الصحفيون الألمان : السياسة الدينية مفتاح فهم الصين

 أكد الصحفيون الألمان بأن السياسة الدينية للصين كفيلة بفضح حقيقتها ..

جاء في كتاب "الدين والقيم في الصين" الذي يدور حول متى حاجة الشعب الصيني إلى بوصلة أخلاقية  جاء فيه بأن الأديان الكبرى مثل الإسلام والنصرانية والبوذية تتعرض لقيود قاسية بعد صعود الرئيس الصيني شي جين بينغ، وأن الحزب الشيوعي الصيني يحاول وضع سياستها مكان الدين بحيث يجعل من شعار "سياسات الحزب الشيوعي هي دين الشعب الصيني " واقعا في حياة الشعب .

  تعرض الكتاب لفترة الثورة الثقافية حيث تعرض الاعتقاد الديني للقمع ، وبعد انفتاح الصين ودخولها إلى السوق الحر تراجع القيم الأخلاقية بين الشعب الصيني وأنهم في حاجة ماسة لبوصلة أخلاقية أي لدين يقودهم من الناحية الروحية وحاجتها إلى إصلاح أزمات المجتمع عن طريق الدين ..

 

 نشر كتاب "الدين والقيم في الصين " الذي حرره الصحفي الألماني أيان جونسون في السنة الماضية . أكد فيه جونسون مقولة "من أجل فهم الصين يجب فهم الوضع الديني فيه وأن الدين مفتاح لفهم الصين "..

 أجرى"معهد ميركاتو للدراسات الصينية" وإذاعة ألمانيا  مع أيان جونسون حوارات حول الوضع الديني  في الصين . لقد عمل أيان جونسون صحفيا ومراسلا لمدة طويلة في بكين وبرلين تحدث في الحوار عن زياراته المتكررة إلى الصين ما بين (1984 – 2017) إلا أنه لم يتمكن من الذهاب إلى تركستان الشرقية التي تعتبر من المناطق الحساسة. وذكر عن قيام السلطات بتطبيق سياسات قمعية شديدة لا يمكن للعقل أن يصدقها في منذ شهر إبريل سنة 2017 . ولكنه لم يذكر بشكل تفصيلي ماهي الأمور التي يتعرض فيها الأيغور للقمع.

 

 أما الصحفي الألماني آكسيل دورلوف الذي شارك في نفس الحوار فبدأ كلامه بعبارة "يمكننا القول بوضوح ليس هناك حرية دينية في الصين"  وشبه الصين كقفص كبير لحبس الطيور "مهما كان هذا القفص كبيرا في النهاية أنه قفص"

وكشف أن الصين وسعت من سياسات المنع الديني منذ صعود الرئيس شي جين بينغ قبل خمس سنوات وخلق وضعا مأسويا في حياة الأويغور المسلمين في شمال الغرب (تركستان الشرقية) وقال " في الحقيقة صار حال المسلمين للأسوأ بشكل تراجيدي فمثلا منذ شهر إبريل سنة 2017 بدأت تطبيق قوانين دينية مشددة في منطقة شينجيانغ التي تقع في شمالي غرب الصين. نصف الشعب البالغ عددهم 20 مليونا هم من المسلمين الأويغور . تم تطبيق قانون منع 15 نشاطا دينيا بشكل مكثف. من بينها الحجاب، وإطلاق اللحية، والتعليم الديني .. ألغي حقوق الآباء في حرية إرسال أبنائهم إلى المدارس الحكومية .. لم يعد بإمكان المسلمين رفض مشاهدة وسائل الإعلام والتلفزيون والإذاعات الحكومية"

  أوضح دورلوف بينما يحاول منظمات حقوق الإنسان الدولية توصيف هذا الأمر ك"المقع الديني والعنصرية الدينية" ولكن الحكومة المحلية في شينجيانغ تدعي أنها ل"مكافحة الإرهاب" وأنها يمكن مقاومة التطرف والراديكالية بعد إنهاء الدين فقط.

وأضاف "الحكومة الصيني تراقب الأماكن الدينية والشعبية عن طريق كاميرات المراقبة.. فلا يوجد في الصين "حرية الاعتقاد" إطلاقا وتشبه هذه الدولة كقفص كبير .. فمهما أصبح هذا القفص كبيرا ضخما فهو في النهاية قفص فقط".

 يقول المراقبون أن القمع الديني تأتي في قائمة المظالم التي تتعرض لها الأويغور في بلدهم. فالكثير من الأخبار التي تأتي في سياق تطبيق القوانين الدينية الصينية إنما تأتي عن اعتقال رجال الدين والمتدينين، هدم المساجد، مصادرة المصاحف والمصليات، منع العلامات الدينية مثل علامة الأطعمة الحلال، منع الأسماء الإسلامية، منع الشعائر الدينية مثل الصلاة والصيام وعقد النكاح وصلاة الجنازة وغيرها ، منع التعليم الديني ..

ولكن ينبه السيد فرهاد محمد نائب رئيس المؤتمر الأويغور الدولي بأن السياسات الدينية التي تطبق على الأويغور يختلف عن التي تطبق على المسلمين غير الأويغور في الصين. فلم تكتف الصين بالقمع الديني فقط بل تعدته إلى محو كل ما يشير إلى حضارة وثقافة الأويغور وعاداتهم وتقاليديهم القومية وهويتهم الدينية.

 قال الصحفي الألماني أيان جونسون في حواره مع "معهد ميركاتو للدراسات الصينية" أن الحكومة الصينية بقيادة شي جين بينغ تتمنى تحويل كل سكان الصين إلى شيوعيين وملحدين ولكنهم لم يتمكنوا من إنجازها إلا بين أعضاء الحزب الشيوعي فقط .

وقال إن الحكومة الصينية ذكرت في مؤتمر الأديان التي نظمتها سنة الماضية بأن عدد المتدينين في الصين يبلغ 400 مليونا، بينهم 200 مليون بوذي، 50-60 مليون مسيحي أورتودوكس، و10 مليون كاثوليك ، 50 مليون بروتستانت، و20 مليون مسلم، و100 مليون من أتباع الديانات الأخرى .. معلقا بأن هذه الأعداد غير دقيقة وأن الشيوعيون يخافون من كل شيء إلا المادية وأنهم يحالون بكل قوتهم محو الدين من الوجود ولكن على الرغم من ذلك أن الشعب الصيني يرى أن الضعف الأخلاقي وانعدام القيم في المجتمع سببها اللادينية والإلحاد وأنهم يتشوقون للدين ..

https://www.rfa.org/uyghur/xewerler/din/xitayning-diniy-siyasiti-01192018212829.html