منع المسلمين من الصيام؟!

في إجراء تَـعَـسّــفِـي يتكررُ كل عام قامت الحكومة المحلية الصينية في إقليم شينجيانغ أو تركستان الشرقية، بِـمنع (مسلمي الويغور) وهم أغلبية في ذلك الإقليم من الصيام !!
جاء ذلك في قَــرَارِ حَـظْـرٍ طالَ الموظفين والمعلمين والطلاب، مع الأمر بفتح المطاعم نهاراً!
أما ردود أفعال الحكومات والمنظمات الإسلامية، فكان قيام بعضها بإطلاق تصريحات الـتّـنديد (فقط) ، كما فَــعل الأزهر ومجمع الفقه الإسلامي .!
وهنا.. لقد دخل الإسلام إلى الصين قديماً ومنذ عهد الدولة الأموية، فأول مسجد فيها الصين، هو اسمه (تذكر النبي)، ويقع في مدينة (غونتو) بشرق الصين، وقَـد بُـنِـيَ قبل أكثر من 1400 سنة !!
ولكن لأن الإحصاء الشيوعي للسكان يُـبْـنَـي على أساس القوميات، لا على أساس الديانات ؛ فلغة الأرقام حول عدد المسلمين هناك اليوم متضاربة أو غير واضحة فقد أوصله بعضهم إلى (أكثر من 50 مليوناً) .
وبعيداً عن الاختلاف في العَـدد فالمسلمون في الصَّـين لاشك أقلية تُـعاني من الـتّمييز الديني والعِـرقي، والقَـتل لرموزها الدعوية، والتّـضييق عليهم في ممارسة شعائرهم الدينية، وأيضاً في حين يطوف بقية الصينيين من غير المسلمين العَـالمَ بكل سهولة؛ فإنّ إصدار المسلم الصيني لجواز السّــفَــر؛ يتطلب مشقة إدارية، ودفع أتاوات ورشاوى كبيرة !!
وهنا لمَ تكتفي المنظمات الإسلامية بِـعِـبَـارات وتصريحات الشّــجــب والاستنكار؟! ولماذا يمارس معظم الـسّـاسَــة المسلمين سياسةَ الـصّــمت؟!
فالدول الكبرى حول العَـالم جادة في الدفاع عن الأقليات التي تتبعها أو تنتمي لها ديانة أو عِــرقاً، وتسعى بشتى الوسائل المشروعة، وأحيانًا غير المشروعة لتأخذ حقوقها؛ بينما الأقلية المسلمة في شتى بقاع الأرض مظلومة تُـصارع وحدها أمواج القتل والتعذيب والتهجير، والاضطهاد والمنع من أداء شعائرها الدينية!
أجزم بأنه حان الوقت لِـطـي صفحة المؤتمرات والندوات حول القضايا الإسلامية هنا وهناك؛ التي لا ثمرة لها؛ فهي مجرد توصيات تظلّ حبيسة المَـلَـفَـات!
نعم جاء الوقت لــحَـمْـلَـة مواقف حازمة لنصرة المسلمين، تُـمارسُ فيها الضغوط ، وتُـحَـــرَّكُ فيها جمعيات حقوق الإنسان العالمية..

http://www.al-madina.com/node/616425