لماذا لا يُسمح للمسلمين الأويغور في الصين بالذهاب إلى الحج ؟

آيدن أنور

 

كما يحتفل الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم ببداية الحج، فإن الأتراك الأويغور مازالوا يواجهون التمييز الذي تقوده الدولة.

 

 ونحن نحتفل ببدء الحج، الحج الإسلامي السنوي إلى مكة المكرمة الذي يوحد الملايين من المسلمين من جميع أنحاء العالم لعبادة الله وإكمال واحدة من الركائز الخمس للإسلام، يجب أن نتذكر سكاناً بعينهم مُنعوا من الشروع في الرحلة المقدسة هم : الأتراك الأويغور (تنطق "أوي-غور"، وليس "ويغور") الذين ينحدرون من تركستان الشرقية، وهي الدولة التي كانت تحت الاحتلال الصيني منذ عام 1949.

 

ويقدر عدد السكان الأويغور في جميع أنحاء العالم بنحو 35 مليون نسمة، وهو رقم يثير إعتراضا شديدا من قبل الدولة الصينية وأكثر من ثلاثة أضعاف العدد العالمي التقديري للفلسطينيين الذين يُعترف بمعاناتهم في جميع انحاء العالم. 

ويشار إلى المنطقة التى تبلغ قرابة ثلاثة أضعاف حجم ولاية كاليفورنيا ، بإسم التبت الصينية الأخرى ، وهي معروفة رسمياً بإسم شينجيانغ ، بمعني "الإقليم الجديد" بالصينية. 

ومنذ الاحتلال، قُتل الملايين من الأويغور، وسُجنوا، وعُذبوا، وأُحتجزوا في وطنهم من قبل النظام الشيوعي.

ومن الناحية الرسمية، لا تسمح الحكومة الصينية إلا للمسلمين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً للشروع في الحج. لسوء الحظ ، حتى ذلك الحين ، يخضع الحجاج للتدقيقات الصارمة ولوائح جوازات السفر ، ويمكن لحفنة فقط منهم إكمال الرحلة. 

وفي العام الماضي ، رجل من الأويغور والذى ذكرته مصادر إخبارية بأنه صيني قام بقطع مسافة 8,150 كيلومتراً من تركستان الشرقية إلى مكة بالدراجة بسبب الحظر الذي فرضته الصين عليه لكي يشرع في الحج. ومع ذلك، فإن الهرب من الصين أصبح من الصعب على نحو متزايد. 

وابتداءاً من العام الماضى صادرت الحكومة الصينية ملايين من جوازات الأويغور لمنعهم من مغادرة البلاد. كما أجبرت الطلاب الذين يدرسون بالخارج على العودة إلى الصين بتهديد أسرهم بالسجن والضغط على حكومات أخرى لاحتجاز الطلاب وترحيلهم إلى الصين. 

إن منع الأويغور من أداء الحج ليس الطريقة الوحيدة التي قامت بها الدولة الصينية ضد الممارسات الدينية لهذه المجموعة. منعت الصين الأويغور من ارتداء البرقع، وإعفاء اللحى، والصوم خلال شهر رمضان، وتسمية أطفالهم أسماء إسلامية.

 وقد أُعدم العلماء والأئمة الأويغور أو حكم عليهم بالسجن مدى الحياة؛ ويُضطر الأئمة للرقص في الساحة العامة ويهتفون بشعارات الحزب الشيوعي الصيني. يُضطر أصحاب المطاعم الأويغور إلى بيع الكحول والسجائر ولحم الخنزير على الرغم من تحريمه في الإسلام. 

في شهر رمضان هذا، طلبت الصين من الكوادر الحكومية العيش في منازل الأويغور لضمان ألا تصلي العائلات أو تصوم. وقد تم تحويل المساجد إلى مراكز دعائية، مع المحراب أو مكان الصلاة، التي تحتوي على العلم الصيني. الإقامة والآذان تم تغييرها من الثناء لله إلى مدح الصين. 

