا من حيث عدد المقاتلين الأجانب المنتجة.

وإذا استخدمت الصين تهديدات داعش وسيلة للقمع، يمكننا استخلاص التصور في العواقب المحتملة من محاولاتها المماثلة بعد 11/9. وبينما نجحت في البداية في عملية القمع الجماعي، فمن المشكوك فيه أن هذه الإجراءات الجديدة تثبت فعاليتها على المدى الطويل. وفي عام 2008، إبان اولمبياد بكين، حدثت سلسلة غير مسبوقة من الهجمات الإرهابية في شينجيانغ. وكانت هذه الهجمات على عكس الحوادث العنيفة التي وقعت في التسعينيات 1990.

أولا: كانت مبتكرة ومصنعة، استخدمت التفجيرات الانتحارية المتعددة لأول مرة، والاعتقالات التعسفية في شينجيانغ ببساطة أجبرت المتطرفين لإيجاد طرق جديدة ومدمرة لضرب "الأهداف الصعبة".

ثانيا: بدأ الإرهابيون يستهدفون المدنيين، وكانوا يتجنبون استهدافهم في السابق، والاعتقالات التعسفية الثقيلة جعلت الجيش وأجهزة الدولة تزيد من عمليات (الضرب بقوة)، مما عرض بالفعل المدنيين لخطر الأهداف أكثر.

 ثالثا: استخدام التفجيرات الانتحارية يشير إلى أن المهاجمين تأثروا على الأقل بوسائل المنظمات الجهادية.

وتخاطر الصين مرة أخرى وتزعم أنها تحارب الإرهاب، وهذه المخاطرة أدت إلى تفاقم المشكلة. كما أدت القيود الجديدة على تأجيج مشاعر الاستياء أكثر وسببت إلى تجمع الكثير من الأويغور ضد الحكومة، في حين أن الأقلية الصغيرة من المتطرفين بقيت دون رادع لتحايلها على القيود، ويمكن أن يغير "الإرهابيون" أسلوبهم لاستهداف المدنيين باستخدام أسلحة بدائية وصعبة الكشف عنها. وقد ارتكب العديد منهم أعنف الهجمات الأخيرة بالسكاكين، بما في ذلك حادثة واحدة، وفقا لما جاء في وسائل الإعلام الصينية، أن سبب ذلك بأن الجناة لم يتمكنوا من مغادرة الصين للقتال في الخارج. وإذا كان هذا صحيحا، فمن الصعب أن نتصور كيف سيؤدي سحب جوازات السفر إلى حد من العنف.

والأكثر قلقاً بأن رسالة الصين الضمنية أن كل الأويغور هم المجندون المحتملون لداعش يمكن أن يدفع المزيد من الأفراد تجاه الجهاديين واستجابة دعايتهم. وهذا لا يعني أن المتطرفين سوف يتعلمون من المقاتلين الأجانب، ولكن أيضا يزيد من مخاطر التشدد وتحوّل الجيل الجديد إلى متطرفين غير مسبوق مثلما حدث من قبل في شينجيانغ.

الانفصاليون من الأويغور لا يشكلون تهديدا خطيرا لسلامة الأراضي الصينية. بينما من خلال المبالغة في رد الفعل المعارض والمبالغ يقوي علاقات الأويغور مع الجهاديين، وقد تعزز الصين بغير قصد الأيديولوجيات الخبيثة والإرهاب الذي تسعى إلى القمع، وتؤثر هذه الأيديولوجيات على جميع الأويغور وذلك دون الحاجة إلى السفر إلى الخارج.

http://uyghuramerican.org/article/how-china-s-repression-xinjiang-can-backfire-again-passport-plan-could-create-problem-china