المظاهر الديموغرافية لتوطين الصينيين في تركستان الشرقية

    إن التغيرات الديمغرافية التي حدثت في  منغوليا الداخلية - التي احتلتها الصين الشيوعية في الأول من مايو 1947 - ، وما بذلته السلطات الصينية في سبيل تغيير بنيتها السكانية خلال احتلالها - مع أنها بحكم الدستور الصيني مقاطعة ذات حكم ذاتي (Nei Menggu Zizhiqu /Inner Mongolia Autonomous Region) لها نظامها وقانونها الخاص - ، لم يمنع من جعل المستوطنين الصينيين أكثرية في هذه البلاد؛ إذ بلغ عددهم 18,465,586 نسمة بنسبة 79,17% و عدد المغول أهل البلاد 3,995,349 نسمة بنسبة 17,13% بموجب إحصائية عام 2000 ، كما لم يمنع ذلك أن يكون رئيسها باغاتورBagatur مغولي مادامت السلطة الفعلية بيد رئيس الحزب الشيوعي الصيني هو جون هوا Hu Chunhua  الصيني من مقاطعة خبي   Hebeiالصينية ، وأصبح شعبها (المغول) يراهم السياح والزائرون على خشبات المسارح عندما يشاهدون رقصاتهم وفنونهم, و يتعرفون على تاريخهم في المتاحف.

      وهذا ما يخشاه المسلمون التركستانيون , وبخاصة أن عمليات توطين الصينيين قد وصلت في بعض المناطق إلى جعل الصينيين هم الأغلبية الساحقة.

Xinjiang Statistical Yearbook 2009 , Statistics Bureau of Xinjiang Uyghur Autonomous Region ,CD,XLS307

وحسبما جاء في المصدر المذكور فإن عدد المدن في تركستان ( شينجيانغ) 20 مدينة ، منها 12 مدينة تزيد فيها نسبة الصينيين عن أكثر من 50% ، وأربع مدن تزيد فيها نسبة الصينيين عن أكثر من 90% ، و ست عشرة مدينة انخفضت نسبة الأويغور فيها عن 50% ، وأربع مدن فقط تزيد نسبة الأويغور عن 50% من جملة سكانها .

         ومدينة شيخنزه مثلا في شينجيانغ ( تركستان)  - التي يسميها الصينيون شي هي زي Shihezi ومعناها حجر النهر البراق ويصفها الصينيون باللؤلؤة البراقة - هي مستوطنة صينية جديدة بلغ عدد سكانها 631،577 نسمة حسب التقديرات الرسمية لعام 2008 منهم 596,774 صينيين ونسبتهم 94,48% أما القوميات التركية المسلمة أصحاب البلاد فهم من الأويغور وعددهم 7328 نسمة و نسبتهم 1,16% و القازاق وعددهم 3654 نسمة ونسبتهم 0,57% ، والقيرغيز وعددهم 63  نسمة ، والأوزبك 13 نسمة ، والتتار 2 نسمة ، والتاجيك 23 نسمة ، ومثلها مدينة كويتون Kuytun  بلغ عدد سكانها 309,485 نسمة ، منهم الصينيون 293,092 نسمة ، ونسبتهم 94,70 % ، والأويغور 1083 نسمة ونسبتهم 0,34%  ، والقازاق 5580 نسمة ونسبتهم 1,80 %  والقيرغيز 26 نسمة والأوزبك 19 والتتار 6 نسمة والتاجيك 4 نسمة.

         وأما أورومجي عاصمة تركستان ( شينجيانغ ) التي عرفت في التاريخ الإسلامي باسم (بيش باليق ) والتي كتب عنها الدبلوماسي الهندي مينون في عام 1940 يقول : إنه لم يكن يرى فيها وجها صينيا في السوق إلا نادرا ، وأن الصينيين الأقلية يعيشون في حي منعزل وقد بلغ عدد سكانها 2,360,527 نسمة ، منهم الصينيون 1,723,448 نسمة  ونسبتهم  73,01% ، والقوميات التركية المسلمة ، فالأويغور 299,129 نسمة ونسبتهم 12,6% والقازاق 64,693 نسمة ونسبتهم 2,74% والقيرغيز 1733 نسمة ،ونسبتهم 0,073% والأوزبك 1974 نسمة  والتتار 956 نسمة والتاجيك 204 نسمة  كما في التقديرات الرسمية لعام 2008 م

