بليونير صيني يريد «تغيير نظام» بلاده

أعلن البليونير الصيني غوو وينغي من نيويورك، عزمه على «تغيير النظام» في بلاده بوسائل ديموقراطية.

وبعد رحلات استمرت سنتين، استقر قطب العقارات في نيسان (ابريل) الماضي في نيويورك، في جناح في الطابق الثامن عشر من فندق يطلّ على حديقة سنترال بارك، وينتظر مع زوجته طلباً للجوء السياسي قدمه في أيلول (سبتمبر) الماضي.

وقال غوو لوكالة «فرانس برس»: «أريد أن أحاول الوصول الى دولة قانون، الى الديموقراطية، الى الحرية، إنه هدفي النهائي، تغيير النظام»، مضيفاً أنه يريد تحقيق ذلك «في غضون ثلاث سنوات» إذا أمكن.

غوو الذي يعلّق في مكتبه صورة له مع الدالاي لاما، الزعيم الروحي لبوذيّي التيبت، صودرت أملاكه وسُجن اثنان من إخوته وكثيرون من موظفيه السابقين، منذ مغادرته الصين عام 2014.

وقال إنه بعد تظاهرات ساحة تيانانمبن عام 1989، «قُتل أخي الأصغر أمامي. أُوقِفت وتعرّضت لتهديدات بالموت 22 شهراً». وأضاف أن قراره «الكفاح ضد نظام لاإنساني ومعادٍ للديموقراطية وغير شرعي»، اتخذه عندما كان في السجن.

ويشكك بعضهم في صدقية غوو، في اتهامات الفساد التي يوجّهها الى قادة الدولة الصينية. لكنه ينفي كل الاتهامات الموجّهة اليه باختلاس أموال في الصين، مؤكداً أن دوافعه صادقة. وسأل: «لماذا سـأفعل ذلك؟ أملك يختاً وعائلة رائعة وشققاً في نيويورك ولندن. إنني بوذي وأريد أن أكون خيراً للآخرين. أريد تغيير نظام شرير. أمام رجال الأعمال الصينيين الناجحين واحد من خيارين: إما مغادرة البلاد أو الانتظار لتصفيتهم».

وأشار الى أن حسابه على موقع «تويتر» الذي يتابعه حوالى 480 ألف شخص، تعرّض للتعطيل مرات، منذ انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ويستعد الآن لإطلاق «منصة إعلامية» يُفترض أن تعرض مساوئ النظام الصيني، بحلول نهاية الشهر الجاري.

وقال: «لا يمكن أحداً أن يوقفني، لديّ مال كثير لتحقيق ذلك». وأشار الى أنه تحدث عن مشروعه مع ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي تحوّل موقعه الإلكتروني «برايتبرت نيوز» مرجعاً لليمين المتطرف الأميركي. وأكد أنه التقى «عشر مرات» بانون الذي يعتقد بأن واشنطن وبكين تخوضان «حرباً اقتصادية». وقال غوو عن بانون: «إنه واحد من أفضل الخبراء الذين أعرفهم في السياسة الدولية، واحد من الغربيين النادرين الذين يفهمون آسيا».

ويرى غوو «نقاطاً جيدة كثيرة» في ترامب، ويرتاد نادي الغولف الذي يملكه الرئيس في ولاية فلوريدا، لكنه ينتقد سياسته الصينية، معتبراً أنه «يفرط في التركيز على الفوائد التي سيجنيها ولا يكترث بالفوائد التي تعود على منافسه».

وتابع أن المسؤولين الصينيين الذين يريدون توقيفه بمذكرة من الشرطة الدولية (إنتربول)، وأرسلوا عملاء لهم لزيارته في منزله، ليس لديهم سوى هدف واحد هو «إسكاتي» و «أن أتوقف عن كشف المسؤولين الفاسدين».

لكن هذا لا يمنعه من الحديث عن ميّزات «إنسانية» لدى الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يتحدر من منطقة قريبة من مسقط رأسه.

وقال إنه يعرف محيطه و«أسراره الخاصة»، مثل «كرهه الباذنجان» الذي اضطر لتناول كميات ضخمة منه خلال الثورة الثقافية.

وأقرّ بأن السلطة تُفسِد المرء، مستدركاً أن شي جينبينغ «رجل طيب»، ومعتبراً أن لديه «فرصة بنسبة 50 في المئة» لنقل الصين الى نظام مشابه لنظام سنغافورة، أي «دولة قانون مع حزب واحد نياته حسنة حيال الغرب».

غوو الذي يعتز بتشييده «أجمل المباني» في الصين، يؤكد أنه لا يطمح الى أن يصبح «ترامب الصيني»، ولو نجح في تغيير بلاده. وأضاف: «أحب الحرية والسفر والتمتع بالحياة. أفضّل الموت على العمل السياسي».

 المصدر:

http://www.alhayat.com/m/story/25970104#sthash.zuc8pts9.sGksf2sR.dpbs