الإعلام العربي وقضايا الأقليات المسلمة.. جعجعة عابرة بلا طحين دائم 

 عود على بدء، عادت قضية تركستان الشرقية أدراجها مرة أخرى طي النسيان إلا قليلا، بعد أيام من الزخم الإعلامي المصاحب لواقعة اعتقال حوالي 120 من أبناء تركستان من طلاب جامعة الأزهر في مصر، لكن هذا الزخم سرعان ما تبدد كما تبدد زخم مماثل ومتكرر لقضايا المسلمين على أطراف الأمة كمسلمي الروهنجيا في إقليم أراكان (ميانمار بورما سابقا)، أو مسلمي إفريقيا الوسطى، أو ذلك الزخم الذي صاحب بعض حوادث الاعتداء ضد المسلمين في أوروبا، تبدد الزخم الإعلامي ولم تنتهي فصول المعاناة بعد، فالطلاب الأويغور من أبناء تركستان لايزالون قيد الاعتقال في مصر، بل تم نقل معظمهم إلى سجن طرة لاستجوابهم بمشاركة مسؤولين صينيين، فضلا عن معاناة أبناء تركستان في الداخل تحت الاحتلال الصيني ما بين أن تكون مراقَبا رغما عنك وبمعرفتك، وبث الصلوات مباشرة من المساجد إلى أقسام الشرطة وحظر اللحى ومنع الصيام ومنع التعليم الإسلامي،،، تبدد الزخم الإعلامي بالروهنجيا رغم أن معاناتهم تتصاعد وآلامهم تتضاعف، لم يعد أحد يسأل كيف سيعاد آلاف النازحين المسلمين إلى إفريقيا الوسطى، ولم يسأل إعلام أو يهتم كيف سيتعايش هؤلاء في بلادهم مجددا التي هُجّروا منها قسرا تحت أسنة سواطير حركة "أنتي بالاكا"، قضايا كثيرة ليس شرطا أن تكون جميعها معاناة، ففيها من شمس الأمل كثير وظالم من لا يشير إلى قصص نجاح وتعايش المسلمين في دول أخرى كما يشير إلى واقع الأقليات المضطهدة فحسب، فإعلامنا العربي للأسف في أغلبه، تناوله لمعظم قضايا المسلمين في الدول غير المسلمة هو تناول مؤقت انتقائي مناسباتي فقط، وسرعان ما تذهب آلام المسلمين ونجاحاتهم أيضا طي النسيان، بالتوازي مع هذا، الدول العربية والإسلامية وأيضا المنظمات الإسلامية الكبرى، لم تلتفت بعد بالشكل المطلوب إلى الوجود الإسلامي في الدول الأخرى أو محاولة الاستفادة من الوجود الشعبي لهؤلاء المسلمين في بلاد غير مسلمة، أو مساندتهم إعلاميا، ولهذا تبقى قضايا المسلمين في دول كثيرة، سواء مشاكل اضطهاد أو تعايش، معلقة في طابور الانتظار، حتى يكون هناك مؤسسات معنية فقط بهؤلاء المسلمين تسلط الضوء على واقعهم تشير إلى أهمية دورهم الإيجابي في خدمة مجتمعاتهم غير المسلمة، في ترسيخ التعايش بين الشعوب في ظل احترام متبادل للمعتقدات، حتى يكون هناك مؤسسات إعلامية تعنى بإبراز القصص الإنسانية لهؤلاء المسلمين اهتمام بعوامل الألم بنفس القدر لنور الأمل، ساعتها فقط تتحول الجعجعة إلى طاقة تنتج الطحين.

محمد سرحان – صحفي متخصص في شؤون الأقليات المسلمة 
#مسلمون_على_الأطراف
#المسلمون_حول_العالم
#تركستان_الشرقية
#الروهنجيا