  • لم تؤثر هجرة الصينيين المتزايدة إلى تركستان على الخدمات الصحية فحسب ، بل أدت إلى شح المصادر الطبيعية وفي مقدمتها الماء ,وقد تضررت المناطق الريفية التي يسكنها الأويغور - التي لم تلق العناية - حيث إن 80% من الخدمات الصحية تتركز على المدن التي يقطنها الصينيون 

         ويلاحظ أن هذا التهجير الصيني إلى تركستان يجري على قدم وساق  بالرغم من وجود اعتراضات من جهات و شخصيات صينية بسبب تفاقم إشكاليات بيئية واجتماعية ، فقد نشرت جريدة الشعب اليومية في 9/6/2000 : ( تحتل شينجيانغ الدرجة الأولى في مساحة الأراضي في الصين ، و لكن الأراضي التي تناسب حياة البشر تعادل 4,3 % من مساحة أراضيها ، والكثافة السكانية في هذه الواحات تصل إلى 249 شخصا في الكيلو متر المربع الواحد ، وتزايد سكان شينجيانغ قد تسبب في ضغوط اجتماعية وبيئية واقتصادية و على المصادر الطبيعية خاصة ،لأن التزايد السكاني  فيها يعتبر هو الأعلى في كل الصين ، و التزايد السكاني خلال 15 سنة سيبقى في حدود 340 ألف نسمة سنويا ، و سيصل عدد سكانه إلى 23,47 مليون نسمة في عام 2015 ، وستواجه شينجيانغ مشاكل خطيرة، ويقول سوهوم دساي Sohum Desai : إن مقاطعة شينجيانغ ( تركستان) هي إحدى أكثر المناطق الجافة في العالم ، فالأراضي الجافة تستنزف معظم مياه الثلوج المستهلكة وتقدر نحو 20,8% من المياه المتوفرة فيها ، والنمو السكاني الناتج من التهجير الصيني والهجرة إلى شينجيانغ من مقاطعات الصين الأخرى منذ عام 1960 من الأسباب التي أدت إلى إضعاف الأراضي وتقلص الأنهار وجفاف البحيرات ، فقد  استنزفت منظمة مليشيا جيش البناء والإنتاج ( بينغتوان ) وحدها 70 % من خزانات المياه لري الأراضي المستزرعة في حوض تاريم .

         و غدا الماء من المواد النادرة في شينجيانغ ، وبدأ الجفاف يهدد مصادر المياه في الدول المجاورة ، وبخاصة في قازاقستان التي بدأت تتخوف من مشروع صيني لحفر قناة من نهر ايرتش بطول 300 كيلومترا و عرض 22 مترا , وكان الاستعمال المتزايد لمياه نهري إيلي وايرتيش, و تحويل مجاري الأنهار التي تنبع من شينجيانغ بالزراعة والصناعة ومحطات الكهرباء الهيدروليكية ، قد أضر بوضع المياه بخاصة في مدن مثل المآتا في قازاقستان ، مما قد يجعل حقوق توزيع المياه موضوعا مهما في دبلوماسية الصين في المستقبل.  

         وحوض تاريم هو أكبر المناطق , وأكثرها كثافة سكانية في تركستان ولكنه يعتبر من أكثر المناطق جفافا و نهر تاريم الذي يسقيه يحصل على المياه من الثلوج التي تذيبها الشمس في الجبال المحيطة به ، ومشكلة المياه قضية تاريخية في شينجيانغ ، وفي الفترة من 1950 -1980 عانت شينجيانغ تقلصا كبيرا في مساحة البحيرات من 9700 كم2 إلى 4953 كم2، ويعود سبب ذلك إلى تغير المناخ والنشاط الإنساني ، وفي عام 1964 جفت تماما بحيرة لوب نور , التي كان يسقيها نهر تاريم  منذ آلاف السنين ، بالإضافة إلى تحول البحيرات إلى مياه مالحة حيث كان عدد بحيرات المياه العذبة 131 بحيرة بقي منها ثلاث بحيرات ، فقد تزايدت البحيرات المالحة كما تزايد جفافها  .

          و إذا كان التطور الاقتصادي شهد تقدما بنسبة 17% سنويا من عام 2005 ، فإن ذلك سيجعل الاستفادة من المياه لأجل محدد قد لا يزيد عن 40 عاما ، وستبرز بعد ذلك معاناة الاقتصاد والزراعة والصناعة كثيرا ، لأن حوض تاريم الذي عانى من نشاط مليشيا جيش الإنتاج والبناء الزراعي الذي بدأ في خمسينات القرن الماضي , وكان قد بدأ عمله بعشرين ألف نسمة ثم ارتفع إلى 420 ألف نسمة ثم إلى 460 ألف نسمة في عام 2000 م ، وهذا التزايد السكاني مع الكثافة الزراعية أدى إلى تقلص نهر تاريم بنحو 320 كيلومترا ولم تعد المياه تصل إلى أطرافه.

