صوت العرب والحنين إلى إعلام النكسة

التضليل والخداع والكذب كان أكثر ما يميز الإعلام المصري في عهد الزعيم خالد الذكر(الحزين) وبالأخص فى فترة هزيمة 5 يونيو 1967 (النكسة) وما قبلها، وقد اشتدت ضراوة الكذب والخداع أثناء الحرب، ورغم الهزيمة القاسية التي لقيتها مصر وسوريا والأردن وانهيار جيوشهم منذ الدقائق الأولى للحرب، إلا أن الإعلام العربي وعلى رأسه إذاعة صوت العرب المصرية ملأ الدنيا ضجيجا عن الهزيمة الساحقة التى ستلحق بإسرائيل، وعن توغل مدرعاتنا داخل خطوط العدو وتساقط طائراته وكان مذيع صوت العرب الأشهر أحمد سعيد يجلجل بصوته الحماسى مبشرا بالنصرالمرتقب . وأين أنت ياموشى ديان (وزير دفاع إسرائيل) ، وهنيئا لك ياسمك – والمقصود سمك البحر المتوسط الذى ستلقي قواتنا المنتصرة إليه إسرائيل وجيشها – ثم أفاق الجميع على هول الصدمة والهزيمة المروعة.

ما أعادني إلى تلك الذكريات الحزينة ما سمعته فى برنامج الموسوعة السياسية الذي بثته إذاعة صوت العرب صباح يوم 25/8/2017 عن شعب الأويغور وكان به الكثير من الجهل والأكاذيب وأرصد بعضا منها راجيا التصحيح :

*النطق الخاطىء لاسم الأويغور حيث قيلت (الأوي جور) مما يدل على الجهل الفاضح منذ البداية.

*اتهام شعب الأويغور بصفة عامة بالإرهاب والنزعة الانفصالية وتصنيفه بما يوحي بأنه منظمة إرهابية رغم ما ذكره التقرير عن تعداده الذي يبلغ 24 مليون نسمة. وحقيقة الأمر أن التقرير تبنى وجهة نظر الصين في نظرتها للأويغور حيث تعتبر الصين أن كل من يتمسك بهويته الثقافية والدينية فهو انفصالي إرهابي، وأن الصين استغلت أحداث برج التجارة العالمي في 11/9/2001 لدفع الولايات المتحدة الأمريكية لتصنيف بعض المنظمات التركستانية الساخطة على الظلم الصيني للأويغور، وقد صنفت الولايات المتحدة الحزب الإسلامي لتركستان الشرقية كمنظمة إرهابية عقب زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي للصين في عام2002 وقد قتل زعيمه عام 2003 على يد القوات الباكستانية،  ولم يعد له وجود تقريبا وكان ضمن المنظمات العديدة التي نشأت في تلك المنطقة الجغرافية التي تضم (أفغانستان وباكستان وتركستان الشرقية) والمضطربة سياسيا وعرقيا نتيجة لسياسات روسيا والولايات المتحدة والصين والتي دفعت بالمنطقة للأزمات منذ الغزو السوفيتى لأفغانستان 1979م وتداعياته.

*تحدث التقرير عن الصين وأقلياتها وأشياء أخرى ولم يذكر شيئا عن تاريخ الإقليم الذي تحتله الصين الشيوعية منذ العام 1949م والذي يعيش فيه (الأوي جور)!!! وهو موطنهم الأصلي تاريخيا. ولاعن الاضطهاد الذي يعانيه شعب بأكمله. كما لم يذكر التقرير أي شىء عن الفقر الشديد والبطالة وتدهور الخدمات في مناطق الأويغور رغم الثراء الواسع الذي تتمتع به بلدهم المحتلة.

 وأرجو مراجعة بحثي المنشور على هذا الموقع بعنوان (الإرهاب الحكمومي الصيني في تركستان الشرقية) لمعرفة من الذي يمارس الإرهاب؟ الصين؟ أم الأويغور؟، ومن هو الإرهابي على وجه الدقة.

إن تقرير صوت العرب للأسف به الكثير من الأخطاء والتضليل إما جهلا أو عمدا أو أن كاتب التقرير هو مندوب السفارة الصينية بالقاهرة التي تضطهد الأويغور وتعتقلهم الآن بالوكالة عن الصين الشيوعية.

 

د/ عز الدين الوردانى

باحث متخصص فى شؤن آسيا الوسطى