المسلمون القازاق يواجهون مصير الأويغور

 

  يعش في تركستان الشرقية حوالي مليوني مسلم من قومية القازاق، أغلبهم متمركزون في مناطق الشمال على حدود جمهورية قازاقستان، وهم السكان الأصليون في تلك المناطق التي فرقتها الاحتلال الروسي والصيني منذ بداية القرن التاسع عشر الميلادي.

 تركستان بشقيها الشرقي والغربي موطن الأتراك في آسيا الوسطى. تركستان الشرقية فقد احتلتها الصين 1949م وغيرت اسمها ل"شينجيانغ ذاتية الحكم لأويغور" ومازالت تحت الاحتلال الصيني، أما تركستان الغربية تم احتلالها من قبل الروس1917م مع قيام الاتحاد السوفيتي. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام1991م نالت دول تركستان الغربية استقلالها وأصبحت خمس جمهوريات وهي قازاقستان وقيرغيزيا وأوزبكستان وتركمنستان وطاجكستان.

 قومية القازاق التي تعيش في تركستان الشرقية مثل إخوانهم الأويغور يواجهون الاحتلال الصيني الغاشم. القازاق مسلمون منذ القدم، لكنهم شعب بدو ورحل، عانوا تحت الحكم الشيوعي كباقي الشعوب المسلمة، حوربوا في دينهم وعاشوا مبعدين عن الإسلام حوالي 7عقود وكانوا يتمتعون بقدر من الحرية مقارنة بإخوانهم الأويغور ولكونهم بعيدين عن الشعائر الإسلامية.

  بعد موت الزعيم الصيني ماوتسي تونغ تنسم المسلمون قليلا من الحرية ورجعوا إلى الإسلام أما المسلمون القازاق فتأخروا في عودتهم إلى إسلامهم ولم يكن حدة الاضطهاد الصيني عليهم كإخوانهم الأويغور.

  جمهورية قازاقستان فيها حرية الاعتقاد والمساجد مفتوحة، وقويت أواصر الأخوة بين قازاق تركستان الشرقية وشعب قازاقستان وزيارات متبادلة بينهم، أحسوا بأنهم ينتمون للإسلام فبدأوا بالعودة إليه شيئا فشيئا، أقاموا مساجد ومدارس سرية لتعليم أبنائهم، لكن السلطات الصينية تنبهت وصعدت من قمعها وبمحاربة وسجن أئمة المساجد والمتدينين من قومية القازاق.

 بعد إعلان جمهورية قازاقستان إلى اليوم لجأ حوالي 100ألف من المسلمين القازاق إلى جمهورية قازاقستان وحصلوا على الجنسية القازاقية، لكن الغاليبة العظمى منهم مازالوا يعيشون في تركستان الشرقية.

 مؤخرا فتح موقع إذاعة آسيا ملف المسلمين القازاق في تركستان الشرقية ومعاناتهم في ظل الاحتلال الصيني. فقد صرح أحد الكتاب القازاق لإذاعة "آسيا الحرة" بأن المسلمين القازاق يتعرضون لمضايقات صينية وتم تسليم جثة إمام مسجد في منطقة سانجي قازاق ذاتية الحكم  شمال تركستان الشرقية واسمه آ ق نيت موللا بعد أسبوعين فقط من اعتقاله، واعتقل إمام مسجد قابا في منطة آلتاي وحكم عليه بالسجن 10 سنوات بتهمة صلاة الجنازة خارج المسجد، وحكم على الشيخ قبول آخون إمام مسجد بايانداي قازاق في أورمتشي بالسجن 3 سنوات بتهمة تصفح موقع ينشر من قازاقستان، هناك مئات من المسلمين القازاق معتقلون بتهم نشر معانات المسلمين القازات لأقاربهم في قازاقستان عبر وسائل التواصل الاجتماعي المعروف ب"Wechat"، واعتقلت فتاة قازاقية بمنطقة كوناس بداية 2017م بسبب وضع صورتها وهي محجبة على أيقونة حسابها في نفس التطبيق. كما أن الصين سحبت جوازات سفر المسلمين القازاق ومنعتهم من السفر وانقطع جميع الاتصالات بينهم وبين أقاربهم في قازاقستان.

 يبدو أن الصين وجهت سهام سياساتها القمعية لكل القوميات المسلمة في تركستان الشرقية، هنا يأتي دور جمعيات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية والإسلامية مثل منظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أضعف الإيمان الدفاع عن حقوق إخوانهم المسلمين ومطالبة الصين بتخفيف القيود المفروضة على أداء الشعائر الدينية والحياة اليومية لهم..

أركين سلطان

مصدرالمعلومات: موقع إذاعة آسيا الحرة