      3-  تعتبر تركستان مهد القبائل التركية وجيرانهم وهم الأويغور ، و القازاق ، والقيرغيز , والأوزبك والتاجيك ، والتتار والمغول  ، ثم دخل الصينيون والمانشور مع القوات الصينية الغازية ، ثم لجأ إليها الروس بعد اندلاع الثورة الشيوعية في روسيا في عام 1917، وعندما صنف الجنرال شنغ سي تساي شعب تركستان الشرقية في عام 1940 عملا بما نفذه الروس السوفيت في  تقسيم شعب تركستان الغربية كان في تركستان الشرقية ( شينجيانغ) ثلاث عشرة قومية هي : الأويغور، والقازاق، والقيرغيز ، والأوزبك ، والتتار ،والتاجيك (وهم القوميات المسلمة الأصيلة في تركستان الكبرى) ، ثم المغول ، وداغور , (وهما من قبائل المغول التي دخلت وعاشت في تركستان منذ عهد جنكيزخان )، والمانشور والشيبه والسولون  والهان (الصينيون غير المسلمين) والدونكان ( الخوي المسلمون الصينيون) القادمين مع الاحتلال الصيني والروس (اللاجئون إليها إبان قيام الثورة الشيوعية في روسيا عام 1917)

    ومع الاحتلال الشيوعي الصيني لتركستان ارتفع عدد القوميات فيها من 13 قومية إلى أكثر من 47 قومية ، واستجد فيها 34 قومية جديدة مثل : هاني Hani  جينغ بو  JingpoديرونغDerong هي زن Hezhen  وغيرها, وإذا كانت نسبة الصينيين قد ارتفعت من 6,71% إلى 40%، فإن عدد الروس والتتار والأوزبك قد انخفض بسبب عودة بعضهم إلى بلادهم الأصلية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، كما أن قومية ( خوي ) من المسلمين الصينيين قد استفادت من سياسة التهجير الصيني إلى تركستان وزاد عددهم من 131,600 نسمة بنسبة 2,83% في عام 1952 إلى 953017 نسمة بنسبة 4,47% في عام 2008 ، مما يعني أن تزايدهم بلغ نسبة 520 % فيما بين 1940- 1982, بينما تزايد الأويغور الطبيعي لم يزيد سنويا عن 1،7 % .

       إن الأعداد المتزايدة للمهجرين الصينيين أدت إلى سيطرتهم على الوظائف العامة والخاصة في تركستان ( شينجيانغ ) , يقول يوان جينغ لي : لا توجد معلومات مفصلة عن مهن المهجرين الصينيين، ولكن يمكن تصنيفهم إلى المجموعات التالية :

  • كوادر وموظفين من مختلف مستويات الحكومية تم اختيار معظمهم من المقاطعات الأخرى , الكوادر السياسية للمدارس والجيش .
  • الأفراد المسرَّحين من الجيش .
  • الشباب المتطوعين من الحضر والأرياف .
  • العمال .
  • الأساتذة والمهندسين والأطباء وخريجي المدارس .
  • السجناء من المجرمين والساسة
  • الفلاحين وآخرين لهم دوافعهم الخاصة .
  • أقرباء المهجرين الصينيين.

و مما لم يذكر من المجموعات أنواع العمال والباعة والتجار والعاطلين وغيرهم من فئات المجتمع البشري لأن النقل لم ينظر إلى حاجة البلاد ، بل هدف إلى إغراق البلاد بالصينيين بقصد تغيير التركيبة السكانية لتركستان .

وحيث إن الهدف الأساس من هذا التهجير الصيني هو توطين الصينيين في تركستان؛ فقد أعطيت لهم أولوية التوظيف - مهما كانت الأعمال صغيرة أو كبيرة - ، مثلا في شهر مايو 2009 في منطقة أقسو أعلن عن وجود 436 وظيفة شاغرة وحجزت منها 347 وظيفة للصينيين و 89 وظيفة تقدم إليها الأويغور ,  من خلال مسابقة مفتوحة على أن لا يتقدم إليها من هو مسلم يمارس شعائر دينه وفي مقاطعة بايان كول مغول في شينجيانغ أعلن عن 500 وظيفة شاغرة خصص منها 413 وظيفة للصينيين .

