الاضطهاد الديني في تركستان الشرقية

 

           توضح الدراسات العلمية أن الفلاحين الأويغور و تقدر نسبتهم  سبعين في المائة  ويفيدون أن قوميتهم الإسلام عندما يسألون عنها ، و أن معظم المثقفين يقولون : أنهم أتراك، بمعنى أن الأويغور يعتبرون الإسلام بالدرجة الأولى عقيدة وقومية وثقافة لهم ، وهم متمسكون به ، وكل زعمائهم السابقين والحاليين هم من العلماء ، و بخاصة العلماء الذين يتولون تدريس القران الكريم والعلوم الإسلامية ، والذين  لا يخضعون كثيرا لتعليمات الحزب الشيوعي الصيني ، وقد اعتقلت السلطات الصينية آلاف منهم مثل الشيخ عبد الأحد مخدوم ، وهم يعتبرون أن الإسلام هو الذي يحفظهم من الإلحاد الشيوعي والهوية البوذية الصينية التي تسعى السلطات الصينية أن تفرضهما عليهم ، ومن هنا ينطلق الصراع المرير بين التركستانيين وحكومة الصين الشعبية ، و يحظى هؤلاء العلماء الذين يحرصون على توعية الأويغور بتعاليم دينهم الحنيف , كما جاءت في القران الكريم والسنة الشريفة تقديرا كبيرا حتى بعد وفاتهم ، مثلما حدث مع الشيخ محمود قاري إمام مسجد خان تنغري في أورومجي الذي وافته المنية في يوم الخميس 16/12/2010 ، وخرج آلاف المسلمين لتشيع جنازته، وألقت السلطات الصينية القبض على مجموعة من المسلمين ، كما أفاد بعض القادمين منها .

        والكتب البيضاء التي تصدرها الحكومة الصينية والدستور والتشريعات الوطنية وبعض القرارات الخاصة بالسياسة الإقليمية والوطنية التي يمكن مطالعتها وقراءتها في الصحف والمنشورات الرسمية ، وتدعي فيها بالحرية الدينية التي يتمتع بها المسلمون  ، إلا أن هناك لوائح وقوانين كثيرة تصدرها السلطات الصينية ، و تعتبر سرية جدا ، ومن ذلك صنفان من اللوائح والأنظمة وهما : ما يخص سياسة الأقليات الوطنية و الشؤون الدينية ، حتى وإن لم تكن تتصل بالأمن الوطني فهي سرية للغاية ، ومن ذلك اللائحة التي اتخذها مكتب حماية السرية الحكومية ولجنة المجلس الحكومي لشؤون الأقليات في عام 1995 ، وقرارات كل من مكتب حماية السرية الحكومية وإدارة الشؤون الدينية الحكومية ولوائحهما وصفت أنها سرية خاصة بالتداول الداخلي ، ولا يمكن نشرها أو الإعلان عنها بدون تصريح رسمي، ومعظم هذه الوثائق تتصل بالسياسة الدينية وشئون الأقليات ، و حتى يتم معرفة حقيقة ما يجري في هذه الأمور لا بد من قراءة دقيقة لها.

        ومن ذلك الكتيب الذي أصدره الحزب الشيوعي الصيني لمنطقة كاشغر بعنوان : ( قه شقه رنيك دين ئيشلريني باشقوروش توزومله ر .. توبليمي = مجموعة اللوائح التي تنظم الشؤون الدينية في كاشغر) المطبوع في عام 2001 وعدد صفحاته 108 صفحة ، وتم توزيعه على المختصين سريا وبأسمائهم ، ويضم الأوامر التي يجب أن ينفذها المسؤولون في المجالات الدينية حسب تعليمات الحزب الشيوعي الصيني ،وفي الصفحة ( 46) التدابير الخاصة بالفئات التي يجب منعها من ممارسة الشعائر الدينية ،  و هكذا في الصفحة ( 21) منه يحدد الهيئة التي تشرف على كل مسجد ، وتتكون من خمسة أشخاص هم :

  • عضو من الحزب الشيوعي -2 – مسؤول من المباحث –3- عضو من لجنة الحي -4- واحد من أهالي الحي ممن تعتمده الشرطة -5- الإمام ، وتتولي هذه اللجنة تعبئة الاستمارة الخاصة بكل صلاة ويوقع عليها الجميع .

