اختيار تويتر لمدير جديد بالصين يثير قلق النشطاء

 

ستيفن ماكدونيلبي    بي سي نيوز- بكين

  • 19 أبريل/ نيسان 2016

نشطاء الانترنت اعتبروا تعيين تويتر المديرة العامة الصينية الجديدة بمثابة قتل لحرية التعبير

اختار موقع تويتر، للتواصل الاجتماعي، مديرا عاما جديدا له في الصين، وهي سيدة صينية عملت من قبل في الجيش الصيني، مما أثار خوف نشطاء الانترنت في الجانب المفتوح من حائط الحماية العظيم، المفروض على الصين.

ومازال من الصعب معرفة مدى أهمية اختيار كاثي شين في الواقع.

يأتي هذا على الرغم من أن موقع تويتر محظور في الصين، لكنه يحظى بشعبية كبيرة بين المنشقين الصينيين في الغرب.

كما أنه يمكن استخدامه من جانب المثقفين الصينيين والشركات الصينية ذات العلاقات الدولية، ويتاح الدخول لموقع التواصل الاجتماعي من خلال خدمة الشبكة الافتراضية الخاصة VPN وذلك للهروب من رقابة النظام الصيني في بكين.

ويثير محتوى التغريدات الأولية لكاثي شين قلق الكثيرين، مثل ما كتبته في رسالة للتليفزيون الحكومي الصيني على تويتر، وقالت :"لنعمل معا لنروي للعالم قصة الصين العظيمة."

 الصينية كاثي شين عملت من قبل مهندسة في الجيش الصيني ولصالح شركة سيسكو البريطانية للشبكا

 

سحق حرية التعبير؟

وتساءل المستخدمون: لماذا قد يريد تويتر التعاون مع الإعلام التابع للحزب الشيوعي الحاكم في الصين؟ وماذا يمكن أن ينتج عن هذا التعاون؟

وغردت المديرة العامة الجديدة الجديدة " أسعدني كثيرا أن أكون في تويتر حتى "أعزز قيمة الشركات والمبدعين والشركاء والمطورين الصينيين."

لكن البعض في الفضاء الالكتروني لم يشاركها هذا التوجه، وكتب المستخدم @badiucao :"هناك قلق عميق من تعيين تويتر كاثي شين، إنه بمثابة قتل لحرية التعبير."

وبغض النظر عن كونها مهندسة في جيش التحرير الشعبي، أشار البعض إلى عملها السابق مع شركة كمبيوتر أسوشيتد الأمريكية، والتي كانت تشغل شركة مشتركة في فترة التسعينيات، وامتلكت وزارة الأمن العام الصينية حصة بلغت 20 بالمئة من الشريك الصيني للشركة الأمريكية.

وما يمكن استخلاصة بوضوح هو أن المسؤولة الصينية الجديدة ، بصورة أو بأخرى، ارتبطت بسحق حرية التعبير في بلادها، لكن أين الدليل على هذا الأمر في الحقيقة؟

 اتهام تويتر بمحاولة كسب المال في الصين والتحايل على حائط الحماية العظيم الذي تفرضة بكين على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي

تشييد حائط الحماية العظيم

كانت شين تعمل بالجيش، مثلما هو حال الكثيرين في الصين. فهل يعني هذا أنه لا يمكنك العمل بمواقع التواصل الاجتماعي؟

ارتبطت الموظفة السابقة بعلاقة ما بوزارة الأمن العام. لا يعني هذا أنها قدمت أي شيء لهم. وحتى لو أنها فعلت هذا لكن في الوقت الراهن فهذا أقل بكثير من أن يحدث.

وهناك تعتيم وضبابية حول مشاركة شركات التكنولوجيا المتقدمة في الصين.

وعملت السيدة شين من قبل أيضا لصالح شركة سيسكو الأمريكية المتخصصة في تصميم وإنشاء وبيع معدات الشبكات.

وساعدت سيسكو أجهزة الأمن الصينية في تشييد حائط الحماية العظيم لشبكة الانترنت بالصين.

وبالنسبة لكثير من نشطاء الانترنت فإن سيسكو انضمت إلى هؤلاء الذين باعوا أنفسهم من خلال الاستفادة من القمع الصيني.

لكن أيا كانت الأفكار حول أنشطة الشركة، فهل يعني بيع أجهزة توجيه الانترنت (الراوتر) إلى الصين أن كل موظف بالشركة راضيا عن هذا العمل؟

استراتيجية تويتر

تعيين مدير عام جديد لتويتر بالصين يمثل محاولة لكسب المال.

مهمتها الأساسية بيع الإعلانات إقامة روابط تجارية. واعترفت الشركة علنا بالفعل أنها لا يمكنها عمل شيء لجعل موقعها متاحا لربع سكان العالم.

وحتى الآن امتنعت تويتر عن حملة الدعاية العامة التي قام بها مارك زوكربيرغ مؤسس موقع فيسبوك كوسيلة لمحاولة "الوصول الى الصين".

وذهب زوكربيرغ للركض وسط الهواء الملوث بالعاصمة بكين بدون قناع. وأكد لوفد صيني على أن كبار موظفيه كانوا منهمكين في قراءة مجموعة خطابات الرئيس شي جين بينغ، وأجرى لقاء سؤال وجواب مع الطلاب هنا، لكنه فشل في رفع الحظر عن فيسبوك في الصين حتى الأن.

من الناحية الأخرى فإن سياسة تويتر تُظهر قبولا بحالة الحظر وتفعل ما تستطيع من خلالها التزاما بالقيود كما هي.