`تركستان الشرقية` بلد إسلامي أصيل نسيه المسلمون!!

`تركستان الشرقية` بلد إسلامي أصيل نسيه المسلمون!!

 

تركستان الشرقية هي المنطقة التي تحتلها الصين الشيوعية منذ عام 1949م وتسميها ب`منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم ` تعني `المستعمرة الجديدة` أو `الأرض الجديدة`

الموقع:

تقع تركستان الشرقية في وسط آسيا الوسطى, وتحدها من الشمال `منغوليا وروسيا الاتحادية`, ومن الغرب `قازاقستان وقرغيزستان وتاجيكستان وأفغانستان`, ومن الجنوب `باكستان وكشمير والتبت`, ومن الشرق `الصين`.

المساحة:

تبلغ مساحة تركستان الشرقية 1.828.417 كيلو متر مربع, وهي بذلك تشكل خمس مساحة الصين كلها بما فيها مستعمرات الصين الشعبية مثل التبت ومنغوليا الداخلية، ومساحة الصحراء فيها 650 ألف كيلو.

السكان:

يقدر عدد التركستانيين مابين 25-30 مليون مسلم، ولكن طبقًا لآخر إحصائية صينية بموجب إحصاء عام 1990م فإن تعداد السكان في تركستان الشرقية من أصل تركي 13 مليون نسمة؛ إلا أن هناك جهات مستقلة قدرت تعداد السكان من أصل تركي مسلم بـ 25 مليون نسمة. وأما إجمالي سكانها بموجب الإحصاء الرسمي فهو 21.155.778 نسمة. كانت نسبة التركستانيين في عام 1940م 97% من إجمالي السكان وعدد الصينيين3% فقط.

يقدر عددالتركستانيين في الخارج بمليونين نسمة منتشرين في الدول المجاورة أغلبهم في كازاخستان وتركيا والمملكة العربية السعودية.

فالصين انتهجت سياسة التهجير الصيني في تركستان الشرقية وتدنى نسبة المسلمين في عام 2000م أقل من 40% من إجمالي السكان. وتخطط الصين توطين أكثر من 200مليون صيني من قومية الهان في تركستان الشرقية.

اللغة:

المسلمون التركستانيون يستعملون الأوريغورية والقازاقية والقرغيزية, وهي لهجات محلية تنمي إلى اللغة التركية, ويستعملون في كتابتها الأحرف العربية.

الثروات

تركستان الشرقية غنية بالثروات وقامت الصين بنهب ثروات تركستان الشرقية التي حباها الله بكنوز هائلة و حرمان أصحابها من خيرات بلادهم . فبها إحتياطيا ضخما من البترول و الغاز الطبيعي ، و الذهب، وبها أجود أنوع اليورانيوم في العالم، كما انها بأرضها معظم المعادن و المواد الخام التي تمتلكها الصين ؛ لذا فهي عصب إقتصاد الصين وعصب صناعاتها الثقيلة والعسكرية، فالصواريخ الصينية النووية، والصواريخ البالستية عابرة القارات تنتج في تركستان الشرقية. أصبحت `أكبر قاعدة لإنتاج النفط والغاز الطبيعي في الصين`، فمن المنتظر أن يصل إنتاجه من النفط والغاز إلى 60 مليون طن في عام 2010 و 100 مليون طن في عام 2020`.

أما عن الاحتياطات فيبلغ حجمها 12.20 مليار طن للنفط، و10.8 تريليونات متر مكعب من الغاز، وفق إحصاءات نشرتها وكالة الأنباء الصينية الرسمية `شينخوا`في يناير2009م.

وفيما يتعلق بموارد الفحم الوفيرة في الإقليم فإنه إضافة إلى الاحتياطي منه يبلغ 2.19 تريليون طن، أي بنسبة 40% من نظيره الصيني، فإنه يتميز بكثرة أنواعه وجودته الفائقة؛ مما أهل الإقليم لأن يصبح مشروع الصين لتحويله إلى قاعدة ضخمة لتوليد الكهرباء بحرق الفحم.

