اعتقالات جماعية في تركستان الشرقية ... ما الذي يجري هناك؟  

 

 لقد بلغ  في الآونة الأخيرة مدى الظلم والقهر الذي تمارسه السلطات الصينية ضد المسلمين الأويغور في تركستان الشرقية التي لم تذق طعم الحرية منذ احتلالها من قبل الصين منذ سبعين سنة  فوق تحمل البشر، وعلى الرغم من أن هناك العديد من الشعوب المغلوبة على أمرها فان الوضع الذي يعيشه الشعب التركستاني على أيدي الصينيين لا يمكن مقارنتها بغيرها من الأوضاع الموجودة في البلدان المحتلة.

 ففي حين تستطيع الشعوب في سورية وفلسطين وكشمير والشيشان وحتى في أراكان بميانمار إحاطة العالم الخارجي بما يجري لها من مظالم إلا أن المسلمين الأويغور ليس بإمكانهم فعل ذلك بسبب التعتيم الإعلامي الذي تفرضه السلطات الصينية على الوضع في تركستان الشرقية. فشعب الأويغور البالغ عدده ٣٠ مليون نسمة  في تركستان الشرقية التي تبلغ مساحتها مليون و825ألف كيلومتر مربع قد تم عزله وقطع  اتصالاته عن العالم الخارجي، ومصادرة جوازات السفر، ومنع التنقل من حي إلى حي أخر في نفس مدينته وموطنه إلا بإذن من السلطات ، كما أنه يعيش محروما من أدنى حقوقه الإنسانية كحرية الاعتقاد و اختيار نوع اللباس وممارسة العادات والثقافة الوطنية، كما يحظر الأحكام الشرعية مثل الزكاة وعقد النكاح والطلاق والميراث وغيرها. وبهذا يتعرض المسلمون للتمييز العنصري والإبادة الجماعية بمعنى الكلمة.

 لقد أصبح الوصول إلى معلومات لما يحدث في تركستان الشرقية ضربا من المستحيلات ولَم يعد بإمكان المسلمين الأويغور في الخارج التواصل مع أقاربهم عن طريق الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي .

وفي ظل هذا الوضع المأساوي وغير المسبوق إستطعنا الحصول على معلومات محدودة  جدا لما يحدث هناك ورأينا مشاركتكم تلك المعلومات لأهميتها. وهذه المعلومات موثوقة وصحيحة تم التأكد منها.

  على الرغم من سعي السلطات الصينية التعتيم الكامل على ممارساتها القمعية والاضطهاد الديني هناك ضد الأويغور وقلقها من وصول المعلومات إلى العالم الخارجي إلا أننا نأمل من الجهات الإعلامية مثل إذاعة آسيا الحرة محاولة الكشف عن حقيقة ما تم تداوله  من مارسات السلطات الصينية ضد الأويغور من انتهاكات جسيمة واعتقالات تعسفية واسعة النطاق.

 لايمكن إحصاء عدد المعتقلين حاليا في تركستان الشرقية ولوبشكل جزئي، ولكن من المؤكد أن هناك على الأقل فرد أو عدة أفراد من كل أسرة متدينة تم اعتقالهم ويقبعون في السجون. 

وقد تم في 16 ابريل 2017 عقد محاكمة صورية في مدينة خوتان لما يزيد عن 500مسلم والحكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين5 الى30 سنة.

كما تم أيضا في مدينة خوتان نفسها الحكم على شخص يدعى حبيب الله بالسجن لمدة 35 سنة وعلى زوجته وتدعى آي جمال أمين توختي لمدة30 سنة وذلك بتهمة إنشاء مدرسة سرية لتعليم الأطفال أمور دينهم.

وفِي مدينة خوتان نفسها وفِي قرية "توساللي" حكم على السيدة زينب خان بالسجن ١٧ عاما بتهمة إلقاء دروس دينية للسيدات وتم اعتقال114 شخصا والحكم عليهم بالسجن لمدد متفاوتة وذلك بتهمة التعاون مع تلك السيدة ماديا وتهيئة منازلهم لها للتدريس والقيام باستخدام سياراتهم للتنقل.

وايضاً حكم على السيد عبدالله عبد الحميد من حي "تامباغ" بمدينة خوتان بالسجن لعشر سنوات بتهمة القيام باداء "صلاة التراويح بشكل جماعي" في رمضان.

