"تركستان الشرقية" في مواجهة "شنجيانغ"

 في مثل هذا اليوم 1 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1949م أعلن زعيم الحزب الشيوعي الصيني ماوتسي تونغ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وضم منطقة تركستان الشرقية للجمهورية الوليدة بالقوة وأطلق عليها الإسم الصيني "شنجيانغ".

دخل الإسلام تركستان الشرقية في أواخر القرن الأول الهجري، وقامت فيها ممالك إسلامية، وكانت المنطقة على مدى قرون حلقة الوصل بين الصين والعالم الغربي عبر ما كان يسمى طريق الحرير.

تركستان الشرقية أو "شنجيانغ" كغيرها من مناطق آسيا الوسطى غنية بإرثها الثقافي والحضاري، وهو ما دفع مجلة الجزيرة لتخصيص ملف هذا العدد للتعريف بالإقليم وأوضاع أهله، فأوفدت مراسلين إثنين للإضاءة على زوايا سياسية وإنسانية وثقافية في حياة سكان الإقليم، وتسجيل مشاهداتهما على الأرض بعيدا عن ما تتداوله المجالس والألسن عن أوضاع الإقليم.

التغطية الإعلامية ليست متيسرة في منطقة مثل شنجيانغ نظرا لحساسية السلطات الصينية تجاه الصحفيين الأجانب، باعتبار الإقليم من المناطق المتوترة ويشهد بين الحين والآخر صدامات بين الأهالي وقوات الأمن. إلا أن الملف يقدم وجبة معرفية خفيفة عن واحدة من القضايا المتوارية في الظل الإعلامي.

بخلاف باقي أقاليم الصين، يمتاز إقليم شنجيانغ بهوية وثقافة مختلفة، وحول خصوصية الهوية الدينية والثقافية يدور الصراع بين سكان الإقليم والسلطات في بكين، فيأخذ شكل الصدام العنيف أحيانا، والنشاط السياسي السلمي كحال إلهام توختي أحيانا أخرى، لكن يبقى التدافع حاضرا على الأرض.

ولعل تمسك الأويغور- وغيرهم من سكان الإقليم من المسلمين - بالإسم التاريخي لمنطقتهم (تركستان الشرقية) ، وفرض السلطات الإسم الصيني (شنجيانغ) بالمقابل، أحد أوجه هذا الصراع على هوية المنطقة. فضلا عن كافة أوجه التدافع الثقافي من لغة وموسيقى ومقامات غنائية، والرموز الدينية كالحجاب والأزياء. وهو ما يحاول هذا الملف الكشف عنه.

محمد المختار الخليل

مدير تحرير موقع الجزيرة نت

كلمة العدد(مجلة الجزيرة عدد أكتوبر2015م)