دخول الإسلام والصراع مع الصين

بعد أن فتحت بلاد فارس وخراسان، قام العرب بإتمام فتح بلاد ما وراء النهر في سنة 94 هـ, ثم اتجه الجيش العربي المسلم تحت قيادة `قتيبة بن مسلم الباهلي` نحو الشرق حتى وصل إلى كاشغر (عاصمة تركستان الشرقية) وفتحها في سنة 95 هـ.. وفي سنة 332 هـ في العصر العباسي تشرف الخاقان سلطان ستوق بغراخان (مؤسس الدولة القاراخانية) بالدخول في الإسلام, وتبعه أبناؤه وكبار رجال الدولة.. ومنذ ذلك اليوم أصبح الإسلام دينًا رسميًا في تركستان, وتمت ترجمة معاني القرآن الكريم, وأقيمت المساجد بدلاً من المعابد, وتم بناء 300 مسجد في مدينة كاشغر وحدها.

وهكذا أنعم الله على تركستان الشرقية وأهلها بنعمة الإيمان والإسلام, وأبلى أبناؤها بلاءً حسنًا في الإسلام؛ فكان منهم الدعاة في نشر الإسلام, والمجاهدون في الفتوحات الإسلامية, كما ظهر منهم العلماء الأجلاء الذين أثرت كتاباتهم ومؤلفاتهم المكتبة الإسلامية في شتى الفنون, وبرعوا في علومهم, وتركوا للمكتبة الإسلامية ذخيرة غنية من المؤلفات العظيمة, وكان الطلاب المسلمون من مختلف أنحاء العالم الإسلامي يأتون إلى `كاشغر` لدراسة العلوم الإسلامية والإنسانية والعلمية, حتى غدت كاشغر تعرف باسم `بخاري الصغرى`.

ومنذ ذلك الحين وأهل تركستان الشرقية كلهم مسلمون, وبقيت تركستان دولة مستقلة إسلامية حوالي عشرة قرون، وكانت - ولا تزال - تشكل الامتداد الطبيعي للأمة الإسلامية في آسيا, وهي جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي.

قام المانشور (وهم حكام الصين) بغزو تركستان الشرقية في عام 1759م راح ضحية المعارك الحربية التي أدت إلى تحكيم سيطرتهم عليها أكثر من مليون نسمة.. وقد شهدت فترة السيطرة الصينية التي تلت الغزو العسكري 42 ثورة وطنية عارمة، وفي عام1863م نجح الشعب التركستاني في طرد الغزاة المانشوريين والصينيين وتشكيل دولة وطنية مستقلة برئاسة بدولت يعقوب بك، دامت 16 عامًا.

وقد استمرت الثورات الوطنية ضد الحكم الصيني, وأحرز المسلمون التركستانيون نجاحًا باهرًا بتشكيل الحكومة الوطنية الأولى التي كانت في كاشغر عام 1933, والثانية في غولجة عام 1944؛ ولكن الاتحاد السوفيتي الذي لم يشأ أن يرى دولة إسلامية مستقلة بجوار مستعمراته في آسيا الوسطى - قدم المساعدات الحربية إلى الصين لمحاربة المسلمين وإنهاء دولتهم الفتية.

حكم الصين الشيوعي

بدأ الشيوعيون سيطرة نفوذهم كاملا سنة 1949م بعد مجازر دموية فظيعة كان هدفها طمس المعالم والهوية الإسلامية, وفرض النظام الشيوعي والإلحادي على المسلمين بالقوة. وألغيت الملكية الخاصة, وصودرت كل ثروات المسلمين بما في ذلك حلي النساء، ومنع المسلمون من إعداد الطعام في منازلهم, وفرضت عليهم المطاعم الجماعية, وفرق بين الأزواج, ولم يسمح لهم باللقاء إلا بضع ساعات كل أسبوعين , وكانت المرأة الحامل تمنح إجازة ولادة لمدة ثلاثة أيام فقط.

ثم اتجه حقدهم للإسلام حيث اعتبر الدين أفيون الشعب، وطبقت الحكومة الشيوعية الخطوات التالية:

1 ـ منع ممارسة الشعائر الدينية ومعاقبة كل من يقوم بها بالعقاب الصارم بموجب القوانين الجنائية.

2 ـ منع تعليم الدين الإسلامي, وفرض تدريس الإلحاد في المدارس والنوادي والتجمعات.

3 ـ مصادرة المصاحف والكتب الإسلامية وإحراقها، وقد بلغ ما جمع منها 730 ألف كتاب مطبوع ومخطوط ، وإجبار رجال الدين والعلماء على امتهانها وإحراقها في الميادين العامة.

4 ـ نشر الكتب والمطبوعات المعادية للإسلام ورفع الشعارات والملصقات التي تسيء إلى الإسلام وأحكامه وتعاليمه، مثل: الإسلام ضد العلم ـ الإسلام اختراع أغنياء العرب ـ الإسلام في خدمة الاستعمار.. وهكذا.

