مسلمو تركستان.. بين بطش الحكومة الصينيّة وتواطؤ بعض الدّول

 خلال الأيام القليلة الماضية، قامت الحكومة المصرية بمحاصرة الحيّ السابع في مدينة نصر وألقت القبض على أكثر من 500 تركستاني من طلاب الأزهر الشريف، ممّن فرّوا بدينهم من ظلم الحكومة الصينية المحتلة لبلادهم المعروفة بعدائها للدين الإسلامي وتضييقها على المسلمين. اعتقلوا من أماكن إقامتهم، ومن المطاعم والأماكن العامة التي كانوا يترددون عليها، ومن حاولوا الخروج من مصر، تم اعتقالهم في المطار. 

وكانت السلطات الصينية قد طالبت الطلاب التركستانيين بإلغاء دراستهم في الأزهر والعودة إلى تركستان الشرقية، ومن يمتنع من العودة ويصرّ على استكمال دراسته سيتم اعتقال ذويهم والزج بهم في السجون، وهذا ما حدث بالفعل. ومن امتثل الأمر وعاد إلى تركستان، قامت السلطات الصينية بمحاكمته، وسلّطت عليه عقوبة تتراوح بين السجن 15 سنة إلى السجن المؤبد، وقد تصل إلى الإعدام في بعض الحالات.

على سبيل المثال، الدكتور حبيب الله توختي، الذي حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية، وعاد إلى بلاده امتثالاً لأمر السلطات الصينية وخوفاً على ذويه من الاعتقال والتعذيب، تم اصطحابه من المطار إلى السجن ليواجه عقوبة السجن 15 عاماً!

ويطالب سكان إقليم تركستان الشرقية ذي الغالبية المسلمة، الذي تطلق عليه الصين اسم "شينجيانغ"، بالاستقلال عن الصين، "التي احتلت بلادهم قبل (64) عامًا"، ويشهد الإقليم أعمال عنف دامية منذ عام (2009م)، في عاصمة الإقليم "أورومجي"، قتل فيها نحو (200) شخص، وذلك حسب الأرقام الرسمية. ومنذ ذلك التاريخ، تنتشر القوات المسلحة الصينية في المنطقة، التي ارتفعت فيها حدة التوتر بين قوميتي "الهان" الصينية، و"الإويغور" التركية، على الأخص في مدن "أورومجي"، و"كاشغر"، و"ختن"، و"طورفان"، التي يشكل فيها الأتراك غالبية السكان.

إن ما يحدث في تركستان الشرقية جريمة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة، وعلى العالم الإسلامي بالكامل التحرك سياسيا وإعلاميا والضغط على الحكومة الصينية لإنهاء هذه المهزلة الإنسانية، والوقف الفوري لكل مظاهر الظلم والاضطهاد ضدّ المسلمين. ما يمارسه النظام الشيوعي الصيني هو جريمة إنسانية، وليس يليق أبدا أن تتطوّع بعض دول المسلمين لزيادة الطّين بلّة، ومساعدة الحكومة الصينيّة في بطشها بالمسلمين. (منقول بتصرّف).

http://www.echoroukonline.com/ara/articles/528605.html