وأدين السيد محمد أمين من مدينة خوتان بجريمة "الاعانة المادية لإحدى المدارس السرية" التي تقوم بتعليم القران الكريم وحكم عليه بالسجن 5 سنوات.

كما تم الحكم على السيد أبابكر زاكر قاري وهو من عائلة معروفة في مدينة خوتان بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة تخصيص منزله لمدرسة تحفيظ القران الكريم.

وفي مدينة خوتان تم عقد محاكمة مغلقة ل59إمرأة بتهمة "حضوردروس والاستماع إلى مواعظ دينية" حيث تمت إدانتهن والحكم عليهن بالسجن.

وتم إلقاءالقبض على ٢٧ امرأة وقدمن إلى محاكمة عاجلة وشكلية وحكم عليهن بالسجن من3 الى 10 سنوات بتهمة التجمع وتعلم أمور الدين.

واعتقلت سيدة وتدعى قدرية عبد القهار في مدينة خوتان وتم الحكم عليها بالسجن 13عاما وذلك بتهمة "الاستقالة بدون مبرر من وظيفة حكومية وحيازة كتب ممنوعة"

وتم الحكم على أحد رجال الأعمال المعروفين في مدينة خوتان ويدعى عبد الأحد حاج بالسجن٢٠عاما بتهمة "الإعانة المادية للمدارس الدينية" إلا أننا لم نستطع التأكد من تفاصيل سجنه والتهم الموجهة إليه.

 هناك الآلاف من حالات الاعتقال التي ترد إلينا معلومات بخصوصها إلا أننا بسبب عدم تمكننا من التأكد من تلك المعلومات لم نوردها في هذا التقرير.

وحسب إفادة أحد الأشخاص فإن عدد الأطفال الذين أصبحوا أيتاما بسبب اعتقال آباءهم وأمهاتهم في مدينة خوتان فقط يزيدون على 10 آلاف.

وقد بدأت حملة اعتقالات مكثفة في مدينة أورومتشي ليلة 25 ابريل2017وتم اعتقال٨٠٠ شخصا.

 أوردت إذاعة آسيا الحرة 24أبريل2017بأن أهالي قرية "توم أوستنغ" بمدينة ياركند والتي يقطنها حوالي ١٤٠ عائلةً قد أكدوا أن ٥٢ شخصا من القرية معتقلون.

 لَم تكتف السلطات الصينية بممارساتها القمعية ضد الأويغور في داخل تركستان الشرقية بل وصلت بها التبجح وغرور القوة إلى مطاردة الطلاب الأويغور الذين يدرسون في الخارج حيث أرسلت مجموعة من موظفي الاستخبارات إلى مصر وتركيا لعمل دعاية والتهديد معا لإجبارهم العودة إلى بلادهم  في حين مارست ضغوطا قوية على أولياء الأمور في البلاد وذلك باحتجازهم وتهديدهم من أجل حث أبناءهم على ترك الدراسة والعودة فورا. وقد تم اعتقال المئات من الطلاب الذين استجابوا فور وصولهم.

وفِي أواخر الأسبوع الأخير من شهر ابريل2017 تم اعتقال٧من الطلاب المتخرجين من الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة.

وحسب آخرالمعلومات قد تم اعتقال ١٥١ شخصا خلال اقل من شهر في احدى القري في مدينة خوتان.

ويجدر بالذكر إن المعلومات التي وردت في هذا التقرير عن حالات الاعتقالات جزء يسير عن حملة الاعتقالات التي تجري حاليا في تركستان الشرقية حيث أن هناك عشرات الآلاف من المعتقلين والمختفين قسريا ممن لا يمكن إحصاء أعدادهم والتهم التي وجهت اليهم حيث يواجهون خطر القتل الممنهج في السجون ولكن لا أحد من العالم الحر يسمع لصرخاتهم بل يقف الجميع متفرجين صامتين على جرائم الإبادة الجماعية في تركستان الشرقية .

والمسلمون الأويغور في داخل تركستان وخارجها لا حول لهم ولا قوة، يقفون حائرين، مذعورين  أمام تلك الجرائم البشعة ولا يدرون ماذا يستطيعون فعله من أجل إنقاذهم ويصبرون عسى الله يفرج عن إخوانهم وأهاليهم.

إزاء تلك الجرائم الوحشية للاحتلال الصيني في تركستان الشرقية لا بد من التحرك والعمل على وقف تلك الجرائم لأن الصمت وعدم التحرك يزيدان المِحنة تعقيدا.