إلى رعاة الأمة الإسلامية

متى تهاجرون إلى الله ؟

أعني برعاة الأمة الإسلامية كل من تحمل أمانة قيادة الأمة ورعاية مصالحها في كل موقع.

 مع بداية عام هجري جديد نتذكر حدث الهجرة الذي كان انتقالا من حال إلى حال ، من الاستضعاف والقهر إلى القوة وتحدي الباطل والظلم ووضع أسس الدولة التى ملأت الدنيا رحمة وكرامة وعدلا، لقد ضحى جيل الهجرة من الصحابة الكرام بالمال والأهل والعشيرة وبالتعلق بالوطن وبحب الأرض التى نشأوا عليها فى سبيل التمكين لدين الله الخاتم في الأرض، لقد صدقوا الله فصدقهم الله ومكن لهم فى مواجهة أعتى الدول وأعظمها في ذلك الوقت الفرس والروم.

  ظلت الدولة الإسلامية الناشئة تتسع رقعتها ويعلو شأنها وتتعاقب دولها زمنا طويلا من الخلافة الراشدة إلى الخلافة الأموية ثم العباسية التى شهدت تعدد الدول التابعة لها فى مختلف الأنحاء كالطاهرية والصفارية والطولونية والغزنوية والقراخانية والغورية والخوارزمية ودول السلاجقة، ولما هاجر قادة الأمة في ذلك الوقت إلى الدنيا غزاهم الصليبيون ثم سحقهم المغول ؛ وعلى أيدي الأتراك والأكراد ودولهم المتعددة : الزنكية ، والأيوبية ، والمملوكية ، تعافت الأمة وقامت الخلافة العثمانية لتعيد المجد إلى الأمة ولترعاها حتى نهاية عهدها. ومع الهجرة الجديدة للأمة نحو الدنيا بعيدا عن الله وركونا إلى الشرق والغرب تداعت علينا الأمم واستُعمرت واحتُلت كافة دول العالم الإسلامى تقريبا فى القرنين التاسع عشر والعشرين ، ثم خرج المستعمرون واستقلت معظم دول العالم الإسلامى على أياد مشبوهة مشوهة الولاء والانتماء لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا ضابطهم المصلحة الذاتية واستقرار حكمهم أما مصالح العباد والبلاد وصيانة الأعراض والحرمات فآخر ما يفكرون فيه.

 أيها الرعاة إن الأمة تئن وتنزف فى بورما (ميانمار) وفى تركستان الشرقية وفى سوريا وفلسطين والعراق وإيران والصومال وأفريقيا الوسطى!!!.

 فلم أنتم صامتون عاجزون لقد قيدكم حب الدنيا والحفاظ على الجاه والسلطان وهيبة الشرق والغرب الصين وروسيا وأمريكا وغيرهم. ركنتم إلى الذين ظلموا فمسكم الذل والهوان ، فمتى ستهاجرون إلى الله !!!.؟

أم ستنتظرون حتى تمسكم النار يوم الحساب؟ يوم يسألكم مئات الآلاف من ضحايا الظلم ماذا فعلتم لنا ولماذا تقاعستم عن نجدتنا ؟. فأعدوا للسؤال جوابا

  فإلى الديان يوم الفصل نمضي   ***  وعند الله تنتصف الخصوم

د/عز الدين الورداني

باحث متخصص فى شئون آسيا الوسطى