نزع أملاك المسلمين وأعمالهم في تركستان الشرقية

 

      مع تزايد نسبة البطالة في الصين - التي بلغ فيها عدد العاطلين الذين يعرفون بالسكان الطائفين غير المسجلين إلى 250 مليون نسمة-  لم تجد السلطات الصينية مكانا لهم إلا في مناطق الأقليات بالإضافة إلى برنامج توطين سكان مناطق السدود الثلاثة الكبيرة التي أدت إلى استمرار تدفق الصينيين إلى تركستان ( شينجيانغ), فقد نشرت جريدة الصين اليومية بتاريخ 5 ديسمبر 1992 : أن سلطات ولاية كاشغر استقبلت 15000 مهجرا صينيا ، وأنها رحبت على الفور بقبول توطين مائة ألف صيني , وأبدت استعدادها لاستقبال 470,000 صيني في كاشغر ، ممن يتم نقلهم من منطقة مشروع الممرات الثلاثة لسد غزوبا Gezhouba الذي جرى تشييده على نهر يانغتسي Yangtzeفي هوبي  Hubei في وسط الصين.

    وعندما يتم نقل الصينيين إليها تصادر السلطات الصينية أراضي المسلمين الأويغور و تمنحها للمهجرين الصينيين دون مقابل ، فمثلا  الشيخ عبد الرحيم موللاك من ضاحية أونسو بمدينة أقسو صادرت السلطات الصينية أراضيه و منحتها للمهجرين من مقاطعة كانسو، و اعترض المذكور على ذلك لدى السلطات المحلية التي لم تستجب له ، فقدم إلى بكين وتقدم إلى الجهات الحكومية المركزية بطلب إعادة الأرض أو التعويض و لكن السلطات الصينية بدلا من انصافه اعتقلته في 22/8/2010.

       وقد كتب إدوارد يونغ Edward Wong: ( كثير من الأويغور يتسآءلون : لماذا الشركات في شينجيانغ( تركستان) ومن ضمنها المزارع الكبيرة التي تديرها الدولة تستخدم الكثير من المهجرين الصينيين في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة البطالة عند الأويغور ؟، ونقل عن شينخوا - وكالة الأنباء الصينية - خبرها الذي يفيد أن المائة قطار التي ستصل إلى شينجيانغ ( تركستان)  حتى منتصف سبتمبر ستكون مليئة بالعمال الصينيين.

        وهكذا فإن هذه الأرقام التي تتناقلها مختلف المصادر لا تعطي الرقم الإجمالي الصحيح للمهجرين الصينيين في تركستان ( شينجيانغ) فالرقم الذي يفيد أن عدد الصينيين  في تركستان ( شينجيانغ) هو الرقم الذي تعلنه السلطات الصينية في التقديرات والإحصائيات الرسمية ،لا يمثل الواقع - كما يقول الدكتور كولين كوكمان - لأنها لا تضم أكثر من 3,5 مليون من أفراد الجيش والشرطة والمستشارين والقوى العاملة الصينية التي تحتويهم منظمة مليشيا جيش البناء والإنتاج ( بينغتوانBingtuan  ) ( 30 ) ، ويقول بريتي بهاتتاجارجي  Preeti  Bhattacharji : إن الحكومة الصينية لا تحصي عدد العمال الذين ينقلون إلى شينجيانغ ( تركستان)  ولكن الخبراء يقولون أن نسبة الصينيين ارتفعت من 5% في عام 1940 إلى 40% في الوقت الحاضر.

ويقول جيمس ميلورد : في إحصائية عام 2000 م بلغ عدد الصينيين 7,49 مليون نسمة و يمثل 40,6% من جملة سكان شينجيانغ البالغ عددهم 18,5 مليون نسمة ، ولكن إذا اعترفت السلطات الصينية بوجود 790 ألف عامل صيني غير مسجلين وأضافت إليهم أفراد القوات الصينية المرابطة في شينجيانغ؛ فإن عدد الصينيين يتماثل مع عدد الأويغور.

         وقد تزايد عدد المهجرين الصينيين إلى 26 ضعفا منذ عام 1949 وبنسبة 8,1% سنويا ، امتص السكان المحليين, ومع تدفقهم تزايد أيضا عدد القوميات الأخرى في تركستان من 14 قومية كانت في عام 1949 إلى 46 قومية في الوقت الحاضر، كما تزايد عدد قومية خوي المسلمة بسبب التهجير إلى ستة أضعاف أي بنسبة 4,5% سنوياً في عام 1982, بينما تزايد الأويغور السنوي كان بنسبة 1,7%.

والدكتور جواكيم أينوالJoakim Enwal  أستاذ الثقافة واللغة الصينية في جامعة أوبسالا Uppsala بالنرويج  في تحليله لأسباب الأحداث التي وقعت في أورومجي في 5-7 يوليه 2009 تحدث عن نتائج التهجير الصيني في تركستان كما تعكسها إحصائية عام 1982 ، فقال : إن عدد الأويغور ارتفع  إلى 5,9 مليون نسمة بنسبة 63% خلال 29 عاما ، بينما ارتفع عدد الصينيين  إلى 5,3 مليون نسمة بنسبة 166% و الأقليات الأخرى زاد عددها 1,8 مليون بنسبة 96% خلال الفترة ذاتها في عام 1982 ).

 و إذا أخذ بالاعتبار ما ذكره في عام 1999 ايفو دوكوييل من أن عدد الصينيين الذين ينقلون إلى تركستان يقدر بأربعة آلاف صيني يوميا، فإن عدد الصينيين الذين تم نقلهم إليها يكون قد بلغ 14,600,000 نسمة فيما بين 1999-2009 ، وهذا ما يوضح أن عدد الصينيين في تركستان قد بلغ - فعلا - أكثر من عشرين مليون صيني ، وهو ما أشار إليه كولين كوكمان في بحثه، ومعنى هذا أن المسلمين الأويغور والقازاق والقيرغيز والأوزبك والتاجيك لا تزيد نسبتهم عن 35% من جملة سكان تركستان في الوقت الحاضر !؟

بقلم توختي أخون أركين "قراءات في قضية مسلمي تركستان الشرقية"