وفي وثيقة نشرت في 2 مارس 2009 أعلنت لجنة شؤون الأقليات في مقاطعة شينجيانغ  وكذلك الإعلان الرسمي المنشور في جريدة الشعب اليومية في 10 مارس 2009 أن الحكومة الصينية ستدعم توظيف 70% من خريجي جامعات شينجيانغ من خلال برنامج تدريب أطباء و معلمين في الأرياف ، وفي الإعلان الذي نشرته وكالة الأنباء الصينية ( Xinhua ) لشينجيانغ في 16 إبريل 2009 ذكر أنه تم تأسيس 7000 نقطة تدريب لخريجي الجامعات في شينجيانغ ، ثم في 18 مايو 2009 نشرت وكالة الأنباء الصينية لشينجيانغ  أنه تم التعاقد مع 22,1% من خريجي جامعات شينجيانغ بنسبة أقل من العام الماضي 1,49% ، كما أعلنت أن الحكومة ستعمل على إشغال الوظائف الأخرى في الدولة ومنظمة بينغتوان Bingtuan من خارج مقاطعة شينجيانغ ( تركستان)  ، ثم تم توظيف 4400 من خريجي جامعات مقاطعة كانسو الصينية كما ذكره تقرير لنشرة أخبار أقليات الصين China Ethnicities News في 10 أبريل 2009 ( 46 ) .وليس من خريجي جامعات شينجيانغ كما تم الإعلان عنه.

 وفي سبتمبر 2008 أعلنت شركة مناجم في بلدة كوك توقاي ( Fuyun ) منطقة التاي في موقع البلدة الإلكتروني الحكومي عن رغبتها في إشغال 18 وظيفة بالعمال الصينيين  و في مايو 2009 أعلنت منظمة مليشيا جيش البناء والإنتاج ( (Bingtuan  عن وجود 894 وظيفة شاغرة حجزت منها 744 وظيفة للصينيين و 137 وظيفة سمح بالتقدم إليها لكل القوميات في شينجيانغ  ومنها الصينيون  ، و وفي النتيجة حصل الأويغور على 11 وظيفة بينما حصل القازاق على وظيفتين منها فقط ( 47 ) .

  • مكتب الحزب الشيوعي الصيني هو أعلى سلطة في مقاطعة شينجيانغ ( تركستان) و حسبما جاء في الكتاب السنوي لشينجيانغ 2006 فقد تكوَّن من الآتي :

الرئيس : وانغ ليجون   ( صيني) ونوابه : إسماعيل تليوالدي ( أويغوري) نور بكري ( أويغوري) أسعد كريم باي ( قازاق ) خوجيا يه ن ( صينية) جانغ جينغ لي ( صيني) نيي و ييكو ( صيني) جانغ شيو مينغ ( صيني) 000 أربعة من النواب صينيون ، والأعضاء الدائمون 12 عضوا منهم اثنان من الأويغور فقط ، والسكرتير العام : فوجيانغ ( صيني) ، وله عشرة نواب منهم روزي إسماعيل (أويغوري واحد فقط )

     رئيس حكومة مقاطعة شينجيانغ - أويغور الذاتية الحكم : إسماعيل تيلوالدي ( أويغوري ) وله 13 نائبا منهم اثنان من الأويغور وواحد من القازاق ، وله  مساعدان صينيان، وفي الوقت الذي يكون نواب حكومات مقاطعات الصين البالغ عددها 31 مقاطعة في الصين هم من غير أعضاء الحزب الشيوعي الصيني فإن نواب حكومة مقاطعة شينجيانغ لا بد أن يكونوا من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني المخلصين له تماما.

وقد اعترف الباحث الصيني جينغ لي Cheng Li  أن الحزب الشيوعي الصيني عَيَّن في الوظائف الرئيسة الصينيين ، بينما يتم تعيين الأقليات في الوظائف الأخرى لأغراض دعائية و لإيهام الأقليات نفسها أن هناك فرصاً لتطورهم الوظيفي إذا ثبت ولاؤهم للحزب ، وفي هذا السياق أصبح رؤساء حكومات مقاطعات الحكم الذاتي من أفراد الأقليات العرقية ، بينما رؤساء مكاتب لجان الحزب الشيوعي الصيني الذين بيدهم السلطة والحكم في هذه المقاطعات هم من الصينيين ، وبُرر ذلك بأن الحزب الشيوعي الصيني اتخذ هذا الأسلوب سبيلا لتشديد قبضته في مقاطعتي شينجيانغ ( تركستان) و التبت بسبب الاضطرابات ، وقد بلغ عدد الأعضاء الأويغور في اللجنة المركزية السابعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني التي تكونت في عام 2007 ثلاثة أويغور أي بنسبة 0,8% من أجمالي الأعضاء البالغ عددهم 371 عضوا .

