ماذا يجري في تركستان الشرقية؟

نحن نرى تغير المواقف في الساحة السياسية بسرعة فائقة. والإرادة السياسية التي وضعت بعض المسافة في العلاقة بينها وبين الولايات المتحدة.

  بعد15يوليو2016م تحولت اتجاهها هذه الأيام إلى روسيا والصين. وتسعى تركيا أيضا من أجل التوصل إلى توافق في الآراء بشأن سوريا. ونحن نرى أن محاولة تركيا هذه تثير اضطرابات في الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران.

وفي الآونة الأخيرة تركزت العلاقلات مع منظمة شنغهاي للتعاون بقيادة الصين، في الوقت الذي تستمر المحاولات لتحديد استراتيجيات جديدة مع الصين وروسيا، أُعلن أن تركيا تقوم برئاسة منظمة شنغهاي في فترة عام2017م.

  لكن هناك حقيقة غفلنا عنها ويجب أن نتذكرها عندما نعمل لتحقيق المصالح، ألا وهي تركستان الشرقية... بدأت الصين تعتقل الأتراك في تركستان الشرقية و خلق ضغوط شديدة على الناس الذين يحاولون حماية هويتهم الثقافية.

 وفي الوقت الذي يسعى إخواننا في تركستان الشرقية لاستمرار نضالهم من أجل البقاء بإمكانياتهم الضيقة، تستمر الحكومة الصينية أن تسيطر على المنطقة تحت الضغوط والترهيب من خلال تطبيق سياستها القمعية لتصيين سكان المنطقة وإذابتهم في بحر الصينيين الهان. وتمنع في المنطقة إحياء الثقافة المحلية والمعتقدات الدينية، ويتم إجبار الناس بمحو هويتهم الأصيلة.

  إن العالم أصبح قرية صغيرة وأزالت التقنيات الجديدة مفاهيم الزمان والمسافة. والآن تصل أخبار الأحداث التي تقع في أقصى الدنيا إلى أقصاها في دقائق معدودة. ولكن وسائل الاعلام لكونها تحت سيطرة السلطات العالمية، ونحن قادرون التعرف على المعلومات التي أُطلعتنا عليها هذه الوسائل فقط.

   السلطات التي تستخدم وسائل الاعلام كقوة مؤثرة تغطي على الأحداث التي لا تخدم مصالحها محاولة لإخفاء نواياهم. ولذا نستطيع أن نطلع على قدر يسير من الأخبار التي تصل إلينا عن المظالم التي يرتكبها المستكبرون في أنحاء العالم.

وشعب تركستان الشرقية المناهض لسياسة الصين القمعية التي تحاول تجريدهم من هويتهم لا يجدون وسائل متاحة لإعلام العالم بالمظالم والقهر التي يعيشونها. والناس محاصرون في أحياءهم التي يعيشون فيها، يتم تفتيش جوالاتهم في نقاط التفتيش. والشعب الذي تحاول الصين أن تشويهم بشحمهم(حسب تعبير الحاكم الصيني السابق)يتم مراقبتهم في كل كبير وصغير، ومعاقبتهم بتهم واهية. إخواننا الذين اندمجوا مع هوياتهم الثقافية يقاومون مؤامرة القضاء على هويتهم وتذويبهم في العرق الصيني يتعرضون للقمع الجماعي.

  وتضيف السلطات الصينية على ممارساتها الشنيعة أعمالا بغيضة جديدة كل يوم. وتعطى الامتيازات الاقتصادية للصينيين وتشجعهم على الهجرة إلى تركستان الشرقية. وكأن الحكومة الصينية عازمة على التغيير الديموغرافي في المنطقة. و هدمت السلطات حوالي 3500 مسجدا في الأشهر الثلاثة الأخيرة.

 و من الأهداف الأولى للحكومة الصينية-التي تمارس الضغط السياسي والاجتماعي في المجتمع المسلم في المنطقة – أن تقضي على الأشخاص الذين لديهم القدرة على رفع مستوى الوعي العام والإرشاد والمساجد التي ينشطون فيها هؤلاء الأشخاص..

  تم توضيف 350 ضابطا لمراقبة المساجد في المنطقة. وفقا لما أفادت وسائل الإعلام للحزب الشيوعى الصينى وبعد صدور قرار مراقبة المساجد يتم إعداد تقرير ويتم اعتقال  الناس تحت الضغوط والمراقبة.

 وفي وقت سابق حظرت الحكومة الصينية الصوم لموظفي القطاع العام في تركستان الشرقية، والتي أغلب السكان فيها المسلمون وفرضت القيود على ملاباس  وأزياء الناس.

 تم قتل أشخاص يسعون لرفع الوعي العام ضد القمع الصيني، ولا تزال الصين تمارس سياسة الترهيب.

إن الضغوط مستمرة في المنطقة، وإخواننا في تركستان الشرقية  يسعون جاهدين إلى العيش في ظل ظروف صعبة كما كانوا يعتقدون، والحفاظ على هويتهم الثقافية ينتظرون الأيادي الممدودة إليهم، هل من مجيب؟!

فاطمة تونجر

كاتبة تركية

http://www.habervaktim.com/yazar/78799/dogu-turkistanda-neler-oluyor.html