بسياساتها الحمقاء: هل تستدعى الصين العنف المضاد؟

  من المؤكد أن المتطرف يتسم بالعناد وعدم الإدراك لحقائق الأمور مما يوصله إلى حد ارتكاب تصرفات شديدة الغباء تؤدى لتعقيد الأمور والدفع بها إلى الهاوية، حيث إن لكل فعل رد فعل مساوٍ له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه كما تقول قوانين المادة.

فى كل فترة تطلع علينا الصين بكل جديد فى فنون التطرف والإرهاب الفكرى والسياسى والاجتماعى والدينى، فمن قرارات التمييز الدينى والعرقى حول الصلاة والصيام والزى وطول اللحية إلى قوائم المنع لأسماء المواليد ذات الصلة بالدين والثقافة الأويغورية أو العربية أو الإسلامية وصولا للرقابة الصارمة على الحريات الشخصية ومصادرة جوازات سفر أفراد الشعب واستدعاء الطلبة الأويغور الذين يدرسون خارج أوطانهم فى مصر وتركيا وغيرهما من بلدان العالم الإسلامى ، أليس هذا تمييزا عرقيا ودينيا ضد المسلمين، ولماذا لايستدعى كل الطلبة الصينيين من سائر أنحاء العالم.؟  ألا يعد هذا تطرفا؟ هل تظن الصين أنها بهذه السياسات ستصرف المسلمين الأويغور عن دينهم وثقافتهم؟ كلا.

 إن هذه السياسات القمعية سوف تخلق شعورا بالتحدى وتستفز مشاعر المقاومة لدى الأويغور وقد تصل بالأوضاع إلى الانفجار والعنف المضاد من أجل الحفاظ على الهوية وبالأخص لدى الشباب الحانق على الوضع المتردى الذى يعيشه الأويغور والمتزامن مع الشعور العام المتزايد باليأس من إمكانية التغيير وتحسن الأوضاع بسبب استمرار الصين فى مصادرة الحريات الشخصية والاجتماعية والدينية للأويغور.

 يجب أن يدرك قادة الصين أن حرية الإنسان لاتكتمل ما لم يستطع أن يملك زمام الموقف الذى يجد فيه نفسه، وأنه سيدافع عن حقوقه مهما كانت النتائج. فعلى مدار التاريخ ما الذى أدى إليه قهر الشعوب إلا المقاومة والثورة دفاعا عن الحرية والهوية.

إن التكوين النفسى المشوه والمستقر فى لاوعى قادة الصين والمرتعد من هاجس تفكك الصين يدفعها لقهر الأويغور بسبب سوء فهم حقائق الواقع بأن الاختلاف فى العرق والثقافة والدين من سنن الحياة ولا يحتم الصراع بل يمكن التعايش معه ومد جسور التعاون عبر الاختلافات، لكن الأنظمة الديكتاتورية ليس لديها إلا خيارا واحدا إما أن تكون صنيعة لها أو تختفى وتمحى هويتك، ومن ثم ترتكب تلك الأنظمة عمليات القمع والاضطهاد وإرهاب الدولة على نطاق واسع لإخضاع الجميع لوجهة نظرها.

لاشك أن المنطقة ذات أهمية استراتيجية واقتصادية قصوى لدى الصين ولديها حاجة ملحة للإحساس بالأمن بها ودفع هاجس الاضطراب والتفكك، لكن سياستها تلك لاتدفع باتجاه التهدئة أو تبديد هذه المخاوف بل تخلق شعورا متزايدا بالعداء قد يدفع بالطرف الآخر ومن يتعاطف معه إلى العنف.

فهل تفهم الصين حقائق السياسة والاجتماع الإنسانى بدلا من أن تستدعى بسياستها الحمقاء المتطرفة العنف المضاد وداعش والقاعدة وأخواتها!!!.؟

أكرر الدعوة للقادة والمنظمات والأفراد فى العالم الإسلامى لتقديم شكاوى عاجلة للجنة إزالة التمييز العرقى بالأمم المتحدة لإيقاف وفضح القمع الصينى ضد الأويغور

Committee on The Elimination of Racial Discrimination(CERD)

 

   د/ عزالدين الوردانى

 

باحث مختص في شئون آسياالوسى