وهذا كله يتم في محاولة تسمى "مكافحة التطرف الاسلامي". وتعلم الدولة الصينية أن الدين جزء لا يتجزأ من هوية الأويغور، الاسلام كرامة وقوة شعب الأويغور. ومن خلال قمع الإيمان، تأمل الصين في إضعاف الأويغور وتخفيف محاولاتهم لإستعادة الأراضي الواسعة والغنية بالمعادن في تركستان الشرقية، التي توفر حاليا ما يقرب من 1/3 الثروة المعدنية في الصين. 

ومع ذلك، فإن الحملة الدينية على الأويغور تتجاوز ما سمعه الجمهور. هناك حملة دينية غير مرئية في السجون الصينية، كما قال عادل أ، وهو سجين سياسي سابق من الأويغور أجريت مقابلة معه في العام الماضي.

تعرض عادل للضرب حتى فقد وعيه عندما اكتشف أنه يتوضأ أثناء الاستحمام. وأُجبر على إرتداء 25 كيلوغراماً من كتلة إسمنتية حول عنقه لمدة شهر بعد أن قال عن طريق الخطأ شيئاً يبدو وكأنه آذان المسلمين للصلاة في نومه، كما أُجبر علي القيام باستبيانات سنوية ليتحققوا من  وجهة نظره بشأن الدين ، حيث حددت ردوده مدى التعذيب الذي تلقاه. 

وأشار عادل إلى أن مسئولي السجن سيتسببون لأسرى الأويغور بإصابتهم بمرض الإيدز. ووفقاً لما ذكره عادل سوف يُطلب من عائلة السجين المصاب التوقيع على رسالة تؤكد أن إبنهم قد أُصيب بالمرض، يستخدم هذا بشكل ظاهر لإذلال ونبذ الأسرة. 

هذا هو مجرد غيض من فيض. هناك الكثير من الجرائم الخفية وراء الحدود الصينية، ونحن لا نزال نخذل شعب الأويغور. 

لقد فشلنا في فهم أن الأويغور، الذين غالباً ما يطلق عليهم إسم الإنفصاليين، هم شعب بلادهم محتلة ، مما يعني أنهم قد ذًبحوا، وعُذبوا، واندمجوا قسراً في الدولة الصينية. 

هم موجودون على أرضهم منذ آلاف السنين وعاشوا قرونا من الاستقلال قبل الحكم الصيني. وهم أتراك، وهذا يعني أنهم ليسوا صينيين.  كما أنهم ليسوا أقلية عرقية عند وضعهم في ما يتعلق بأرضهم. والأهم من ذلك، أنهم تم إسكاتهم - الصين تمنع الصحفيين من دخول تركستان الشرقية، وحتى عندما يتمكن الصحفيون من القيام بذلك، يضطر الأويغور إلى الكذب عن وضعهم. كما أن أولئك الذين يعيشون في الشتات يترددون أو يخافون من سرد قصصهم وغالباً ما يظلون مجهولين خوفاً من الانتقام من جانب الحكومة الصينية. 

يتوق الأويغور إلى أن يتم فهمهم والتعرف أكثر عليهم وإنهم أكثر من مجرد موضوع عن الاضطهاد الديني؛ إنهم يتوقون إلى أن يُسمَعوا كأمة محتلة ومضطهدة. ولكن هل سنتخذ خطوة إضافية للتعرف على أحد أكثر السكان تعرضاً للاضطهاد على وجه الأرض ومساعدتهم؟؟؟... 

الكاتبة 

آيدن أنور 

آيدن أنور هى ناشطة أويغورية أمريكية تدرس دراسات المقارنة الدولية والصحة العالمية في جامعة دوك. وقد ركزت على رفع مستوى الوعي حول تركستان الشرقية المحتلة من خلال تبادل قصص اللاجئين الأويغور من خلال المقابلات والأفلام.

 المصدر:http://www.trtworld.com/opinion/why-aren-t-uyghur-muslims-in-china-allowed-to-go-to-hajj--10013