    وقد بسط الصينيون سيطرتهم على المراكز الرئيسة في تركستان ، وحتى الوظائف البسيطة والأعمال اليومية التي لا تحتاج إلى الخبرة والمهارة سيطر عليها الصينيون أيضا ، يقول توماس ب : الصينيون هم الذين يديرون الآن مدينة أورومجي ويشغلون معظم الوظائف ، وكل مستخدم رأيته في الفندق هو صيني ، وكل رجال الشرطة الذين رأيتهم هم صينيون ، حتى العمال غير المهرة هم صينيون من مقاطعات صينية يعملون في مشاريع متنوعة في أورومجي  وكتب بريتي بهاتاجارجي Preeti Bhattacharji  : إن الحكومة الصينية لا تحصي عدد العمال الذين يصلون إلى شينجيانغ ( تركستان) ، ولكن الخبراء يقولون إن نسبة الصينيين ارتفعت من 5% في عام 1940 إلى 40 % في الوقت الحاضر ، و إن هؤلاء العمال المهجرين إلى مختلف المصانع هم من العمال العاديين والخبراء على السواء ، ولجنة الصين التنفيذية في الكونغرس الأمريكي أفادت في تقريرها السنوي لعام 2007 : أن حكومة الصين تقدم الحوافز لكل من يهاجر إلى شينجيانغ (تركستان) من أي مكان في الصين بدعوى التشجيع على اكتساب الخبرة والاستقرار .

و يذكر أن مصنع النسيج عندما افتتح في مدينة غولجه في عام 1960 تقرر أن يكون عماله من الصينيين بنسبة 25% و من الأويغور بنسية 75%  وفي عام 1999 بلغ عماله 8000 عامل وكان منهم 70 % من الصينيين و30% من الأويغور ، وعدد الموظفين في تلفزيون أورومجي 110 موظفا ، منهم 9 أويغور والباقون صينيون وكل القوى البشرية التي تعمل في مصفاة تازونغ Tazhong  في و سط صحراء تكلامكان هم من الصينيين ،وقد صرح وانغ ليجوان رئيس الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة شينجيانغ أن كل القوى العاملة في حقول الزيت في شينجيانغ هم من عمال صينيين من حقول الزيت الأخرى في الصين وحتى في الأعمال الخاصة فمثلا زانغ Zhang أحد الصينيين القادمين الجدد بعد تسريحه من خدمته العسكرية في سيشوان Sichuan يعمل في مطعم براتب شهري قدره 500 دولار ، وهو مبلغ لم يكن يحلم به على حد قوله ، ويقول : إن الجيش الصيني يشجع على التسريح والانتقال إلى شينجيانغ ، وقد حضر معه60 صينيا إلى شينجيانغ ، ومع أن قطاع البناء والزراعة يعتبر من المجالات التي يفترض أن يعمل فيها أهل تركستان من الأويغور والقازاق والقيرغيز ولكن الشواهد تفيد أن معظم العمال الذين يعملون فيه هم من خارج شينجيانغ ( تركستان) حيث يتم استقدام 250 ألف صيني للعمل في قطاع البناء وغيره ، كما أن بعض الأعمال التي حصل عليها الأويغور في المشروعات الحكومية فقدوها بسبب تطبيق النظام الخاص بهجرة الصينيين إلى شينجيانغ تحت شعار ( اذهب لحملة الغرب .. Go West Campaign  ) و قد رصدت منظمة العفو الدولية استبدال العمال الأويغور بالصينيين في مصانع النسيج والسجاد في خوتن ، ومن الشائع أن الذي لا يعرف اللغة الصينية ليس له عمل ، و يتم طرد الأويغور من عمله ليحل مكانه الصيني، ومن الواضح أن الأويغور في غير قطاع التعليم العام هم أقل القوميات نسبة في العمل.

بقلم توختي آخون أركين "قراءات في قضية مسلمي تركستان الشرقية"