     وفي البحث الذي نشرته جمعية عون الصين China Aid Association  في دوريتها القانون الصيني والرصد الديني Chinese Law & Religion Monitor تقول  : أن الصين فرضت قيودا صارمة على المناشط الدينية ، و معاهد الثقافة والمدارس و دور النشر ورجال الدين و حتى على المنظر الشخصي و سلوك الأفراد الأويغور ، ويتم فحص كل الأئمة على الدوام من خلال جلسات النقد الذاتي ، كما فرضت المراقبة التامة على المساجد و إخراج المدرسين والطلاب المتدينين من المدارس ، و متابعة الأدب والشعر لرصد ما قد يكون فيهما من تلميحات سياسية أو أية تعبيرات ترى بكين أنها تنتقد سياستها ، وتعتبرها جريمة بحكم القانون الصيني ، ويعرض فاعله إلى عقوبة الإعدام .

         والاحتفال بالأعياد الدينية و دراسة النصوص الدينية أو إظهار الصفة الدينية في المظهر الشخصي يمنع منعا باتا في المراكز الحكومية والمدارس ، وحكومة الصين تفحص فحصا تاما ودائما الإمام و نسخ القران المقبولة و أماكن التجمع الديني و ما يقال في هذه التجمعات الدينية ، لأن بكين ترى أن هؤلاء الأويغور المسلمين قومية تهدد الحكومة الصينية ، ويقول المدير التنفيذي لمنظمة حقوق الإنسان في الصين شارون هوم : ولكون الإسلام هو الداعم الرئيس لهوية الأويغور، فإن الصين تنفذ عمليات وحشية لتطويع الإسلام حتى يخضع الأويغور لسيطرتها، وقد رصدت المنظمة بعض الشواهد التالية :

 يقول أحد الأويغور : إن هذه مدرسة للأويغور ، ومعظم الذين يعملون فيها أويغور ، ولكن لا يسمح لنا في البيت أو في العمل أن نحدث أطفالنا عن الدين ، ولو حدث أن تحدثنا بذلك أعتبرت جريمة ، حتى ولو كان ذلك مع طفلي ،و يفرض علي ألا أحدثه عن الإسلام ، كيف يمكن هذا ؟

ويقول مدير أحد المدارس : بعض الطلاب الذين يدرسون في مدرستنا لا يركزون في دراستهم لأنهم مشغولون بالصلاة والصيام ، وينشغلون ببعض المناشط الدينية ، وهذا يخالف الوثيقة رقم (5) للجنة التعليم لمقاطعة الحكم الذاتي التي نصت على عدم اشتراك الطلاب في المناشط الدينية ( الصلاة والصيام و غيرهما من الشعائر الدينية الممنوعة على الطلاب والمدرسين) و عليهم الالتزام بشروط المدرسة.

      و يقول اويغوري مسلم آخر : في قريتي يأتي الجيش الشعبي لتفتيش القرويين ، و يفتش منزلا بعد آخر و يأخذ ما يجده من مواد دينية ، ويقومون بالاستجواب ، ويقولون : هذه مطبوعات دينية غير قانونية ، ووالدي فلاح بسيط كيف له أن يعرف أن القران كتاب قانوني أو غير قانوني!        

          وقد ناقش المنتدى العالمي لحقوق الإنسان في الصين الذي عقدته المنظمة الدولية لحقوق الإنسان بدون حدود في تايبيه فيما بين 21-22 فبراير 2008 موضوع الحرية الدينية في الصين ، وذكرت إن الصين وهي عضو في مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة عليها أن تلتزم بما التزم به جميع الأعضاء ، ومن ذلك ما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، ووقعت على الاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية ICCPR و أن تلتزم بدستورها أيضا  التي نصت مادته السادسة والثلاثين بالحرية الدينية لمواطنيها ، حيث جاء فيها : ( مواطنو جمهورية الصين الشعبية يتمتعون بالحرية في الاعتقاد الديني ، و لا يحق لأي هيئة حكومية أو منظمة شعبية أو أفراد إجبار المواطنين للاعتقاد أو عدم الاعتقاد لأي دين ، و لا يحق التمييز بين المواطنين بسبب الاعتقاد أو عدم الاعتقاد في الدين ، وأن الدولة تحمي الأنشطة الدينية العادية ، ولا يحق لأي أحد كان أن يستعمل الدين في المناشط التي تضر بالنظام العام أو بصحة المواطنين أو يعارض النظام التعليمي الحكومي ، وأن الأجهزة والشؤون الدينية لا تخضع لأي سيطرة أجنبية ) ، ولكن هذا النظام لا يوضح ما هي الأنشطة الدينية العادية المسموح بها ، كما أن هذه الحرية الدينية مقيدة بشروط غير محددة تتصل بالنظام والتعليم والصحة ، مما يجعل حرية التعبير من خلال المناشط الدينية غير مضمونة ، وقد لاحظت ذلك مجموعة العمل الخاصة بالاعتقال التعسفي في الأمم المتحدة ، و أوصت بمراجعة الدستور وإضافة الضمان في تقريرها ،

