تستعد الصين لتكرار أخطاء التبت فى إقليم الأويغور من خلال وضع خطط لسياسات قمعية

 

صوفيا رشاردسون

مديرة شئون الصين فى منظمة هيومن رايتش ووتش

 

  يبدو أن الصين بدأت تصدر نفس السياسات التعسفية التى تستخدمها فى التبت الى منطقة شنجيانغ الأويغورية. وترتكب الصين منذ مدة طويلة انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان فى تلك المنطقتين.

قال الرئيس الصينى، شي جين بينغ، فى عام 2014 "أنه من حيث الأمن القومي نحن نتبع نفس النهج فى التبت وشنجيانغ ونسعى لنفس الأهداف أيضا."

 ويعتبر نقل سكرتير الحزب الشيوعى السابع لمنطقة التبت ذاتية الحكم تشن قوانجو إلى منطقة شنجيانغ الأويغورية ذاتية الحكم حاكما جديدا مؤشرا من مؤشرات تلك السياسات التى ذكرها الرئيس الصينى.

  وفى أكتوبر من العام الماضى ذهب مسئولون من شنجيانغ الى التبت بهدف "تعزيز تبادل الخبرات وتضامن الجهود ودراسة أفضل الطرق لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل. "وذكرت وسائل الاعلام المحلية ان المسئولين فى شنجيانغ رأوا "الانجازات التى تحققت فى التبت فيما يخص وحدة القوميات" بـأنها "مثيرة للإعجاب والإلهام." وفي 18 اكتوبر من العام الماضى قال وو ينغ جيه الذى عين مكان تشن كحاكم لتبت "أننا لا بد أن ندرس ونحتذي بالأساليب الفعالة والخبرات الثمينة االتي اتبعت لتحقيق الاستقار فى شنجيانغ."

وتعنى "التجربة الثمينة" المذكورة اعلاه معالجة  كل اشكال المعارضة للحكومة الصينية التى تعتبرها تهديدا لامنها القومى بوسائل منها تعزيز الوجود الامني بكثافة ومراقبة واسعة. وتوصم السلطات فى شنجيانغ ذات أغلبية مسلمة تعبير الاويغوريين عن هويتهم بالنزعة الارهابية والارهاب. وكانت معارضة الأويغور لسياسات الصين القمعية فى شكل احتجاجات سلمية ولكن ايضا فى شكل التفجيرات وغيرها من الهجمات العنيفة.

 وقد عارضت التبت ذات الاغلبية البوذية سياسات الحكومة القمعية والتمييزية بالاحتجاجات السلمية وفى بعض الاحيان بحرق النفس في الأماكن العامة. و أدت معالجة الدولة انتقاد عامة الشعب سياساتها كجريمة تتحدى الدولة وعدم التزامها بمعالجة مظالم الناس الى تصاعد التوترات في كلتا المنطقتين.

 ماذا تعنى نقل تشن من التبت الى شنجيانغ للناس فى شنجيانغ؟

 في اكتوبر من العام الماضى أعلنت السلطات فى شنجيانغ برنامج "مع الأسرة" الذى كان شبه الاصل بذلك الذى طبقه تشن خلال فترته فى التبت. وعلى أساسس هذا البرنامج، يجب على 111،0000 من المسئولين الاجتماع مع الناس العاديين كل اسبوعين بهدف "تعزيز الانسجام العرقي."

وفي ذات الشهر ذكرت وسائل الاعلام ايضا أن المسئولين قد تم ارسالهم الى محافظة خوتان فى شنجيانغ لادارة المساجد وانه قد تم انشاء لجان دينية فى كل المناطق السكنية. ومن المهام الاساسية لهذه اللجان مطالبة السكان أن يقدموا تقارير عن الانشطة الدينية. وجدير بالذكر أنه منذ عام 2011 وضعت السلطات فى التبت لجنة دائمة من مسئولي الحزب الشيوعي فى كل مؤسسة دينية للإشراف على الادارة اليومية للشئون الدينية.

 وانطوت السياسات الرئيسية التى طبقها تشن في التبت على توسع كبير لآليات المراقبة وذلك من خلال التكنولوجيا عالية التقنية في مراكز الشرطة ووضع كاميرا مراقبة في كل تقاطعات الطرق وتعيين شخص واحد كمسئول عن سلوك كل 5 ألى 10 أسرة. فإنة لا يكون صعبا عليه تبرير مبادرات مماثلة فى انحاء شنجبانغ لدى رؤسائه فى بكين.

هناك مخاوف حقيقة بأن التبت وشنجيانغ سوف تواجهان اشكالا اكثر إيلاما من المراقبة والسيطرة وذلك مع وجود نية لدى السلطات الصينية ترقية تشن إلى المكتب السياسى للحزب الشيوعي المركزي في عام 2018.

مصدر المقال: https://www.hrw.org/news/2017/01/20/china-poised-repeat-tibet-mistakes