5 ـ اعتقال العلماء ورجال الدين واحتقارهم وفرض أعمال السخرية عليهم , وقتل من يرفض التعاون معهم ويرضى بإلحادهم وانتهاكاتهم.

6 ـ إجبار النساء على خلع الحجاب, وإلغاء العمل بالأحكام الشرعية في الزواج والطلاق والمواريث, وفرض الاختلاط, وتشجيع الزواج بين المسلمين والمسلمات وغيرهم؛ بغية تخريب العلاقات الأسرية الإسلامية.

7 ـ إغلاق آلاف المساجد, و آلاف المدارس الدينية وتحفيظ القرآن الكريم, وفوق ذلك استخدمت المباني الإسلامية بمختلف أنواعها وفي مقدمتها المساجد والمدارس في أعمال تتنافى مع قيم الإسلام وحولت إلى حانات ومخازن وزرائب.

8 ـ مصادرة أموال الناشطين في العمل الإسلامي بأي مجال كان, سواء بالتعليم والتدريس والتأليف والترجمة، وهدم بيوتهم ونفيهم من منطقة سكنية إلى صحراء بعيدًا عن الناس وعن الجماعة.

علاوة على ذلك عملت على فرض النظام الجاسوسي على أفراد الشعب كله, ووضعت الناس تحت المراقبةالدائمة.
كما فرض الشيوعيون العزلة على تركستان الشرقية؛ حيث منع المسلمون من السفر إلى الخارج, كما منع دخول الأجانب إليها، ولم يسلم المسلمون الذين لهم أقارب خارج تركستان الشرقية من ظلمهم وعذابهم بتهمة أنهم جواسيس ولهم ارتباط بالخارج.

ارتفعت العملية العدوانية التي تمارسها السلطات الصينية من اعتقالات وإعدامات ضد المسلمين التركستانيين قبيل دورة ألعاب أولمبياد بكين 2008م وصلت عدد المعتقلين أكثر من عشرة آلاف تركستاني وكما وصفت قناة `العربية` الفضائية دورة بكين الأولمبية تسلية للعالم وكابوسا لمسلمي تركستان الشرقية.

ففي أحداث 5 يوليو2009م قتلت السلطات الصينية أكثر من ثلاثة آلاف شاب تركستاني وبلغ عدد المعتقلين حوالي 50 ألفا على أقل تقدير.ومازالت الأوضاع في تركستان متوترة والاتصالات مقطوعة وشبكات الانترنت مقطوعة منذ شهرين والطوق الأمني مفروض على تركستان الشرقية بشكل رهيب، ونقلت السلطات الصينية أكثر من 350 ألف جندي من القواعد العسكري في المدن المجاورة لتركستان الشرقية بالاضافة إلى أكثر من ميلون جندي صيني متواجد أصلا في تركستان.

الوضع الأمني في تركستان الشرقية يزداد سوءا يوما بعد يوم، عام 2013م كان من أسوء الأعوام دموية بعد مذابح2009م. ذكرت السيدة ربيعة قدير في تقريرها الجديد أن الصين إرتكبت حوالي 28مذبحة خلال عام2013م قتل فيها أكثرمن 500 مسلم مدني بريء. آخر انتهاكات حقوق الإنسان بحق المسلمين الأويغور في تركستان اعتقال عالم الإقتصاد،محاضر جامعة القوميات في بكين السيد إلهام توختي وكان مدافعا عن حقوق المسلمين الأويغور في تركستان الشرقية ضمن إطار القانون الصيني- إن كان هناك قانون- حيث تم اعتقاله ووالدته 15 يناير2014م من منزله في بكين بعد تفتيش 30مسلحا منزله 6ساعات. واتهمته السلطات بتهديد أمن البلاد بتصريحاته للصحفين الأجانب والاتصال بحركات انفصالية في الخارج.

ومع هذه التضحيات الكبيرة والباهضة, وفداحة ما يعانيه الشعب التركستاني في سبيل الذود عن دينه, واستمراره في التضحية والفداء بالرغم من شراسة الاحتلال الصيني في معاملتها مع المسلمين في قمع انتفاضاتهم وحركاتهم من أجل الحرية وحرية ممارسة الشعائر, كما تتناقله وكالات الأنباء العالمية؛ إلا أن العالم الإسلامي يصم أذنيه إلى الاستجابة لاستغاثاتهم.