الأكاذيب الصينية السافرة : ليس هناك قمع على الأويغور

 

للكاتبة : رقية توردوش

قبل عدة أيام، أقامت السفارة الصينية في أنقرة مؤتمرا بعنوان "الحالة الدينية والقوميات في منطقة شينجيانج ذاتي الحكم للأويغور بالصين"  شارك فيها  أكاديميون وخبراء من الصين.

حسب ما أورده جريدة صباح ديلي نيوز قال الأكاديمي الصيني مان يوان دونج في المؤتمر أن دعاوى المعاملة غير العادلة في منطقة شينجيانج ليس صحيحا وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعلم أكثر من أي شخص آخر عن التسامح  الموجود في مجالات الدين والمجتمع والأقليات في المنطقة .  وأن شينجانج كان دائما مكانا للانسجام والحب لكل المواطنين . والرئيس أردوغان يعلم هذا بشكل مباشر من خلال زياراته المتكررة إلى الصين .

 

في عبارة واحدة ، أود أن ألفت نظركم إلى الحقائق التالية :

أولا  : الرئيس رجب طيب أردوغان زار منطقة تركستان الشرقية (شينجيانج) مرة واحدة فقط وكان ذلك سنة 2012 حيث بقي يوما واحدا فقط في مدينة أورومتشي وهي مدينة غالبية سكانها من المهاجرين الصينين الهان.

 

حتى لو بقي الرئيس أردوغان مدة أطول ما كان له أن يعرف عن الأويغور  الذين تعرضوا للقمع لأن السلطات الصينية تتحكم في من ،وفي ماذا يقول في ذلك الوقت. وذلك من أجل إخفاء  الجانب الحقيقي من الأحداث.  ولذلك ذكر اسم الرئيس التركي لم تكن له أي أهمية. والجهة التي تجب ذكرها في هذه الحالة هي منظمة حقوق الإنسان الدولية لأنها تملك بيانات وإحصائيات دقيقة  وتقارير موثقة حول الظلم الواقع على الأقليات في المنطقة  من سنوات طويلة .

 

السيد دونج أكاديمي محترم بالطبع، ولهذا كان عليه أن يبحث ويظهر الحقائق بدلا عن أن يكون آلة دعاية صينية للإيدلوجية الشيوعية التي دأبت على تقويض الحقائق المعتمدة على مصادر موثوقة  للأخبار.

 

أود أن أسأل السيد دونج، إذا لم يكن هناك ظلم في المنطقة، فكيف تفسر القوانين الجائرة هناك ، وكان آخرها قانون "محكافة التطرف في منطقة شينجيانج ذاتي الحكم للأويغور" ؟

 

هذا القانون يهدف بشكل صريح إلى إذلال  المسلمين الأويغور في المنطقة من خلال مراقبة أنشطتهم الدينية وتقييم ما إذا كان هذه الأنشطة تتوافق بما تقرره الحكومة الصينية.  وهكذا تصبح عقيدة المسلمين الأويغور دينا غير مقبولا لدى الحكومة الصينية بسب عدم توافقها مع  أيدولوجية الحزب الشيوعي الصيني .

 

وهذا أدى إلى وضع غريب، بحيث لا يستطيع الأويغور  منع أولادهم من الزواج بالصينين وهي زواج محرمة حسب الشريعة الإسلامية .  ولا يستطيع الأويغور كذلك التدخل في تنشئة وتعليم أبنائهم مفاهيم مثل الحلال والحرام في دينهم . لأنهم حسب القانون الجديد غير مسموح لهم بأخبار أي أحد بأن شيءا ما حلال او حرام .

ممنوعون من تعليم أبناءهم تعاليم دينهم وثقافتهم القومية ووشرح فوائدها ولماذا عليهم اتباعها. وهكذا الآباء الذين لهم الحق في تعليم أولادهم أكثر من أي شخص آخر في العالم لم يعودوا آباء لأبنائهم .

 

والسيد جوانج تشينج شينج، وهو أكاديمي من معهد دراسات المناطق الحدودية ذكر أن تركيا شريك استراتيجي مهم جدا للصين في مشروعها المسمى ب"حزام واحد وطريق واحد"، وأن الأويغور مواطنون أعزاء في شينجانج يمكنهم القيام بدور حيوي في تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية للصين مع تركيا . ولكنه أخفق في شرح لماذا الأويغور الذين زاروا تركيا سابقا تم إلقاء القبض عليهم وصودرت جوازات سفرهم (1). ولماذا الطلاب الأويغور في تركيا أجبروا على العودة (2) إلى البلد ومورست ضغوط من السلطات الصينية على أسرهم (3)في حالة رفضهم العودة. ولماذا ألقي القبض على شبان أويغور لمجرد ارتدائهم قمصانا عليها أعلام تركية؟

 

سيد دونج!  ذكرت في كلامك أنه لا يوجد قيود على الدين بما في ذلك الصيام في شهر رمضان. فرجاءا أخبرنا عن رأيك عن ذهاب المسؤولين إلى بيوت المسلمين  والبقاء معهم لمراقبة الصائمين (4)في منطقة أكثر من 60% من سكانها من المسلمين. أخبرنا كيف لك أن تؤيد مثل هذا الإجراء؟

 

الصين تمارس تطهيرا عرقيا ضد الأويغور والأمر أكبر من مجرد حكم تركستان الشرقية.  هدف الصين كسب ثقة الدول المشاركة في مشروع "حزام واحد وطريق واحد"  عن طريق إخفاء نيتها التوسعية في الاقتصاد والديموغرافية السكانية في هذه الدول . المصير التاريخي التراجيدي اليوم لتركستان الشرقية قد تكون هي المستقبل للدول المشاركة في مشروع "حزام واحد وطريق واحد" غدا .  والصين لا تريد لهذه الدول والشركاء  أن تتفطن لهدفها هذه . ومن أجل هذا كثفت الصين من دعاياتها  من خلال تنظيم مثل هذه المؤتمرات المشبوهة وصرف أنظار العالم عن ممارستها القمعية في إقليم تركستان . يجب كشف حقيقة أنه في الوقت الذي تحاول  فيه الصين إظهار نفسها في شكل بريء وليبرالي أمام العالم ، تخفي أنها في تركستان الشرقية تتصرف كدولة فاشية .

 

المصادر

  1. https://www.studyinternational.com/news/uighur-students-abroad-ordered-return-home-political-screening/#eTSCjmbkSI7rC6Kj.97

 

  1. https://learningenglish.voanews.com/a/china-orders-uyghur-students-overseas-to-return-home/3849681.html

 

  1. http://www.rfa.org/english/news/uyghur/ordered-05092017155554.html

 

  1. http://www.rfa.org/english/news/uyghur/cadres-06082017164658.html

 

 

  1. https://www.theguardian.com/world/2017/jun/03/muslim-children-forced-to-drop-religious-names-in-western-china

مصدر المقال

https://medium.com/@rukiyeturdush/chinas-shameless-lies-there-is-no-prosecution-on-uyghurs-69aef5ddd881