             وفي نوفمبر 2004 أصدر مجلس الدولة الصيني لائحة الشؤون الدينية الجديدة التي وضعت موضع التنفيذ في الأول من مارس 2005، وقد تضمنت الآلية القانونية لإدارة شؤون كل الأديان في جمهورية الصين الشعبية ، ولكنه كان قرارا سياسيا يستهدف تقييد الأنشطة الدينية التي لم تكن تحت السيطرة الحكومية من قبل ، ومع أن المسؤولين يدّعون أن اللائحة الجديدة تشكل تغييرا نموذجيا في الفكر الرسمي نحو الشؤون الدينية ، ولكن على الرغم من التأكيدات على أن إدارة الشؤون الدينية لا تخضع لسيطرة الحكومة الصينية  ، إلا أن هذه اللوائح وضعت واستخدمت بهدف تشديد قبضة الحكومة على الشؤون الدينية ، ومن ذلك تأصيل القوانين الخاصة بالأعمال التعسفية ومنحها للموظفين المحليين في ممارسة الاعتقال وإغلاق المواقع الدينية وفرض القيود على الحركات والاتصالات والزيارات ومراسلات الأشخاص الدينيين ، كما أن اللائحة الجديدة لا توضح ما هي الأنشطة الدينية العادية أو المتطرفة ، وما هي الأشياء التي تسبب الإضرار بالنظام العام التي يعاقب عليها الممارسون لشعائرهم الدينية ، وعلى هذا كان التغيير النموذجي الذي يدعيه المسؤولون الصينيون إنما هو إدعاء باطل ، لا يعززه الواقع ، واللائحة الجديدة بموادها البالغة 56 مادة تعزز سيطرة الحزب الشيوعي و تقوى من فرض القيود المشددة على الأنشطة الدينية وتعاليمها.

      والإعلان الدولي لحقوق الأطفال الذي صدر في نيويورك في عام  1989 تفيد مادته (30) : أن أطفال الأقليات لهم الحرية الدينية و يجب عدم منعهم من ممارستهم لشعائرهم الدينية التي يعتقدون فيها مع بقية أفراد جماعاتهم التي ينتمون إليها  ، كما تفيد المادة ( 13) : حق والديهم على اختيار المدارس التي توفر لأطفالهم الدراسة الجيدة والتعاليم الدينية والأخلاقية التي يرغبونها لأطفالهم، و جمهورية الصين الشعبية من خلال التزامها بقرارات منظمة الأمم المتحدة ملزمة بتنفيذها  ، كما أن قانونها الخاص بمقاطعات الحكم الذاتي تؤكد على  الحرية الدينية إلا أن أطفال المسلمين الأويغور يمنعون من ممارسة شعائرهم الدينية ، ،وفي البحث الذي أعده كولين كوكمان بعنوان : ( انفصالية الأويغور وسياسة الصين نحو الإسلام في حدودها الغربية ) يشير إلى أن الحزب الشيوعي الصيني يمارس طرق عدة لمحاربة الإسلام ، منها أنها تقدم الوجبات الغذائية المجانية للموظفين والعمال والطلاب خلال أيام شهر رمضان لمنعهم من الصيام ، كما تقدم المشروبات الكحولية المجانية لإجبار الأويغور على انتهاك المحرمات وتشديد الرقابة على المساجد و الأئمة و الخطباء و منع النساء من الحجاب ، ومنع ارتداء الملابس الإسلامية ومنع العمال من أداء الصلوات الخمس ، و منع الشباب من دخول المساجد  و تقييد سفر الأويغور إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ، وكل ذلك بهدف إضعاف تمسك الأويغور بالدين ،

