بماذا تفكر وزارة الخارجية حيال تركستان الشرقية؟

 

  وصلني هذا الخبر من صديقي في مصلحة الشهر العقاري والتوثيق(noter)

  شاب تركي يدرس في جامعة Erciyes أحب شابة تركستانية تدرس في جامعة Kastamonu  وتوج هذا الحب بالزواج . ثم رزقا ببنت سمياها ***. وقبل أن تكمل ***عامها الأول تتوالى الأخبار من موطن الشابة شينجيانغ ذاتي الحكم في الصين(تركستان الشرقية). السلطات الصينية هناك ألقت القبض على أهل أم ***، وفي حالة عدم عودتها إلى البلد سيتم إيداعهم في السجن ...

  الأم تسافر مع *** ، وما إن نزلت من الطائرة حتى صودرت جواز سفرها ومنعت من الاتصال بزوجها في تركيا.  أما زوجها (المواطن التركي) فيسافر إلى الصين بحثا عن زوجته وبنته .. ولكن السلطات الصينية لا تسمح له السفر خارج أورومتشي . أما الزوجة فتحكم عليها بالسجن وتعلن بأنها "إرهابية" . ويتم إجبارها على التوقيع على مستندات تدينها تحت التعذيب والإكراه.. ففي النهاية الأم وبنتها (المواطنة التركية) التي لم تكمل عامها الأول ما زالتا في السجون الصينية...

  أوصلت هذا الخبر إلى أحد أصدقائي من كبار المسؤولين . كنت أعرف أنه من المتابعين في مثل هذه القضايا . فقد ذكر لي أن الأنباء التي تتحدث عن القمع الصيني في تركستان الشرقية قد زادت مؤخرا .

كلنا نذكر أن السلطات هناك منعت تسمية المواليد بأسماء إسلامية وتركية ، منعت الصيام في رمضان .. أودعت النسوة التركستانيات في السجن بسبب حجابهن.

 السياسة القمعية التي انتهجتها الصين في عصر ماو(الرئيس الأول للصين)،، مازالت تطبق في تركستان الشرقية بعد ماو. اتجهت الصين للانفتاح في عصر ما بعد الشيوعية ولكن الوضع لم يتغير في تركستان الشرقية ، فمازالت الحكم هناك شيوعية قمعية وبقبضة من حديد. ليس هناك حرية الإعلام أو التواصل الحر، فلا يصل الظلم الواقع هناك إلى  العالم الخارجي .

  للأسف، لم تكتف الصين بقمع التركستانيين داخل حدود الصين فقط، بل امتدت أياديهم السوداء إلى الأويغور الهاربين إلى الخارج تحاول إزالتهم من الوجود. تتعاون معها في ذلك روسيا، أوزبكستان وطاجيكستان..  إن الصين تملك مفتاحا سحريا لفتح كل الأبواب.. يكفي أن تقول عمن تلاحقه بأنه "إرهابي" ...

 السيد برهان كاونجو رئيس الجمعية التعاونية للتركستانيين نشر فيديو عن أسرة مع أطفالها ينتظرون موعد ترحيلهم من تركيا.. مشهد الأسرة روع قلبي..

 الأحزاب الإسلامية صامتة في هذا الشأن. فقد أوكلتم قضية تركستان إلى حزب الحركة القومية بحجة أنها قضية أتراك الخارج .  لماذا تبخلون عليهم بتعاطفكم التي أغدقتم بها على اللاجئين السورييين؟

 السيد برهان كاونجو رئيس الجمعية التعاونية للتركستانيين  بعد أن أدان الأحداث الإرهابية التي أزهقت أرواح أناس أبرياء ، يشكو من استغلال هذه الأحداث سياسيا وتحويلها إلى قضية "جنايات محتملة مستقبلا".

  حسب قوله إن الأخبار الواردة من إدارة شؤون اللاجئين، والاستخبارات التركية والوزارة الخارجية التركية، هناك ما  يقرب من 60 ألفا من الأجانب المقيمين في تركيا  صنفوا تحت كود"االأمن العام G87" التي تعني "الأشخاص الخطرون المحتملون على أمن تركيا"

 أما الأشخاص المصفنون تحت هذا الكود  فمعرضون للطرد من تركيا، وقد يعادون إلى دولهم التي يواجهون فيها خطر الإعدام. ولا سيما أن بلدانا مثل روسيا، أوزبكستان، طاجيكستان والصين تصف المعارضين لسياساتها لها ب "الإرهاب"  وتتواصل مع الشرطة الدولية انتربول . أما هؤلاء فهم المطاردون يبحثون عن أماكن آمنة يلجؤون إليها . إنهم ضحية الإرهاب وفي نفس الوقت يوصفون ظلما ب "الإرهاب".

 وبعد حادثة الإرهاب الأخيرة(مذبحة رينا) زادت كراهية ووقائع طرد الأوزبك والشيشان. فهل تدخل ضمن عمليات مكافحة الإرهاب القبض العشوائي على من تصادفهم من الأفغان الأوزبك والشيشان والطاجيك والتتار في زيتون بورنو؟؟

 طبعا، مكافحة الإرهاب عملية مكلفة ولا يمكن التساهل فيها . ولكن في نفس الوقت تتطلب يقظة عالية والالتزام بالقانون والتعاون مع أفراد الشعب . أليس كذلك؟

 سأستمر في التذكير بتركستان الشرقية، وقد يقول أحدهم "إذا كان هناك شرق، فيجب أن يكون هناك غرب، فأين الغرب؟ " في عصر السوفيت قسمنا تركستان الغربية إلى عرقيات ودول وفقدنا مفهوم تركستان . أما الآن فممنوع ذكر اسم تركستان الشرقية!

 في الوقت الذي تحاول وزارة الخارجية تحسين العلاقات مع الصين، ماذا تفعل من أجل رفع الظلم الواقع على تركستان الشرقية؟؟

 هل تنجو الرضيعة *** من السجون الصينية؟

كاتبة المقال: سيبل أل أرسلان

المترجم من التركية: موللا ثابت

المصدر: جريدة خبر وقتم التركية

http://www.habervaktim.com/yazar/81298/disisleri-dogu-turkistan-hakkinda-ne-dusunuyor.html