دلالات الاستعراض العسكري الصيني بمنطقة الأويغور

 

علي أبو مريحيل-بكين 

نشرت السلطات الصينية قبل يومين أكثر من عشرة آلاف جندي في مدينة أورومتشي بإقليم شينجيانغ (شمال غرب البلاد) التي تسكنها قومية الإيغور المسلمة وتشهد توترات متصاعدة منذ سنوات.

ونظمت قوات الأمن استعراضا عسكريا شاركت فيه عشرات المدرعات والسيارات المصفحة، وتزامن ذلك مع تحليق مكثف للطائرات المروحية.

ويعتبر هذا العرض العسكري هو الأكبر من نوعه في الإقليم الذي شهد خلال العام الحالي ثلاثة استعراضات مماثلة في مناطق هوتان وكاشغر وآكسو.

وقال سكرتير الحزب الشيوعي في شينجيانغ، شين تشوان جو، إن الانتشار العسكري في الإقليم يهدف إلى ضمان الأمن وتثبيت الاستقرار، وذلك بعد الإضرابات الأخيرة التي شهدتها عدة مناطق خلال العام الحالي.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب قيام تنظيم الدولة الإسلامية ببث مقطع فيديو لعناصر تابعة له من أقلية الإيغور المسلمة، يوجهون تهديدات غير مسبوقة إلى الصين.

وجاء في الفيديو "أيها الصينيون، نحن جنود الخلافة، سنأتي إليكم لنتحدث معكم بلغة السلاح، ولنسفك الدماء كالأنهار ثأرا للمسلمين".

حمل السلاح
وظهر في مقطع الفيديو شبان صغار السن من أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ، وهم يتدربون على القتال وحمل السلاح.

وتشير تقارير أميركية إلى أن نحو 120 مسلما صينيا فروا من ديارهم للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية بين عامي 2013 و2014.

غير أن وسائل الإعلام الرسمية الصينية تؤكد أن أكثر من ثلاثمئة  من الإيغور يقاتلون إلى جانب تنظيم الدولة في سوريا والعراق.

وقال مدير معهد السياسة العامة في جامعة جنوب الصين لي مينغ بو إنه لا تجب المبالغة في تحليل التحركات العسكرية الصينية، خصوصا حين تكون على أرضها.

وأشار إلى أن الصين قامت بثلاثة انتشارات عسكرية في إقليم شينجيانغ خلال شهرين، دون أن يتوقف عندها أحد.

واعتبر أن تزامن الاستعراض العسكري مع انتشار مقاطع فيديو لعناصر من أقلية الإيغور المسلمة هو الذي أعطى انطباعا بأن التحرك الصيني جاء ردة فعل.

حدث روتيني
واعتبر بو -في حديث للجزيرة نت- أن ما قامت به الصين يأتي في إطار الأعمال الروتينية، مع اعترافه بتخوف السلطات الصينية من ازدياد أعداد المنضمين لتنظيم الدولة من أقلية الإيغور.

لكنه استبعد أن يكون لذلك أي تأثير على الوضع الأمني الداخلي، وإن كان إقليم شينجيانغ قد شهد خلال الأشهر الماضية تصاعدا في عمليات العنف والهجمات على مقار للشرطة والحكومة.

يشار إلى أن التوتر بلغ ذروته في الإقليم عام 2009، إثر اندلاع مواجهات بين سكان الإقليم الأصليين من قومية الإيغور والمهاجرين الجدد من قومية الهان الصينية، مما أدى إلى مقتل أكثر من مئتي شخص، وأعقب ذلك تشديد القبضة الأمنية وشن حملات اعتقال واسعة طالت آلاف الشباب والنشطاء.

وتتهم بكين الحركة الإسلامية لتحرير تركستان الشرقية بالمسؤولية عن الاضطرابات وأعمال العنف، في حين يؤكد حقوقيون ونشطاء إيغوريون في المنفى أن القيود التي تفرضها السلطات الصينية على الحقوق والحريات في الإقليم هي السبب في ذلك.

المصدر : الجزيرة