    ومن المحظورات الدينية في تركستان ما يلي :

  • لوائح 1994 المعدلة في 2001 تمنع تدريس أي نص ديني إلا بموافقة مسبقة
  • عادة في الأرياف يقوم الوالدان بتعليم أطفالهما أمور دينهم ، وقد منعت السلطات الصينية ذلك بحجة أنها أنشطة دينية غير قانونية
  • المادة 14 من لوائح تطبيق وسائل قانون حماية الأقليات لمقاطعة شينجانغ الذاتية الحكم تمنع الوالدين من السماح لأطفالهما من المشاركة في الأنشطة الدينية ، وهذا المنع لا يطبق إلا في تركستان دون غيرها من المقاطعات في الصين الأخرى
  • استعمال العبارات والتعابير الدينية ممنوع في مدارس شينجيانغ
  • منذ عام 2001 تم التخلص من الكتب التي تحتوي على عبارات القومية من المكتبات و يتم تفتيش المدرسين والطلاب دوريا ومن يضبط معه يطرد ، وقد تم إلزام الطلاب الالتزام بهذه المتطلبات وتحذيرهم عن انتهاكها
  • يمنع منعا باتا ممارسة أي نشاط ديني مهما كان قدره من قراءة القران أو أداء الصلاة في المدارس وفي نوفمبر 2001 طردت طالبة كانت تصر على أداء الصلوات الخمس في المدرسة
  • يمنع الطلاب والأساتذة والموظفين من صلاة العيدين والاحتفال بهما

        وفي محلة ( ينكي حيات ) بمدينة غولجه حكم على ( نور تاي محمد)  البالغ من العمر 52 عاما بالسجن لخمسة أعوام لأنه رجل خرافي بسبب لحيته الطويلة ، وذلك بموجب المادة 62 من قانون الجنائي الصيني.

        وفيما بين 15 مارس -23 ديسمبر 2001  بدأت السلطات الصينية  حملة شاركت فيها كل من جبهة العمل المتحدة لبكين و مكتب الشؤون الدينية لمقاطعة شينجيانغ( تركستان) حيث قامت بجمع 8000  إمام و تدريسهم وتدريبهم على معالجة الأنشطة الدينية المتزايدة و قطع صلات الجماعات الانفصالية المزعومة بالمساجد ، كما تم تنفيذ حملة جديدة لثمانية آلاف إمام في مارس 2002 ، و في أكتوبر 2006 برر رئيس الحزب الشيوعي لمقاطعة شينجانغ( تركستان) وانغ ليجوان  هذه الإجراءات بأن الأويغور يستعملون الدين لتعزيز المشاعر الانفصالية ، وأن الانفصاليين دائما يستخدمون الدين لتبرير أعمالهم. 

     وفي دورات تأهيل الأئمة كما أفادت جريدة شينجيانغ اليومية الرسمية في 21/12/2001، تم تدريسهم كلمات جيانغ زمين رئيس الحزب الشيوعي الصيني المركزي حول القضايا الدينية و سياسات الحزب الشيوعي الصيني حول الدين والقوميات و القوانين والأنظمة المتصلة بهما و تاريخ شينجيانغ و تاريخ الدين في شينجيانغ، وبحجة توحيد التعليم الوطني في الصين تم إغلاق جميع المدارس الإسلامية لإي شينجيانغ ، و نقل الطلاب المسلمين إلى المدارس الحكومية و لم يعد توجد  مدرسة إسلامية خاصة في تركستان الشرقية  ( شينجيانغ )، إلا المعهد الإسلامي الحكومي الوحيد في أورومجي الذي لا يزيد عدد طلابه عن 50 أو 60 طالبا في الأغلب ،

       والباحثان الصينيان زاو لتاو Zhao Litaoو تان سون هينغ Tan Soon Heng في معهد آسيا الشرقية في جامعة سنغافورة الوطنية يكتبان : لا تزال السلطات الصينية تشدد الرقابة بدرجة عالية على النشاط الديني في شينجيانغ( تركستان)  بقيود صارمة على أماكن عبادة المسلمين و دراستهم ، حيث تمنع بناء المساجد و تمنع تدريس العلوم الإسلامية لأطفالهم ، والمدرسون وأساتذة الجامعات و طلابها يمنعون من المشاركة في ممارسة الشعائر الدينية في المساجد، وفي الوقت الذي تقيد الصين نشاط المسلمين الأويغور الديني بشكل صارم و تعتبر الإسلام مهددا لها ، فإنها تترك المسلمين الصينيين الخوي يمارسون نشاطهم الديني بدون قيود .

