اسمي جولناز، وأنا مسلمة من الأويغور

 وطني الذي ولدت فيه هو تركستان الشرقية ولكن العالم يعرفه باسم "شينجيانغ" لأن الصين تسميها هكذا.  في طفولتي عندما كنت في الحادية عشرة  تركنا "شينجيانج" ولكني كنت رأيت ما يكفي في هذا السن، رأيت ما يكفي حتى أفهم أن الصين لم تعد مكانا آمنا بالنسبة لي .  واليوم بلغت سنة 23، وبعد 12 سنة ما زالت كابوس "شينجيانغ" تطاردني.

فيما يلي ما سطرته عن شعبي، ولن أكشف عن نفسي كثيرا. فقط حكايتي .. وبعد قراءتك لها قد تتفهم قضيتي .. وإن شئت قمت بنشرها في الميديا.

 أتذكر حين لم يكن مسموحا لي الذهاب إلى المدرسة لأني كنت مضطرة للعمل مع أبي في الحقل وأحيانا كنت أعمل لوحدي إذا كان مريضا. لم تكن يداي الصغيرتان تفعلان الكثير ولكن لم يكن لي بد من ذلك .

 أتذكر عيون الحراس الصينيين تلاحقني في الأسواق، الشيء الذي جعلني أشعر وكأنني أنتمي لكوكب آخر هم يكرهونه. إن السبب الحقيقي كان كوننا مسلمين أويغور .

  وفي إحدى الليالي اقتحموا بيتنا وفتشوا كل بقعة منها.. قامت أمي بإخفائي في القبو وأعطتني زجاجة فيها مادة سائلة وطلبت مني أن أشرب ما بداخلها إذا ما حاول الضباط إمساكي. لحسن الحظ لم يحدث شيء وقالوا لنا إنها عملية تفتيش روتيني، ولكن بعد ذلك حدث شيء مريع اضطرتنا لترك البلد ..

إحدى عماتي الساكنة في جوارنا كانت حاملا لطفلها الثاني . وأسرتها كانت تخطط لإرسالها بعيدا لتختفي بسبب قانون الطفل الواحد. ولكن بطريقة ما بلغ خبر حمل عمتي للضباط وأجهضوا حملها. في إحدى الليالي وفي غرفة مستشفى قذرة ماتت عمتي .. فاطمة، كانت في شهرها السادس أجروا عملية إجهاض إجبارية متجاهلين خطورة العملية على حياتهما.

صدمتنا هذه الحادثة ، وقررأبي ترك الصين، سريعا سافرنا قاصدين تركيا ولكن بعد ذلك ظللنا نغير أماكننا فيها ثم تنقلنا بين بلدان أخرى في كل سنة أو سنتين.

ظللنا ونحن في المهجر نسمع عن إجراءات القمع التي تمارسها الصين ضد الأويغور، مجزرة أورمتشي، تدمير المساجد، الاختفاء القسري للأبرياء، وسمعنا كذلك عن محاولاتهم للوصول إلى الأويغور الذين يعيشون في الخارج .

 ظل أبي يحذرنا بعدم كشف هويتنا كأويغور وامتنع عن تعليمنا الثقافة الأويغورية.. المصير المرعب ل300 فردا من الأويغور الذين أرجعتهم تايلاند إلى الصين كانت كافية لإخافتنا أكثر.

معرفة  أن لا احتجاجات ولا الإضراب عن الطعام لم تنقذهم من ذلك المصير كانت رسالة لنا بأن الصين تستطيع الوصول إلى عائلتنا في أي مكان وتعاقبنا..

 على الرغم من كل الصعوبات التي واجهناها، لم يتوان أبي في أمور تعليمنا، لقد أرسلنا إلى مدراس جيدة. كان يعتقد بأن التعليم الجيد فقط يمكن ان ينقذنا من ذلك الخوف. واليوم يتمنى أبي أن أصبح مدرسة بحيث أستطيع أن أساهم في جعل العالم مكانا أفضل للجميع .

 أما أنا فأرى نفسي كناشطة من الداخل، كلما أسمع شيء عن الظلم ، يغلي الدم في عروقي وأصمم على فعل شيء ما .. عالمنا الآن مقسمة ما بين العالم الأول المتقدمة والعالم الثالث ولكن نحن الأويغور لم يعد لنا مكانا بين العالمين .. نحن نعيش في العالم الرابع تركنا قادة العالم المتقدم لنواجه مصيرنا؟ ولكن لماذا؟  ألسنا نحن أيضا بشرا؟  هكذا الأويغور الذي بداخلي انتفض  وفتحت لي حسابا في التويتر..

ها أنا ذا أحاول التواصل مع أكبر عدد من الأشخاص للتعريف بنضال الأويغور في الصين. لماذا علينا أن نعاني بسبب كوننا أويغور أو مسلمين؟ ما ذنبنا؟ بين الكثير من الذين تواصلت معهم، سألني البعض عن قصتي .. ها هي ذي قصتي لهم . لا أستطيع أن أبوح أكثر حتى لا أعرض أسرتي للخطر.

 بعد قصتي هذه،، قد يتزايد خطر ملاحقتي من قبل السلطات الصينية وقد أختفي .. ولكن حكاياتنا مهمة.. فقد طال تجاهل العالم للأويغور والآن عليهم أن يقفوا معنا..

انتهت...

كالكثير من الأويغور، ربما تتعرض جولناز للاختفاء القسري أو الخطف أو حتى الاغتيال .. ولكن نضالها ، نضالنا قد يستأنفها شخص آخر .. وهذا الشخص يجب أن يكون أنت ...

في بحث عن عالم آمن ..

جولناز أويغور .

المترجم من الإنجليزية: موللا  ثابت

مصدرالقصة:

http://www.dunyabulteni.net/asya/400891/uygur-kizi-gulnazin-hikayesi

http://www.uyghurcongress.org/en/?p=31671