منطقة الأويغور المسلمين بالصين تتحول لثكنة

 أويغوريون مسلمون ينتصب خلفهم تمثال الزعيم الشيوعي الراحل ماو تسي تونغ في مدينة كاشغر (رويترز)

 

  وافق المشرعون بشينجيانغ موطن الأويغور المسلمين على تشريع يمدد الحظر على إطالة اللحى وارتداء الحجاب في الأماكن العامة في جميع أنحاء الإقليم، ودخلت اللوائح الجديدة حيز التنفيذ أمس السبت.

تدوي صفارات الإنذار ثلاث مرات يوميا بشوارع مدينة كاشغر بإقليم شينجيانغ غرب الصين فيهرع أصحاب المحال من متاجرهم ملوحين بهراوات خشبية منحتها لهم الحكومة.

ففي تدريبات إجبارية لمكافحة "الإرهاب" تجرى تحت إشراف الشرطة يقاومون مهاجمين يفترض أنهم يحملون أسلحة بيضاء، وتطوق عربات تابعة للشرطة وقوات الأمن المنطقة بينما يدوي صوت الإنذار.

وتقول الصين إنها تواجه "تهديدا" ممن تصفهم بإسلاميين "متطرفين" في تلك المنطقة النائية، وتتهم انفصاليين من أقلية الأويغور المسلمين بتأجيج التوترات مع الأغلبية من عرقية هان الصينية والتآمر لشن هجمات في مناطق أخرى من البلاد.

وتقول وسائل إعلام حكومية إن التدريبات وإجراءات أخرى مثل إنشاء شبكة من آلاف مواقع الشرطة الجديدة في زوايا الشوارع تهدف إلى إشاعة الشعور بمزيد من الأمن لدى الجميع، لكن كثيرا من السكان يقولون إن تلك التدريبات ما هي إلا جزء من عملية أمنية قمعية تصاعدت وتيرتها في كاشغر ومدن أخرى في قلب منطقة الأويغور في شينجيانغ في الأشهر الماضية.

وبالإضافة إلى المشاركة في التدريبات، فإنه يتعين على أصحاب المتاجر تركيب كاميرات مراقبة ليس لتصوير ما يجري في الشارع فحسب لكن أيضا ما يجري داخل متاجرهم وترسل بثا مباشرا إلى الشرطة وكل ذلك على نفقتهم الخاصة.

وبالنسبة للأويغور فالأمر لا يتعلق بالأمن بل بالمراقبة الجماعية حسبما يقول مالك شركة للوسائط المتعددة عبر الإنترنت، ويضيف "ليس لدينا خصوصية... يريدون أن يروا كل ما نفعل".

وقال مصدر أمني صيني لرويترز بعد أن طلب عدم ذكر اسمه إن الإجراءات الأمنية الجديدة في شينجيانغ ليس لها دوافع سياسية لكنها تستند إلى "تطورات ومعلومات مخابراتية جديدة"، دون مزيد تفاصيل.

السلطات الصينية حظرت إطالة اللحى وارتداء الحجاب في الأماكن العامة (الأوروبية)

ولاء للعلم
وخلال المراسم الإجبارية لرفع العلم الأسبوعية يجبر الأويغور -وهم أقلية تتحدث التركية وكانت تشكل غالبية سكان شينجيانغ قبل تدفق الهان الصينيين- على إعلان نبذ التطرف الديني والتعهد بالولاء تحت العلم الصيني.


وخلال إحدى هذه المراسم في بلدة خوتان جنوب شرقي كاشغر دخل أكثر من ألف شخص ملعبا مفتوحا كرة سلة حيث فحص مسؤولون بالحزب أسماءهم في لائحة حضور وفتشوا ثيابهم وتحققوا من مظهرهم.

وقالت مسؤولة وهي تنزع حجابا ارتدته امرأة من الأويغور في منتصف العمر "من الأفضل لكي أن تنزعي هذا وإلا أرسلتك إلى التأهيل".

وتقدم سلطات خوتان مكافأة قدرها 2000 يوان (290 دولارا) لمن يبلغ عن "تغطية الوجوه والعباءات والشبان ذوي اللحى الطويلة أو أي ملابس دينية معروفة أخرى خضعت لتأثير التطرف" في إطار نظام تحفيز أوسع نطاقا يكافئ على المعلومات المهمة بشأن هجمات وشيكة.

ووافق المشرعون في شينجيانغ هذا الأسبوع على تشريع يمدد الحظر على إطالة اللحى "بشكل غير طبيعي" وارتداء الحجاب في الأماكن العامة في جميع أنحاء الإقليم، ودخلت اللوائح الجديدة حيز التنفيذ أمس السبت.

وتفحص الشرطة أوراق المارة علاوة على هواتفهم لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على لقطات فيديو "متطرفة" أو تطبيقات محظورة لإجراء المحادثات مثل تلغرام وواتساب وتويتر، وجرى تخفيض سرعة الإنترنت من الجيل الرابع إلى الجيل الثالث.

المصدر: الجزيرة نت