     وقد سجلت منظمة العفو الدولية في تقريرها لشهر يوليه عام 1996 عددا من الوثائق الخاصة بفرض القيود على الممارسات الدينية و إلقاء القبض على عدد من الطلاب و المشايخ والعلماء منهم : الشيخ عبد الحكيم مخصوم حاجي ، والأستاذ عبد الملك و الشيخ عبد القادر أيوب والشيخ عبد الرحمن عبد العزيز و الشيخ عالم جان قاري حاجي و الشيخ عمر خان مخصوم .

       ومن الشواهد الواقعية للاضطهاد الديني : 

  • ألقي القبض على الشيخ أنور قاري بتهمة تعليم الأطفال القران الكريم في محلة توك جي بمدينة كاشغر في عام 2005 ، وحكم عليه بالسجن لمدة عشرة أعوام ، ولا يزال مسجونا في سجن باجاخو في اورومجي .
  • ألقي القبض على الشيخ عزيز مخصوم بتهمة تعليم أطفال أقاربه الصلاة في منزله بضاحية آي كول بمدينة آقسو في عام 2006 ، ودمرت السلطات الصينية منزله ، وفرضت على ولي أمر كل طفل غرامة قدرها 3000 يوان  ( 453 دولارا)
  • وفي عام 2006 في أورومجي اعتقلت السلطات الصينية الشيخ موسى قاري الخوتني بتهمة تدريس القران الكريم للأطفال في منزله ، وحكمت بالسجن لمدة ثلاثة أعوام ، كما حكمت على زوجته بتهمة تعليم الفتيات بالسجن لمدة عام .
  • وفي سبتمبر 2009 اعتقلت السلطات الصينية السيدة عبادت خان بتهمة تعليم خمس بنات أحكام الصلاة ، و هي مسجونة في عنبر رقم (4) في سجن شوميكو النسوي في مدينة أورومجي .

            ويقول مراسل الغارديان : أن حكومة الصين تضع قيودا صارمة على الحياة الدينية ، وبموجب القانون لا يسمح لأي كان ممن يقل عمره عن 18 عاما بدخول المساجد وكذلك النساء وأعضاء الحزب الشيوعي ممنوعون أيضا من ممارسة الشعائر الدينية التي تنظمها الأجهزة الحكومية مثل الجمعية الإسلامية الصينية ، ويمنع الطلاب من ممارسة الشعائر الدينية منعا باتا ، وذلك بمنع خروجهم من الجامعات بإغلاق أبوابها في أوقات الصلاة ،وإجبارهم على تناول وجبات الغذاء في شهر رمضان ، وإخضاع المسلمين الذين يرغبون الحج على شروط التي تفرضها الحكومة .

       وقد ذكر التقرير المشترك لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان الدولية و منظمة حقوق الإنسان في الصين أن السكرتير الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة شينجيانغ ( تركستان)  أمر بمنع بناء مساجد جديدة في شينجيانغ حيث نشر تصريحا في جريدة شينجيانغ اليومية الرسمية في 13 اكتوبر 2002 يفيد: (في الوقت الحاضر فإن الأماكن الخاصة بالممارسات الدينية في مقاطعة شينجيانغ( تركستان)  تكفي حاجة المؤمنين لممارسة شعائرهم الدينية ، وعلى هذا الأساس لا حاجة إلى بناء أماكن جديدة ) ، وإذا تم حظر بناء المساجد الجديدة فإن ترميم وإصلاح المساجد القديمة أصبح مستحيلا حيث ذكرت الجريدة ذاتها الشروط الواجب توفرها على ذلك ، منها : أن تكون هناك حاجة ضرورية وملحة لترميمها فعلا ، وعدم الإسهام في تكاليف الإصلاح من مصادر غير حكومية أو الأفراد و رجال الأعمال بدون ترخيص رسمي من السلطات ، كما أن الاعتراض على تحويل المساجد إلى مصانع يعرض المسلمين المعترضين على ذلك إلى الاعتقال فمثلا في اكتوبر 2001 في بلدة خوتن بجنوب شينجيانغ اعترض المسلمون على تحويل مسجد لهم إلى مصنع سجاد ثم راجع المسلمون السلطات الصينية في المقاطعة وفي بكين ، و لكنها رفضت طلبهم وتم تحويله إلى مصنع السجاد ، لأن المسجد كان بجوار مدرسة وأعتبر أن ذلك يؤثر تأثيرا سيئا على طلاب المدرسة المجاورة له .

             وحول تفسير قوى التطرف الدينية أجاب رئيس قسم القضاء العليا في شينجيانغ ( تركستان)  لأعضاء اللجنة الزائرة له في أورومجي : أن الأنشطة الدينية غير القانونية تتضمن إثارة الاضطرابات وامتلاك ونشر المواد التي تحتوى على أفكار  قومية والاشتراك في الحملات الدينية , وتأسيس مؤسسات غير قانونية وأي شيء تعتبره السلطات خطرا لأمن الدولة أو وحدتها ، والمشتركون في مثل هذه المناشط يتعرضون إلى الاعتقال لفترات طويلة أو الإعدام  ، كما أفاد أن عدد المعتقلين بهذه التهم أكثر من ألف شخص في الوقت الحاضر .

وتقول الدكتورة جاكي ارميجو أستاذة العلوم الاجتماعية والسلوك في جامعة زايد في أبو ظبي : أن التعليم الإسلامي ينتشر في مساجد المسلمين الصينيين ويعرف باسم جينغ تاغ جياويو Jingtang jiaoyu  ، ويدرس فيها الطلاب والطالبات من كل الأعمار و البالغين ، و ينتشر في كل مقاطعات الصين فيما عدا مقاطعة شينجيانغ ، و بالرغم من تصنيف الرسمي لشينجانغ على أنها مقاطعة ذات حكم ذاتي إلا أنها أكثر المقاطعات تشددا واضطهادا للدين ، والدولة تخلط بين ممارسة شعائر الإسلام والأنشطة الانفصالية وتفرض سلسلة من القيود على معظم أنواع التعليم الإسلامي والممارسة الدينية العامة  ، وبعد أحداث 11سبتمبر2001 قفزت الصين بسرعة على عربة الحرب ضد الإرهاب مبررة اضطهادها القمعي في شينجيانغ حيث ألقت بآلآف من الآويغور في السجون و أعدمت الكثير منهم بدون محاكمة عامة.  

        وفي 30 مارس 2009 أصدرت حكومة بلدة ينكي شهر (shule) التابعة لمحافظة كاشغر أمرا بتنفيذ برنامجا للقضاء على قوى الشر الثلاثة و الدعوة إلى الوطنية والاشتراكية وذلك بمنع الطلاب والمدرسين من الاشتغال بالممارسة الدينية  ، وقد اعتاد الحزب الشيوعي أن يعتبر الممارسات السلمية لشعائر الدين بالتطرف الديني والانفصال والإرهاب  ، وفي صلاة الجمعة الأخيرة لشهر مارس 2009 ألقت الشرطة القبض على مئات من الأويغور الذين يؤدون الصلاة في خارج قراهم ، لأن صلاة المصلي في خارج قريته تعتبر جريمة في نظر السلطات الصينية ، وقد أفاد بعض الأويغور ان الكامير الخفية لمراقبة المصلين منتشرة في كثير من المساجد ، ورجال المباحث السرية بملابسهم العادية يتجولون على المساجد ، لمعرفة المصلين الذين يترددون إليها

       وقد ذكرت منظمة العفو الدولية أن السلطات الصينية شددت من مراقبتها على المساجد والأئمة ووزعت رجال الشرطة في داخل المساجد وخارجها لمراقبة الأنشطة الدينية ، وأجبرت المدرسين ورجال الشرطة والعمال والموظفين المدنيين على عدم ممارسة شعائرهم الدينية مهددة بفصل من يضبط منهم يفعل ذلك ، ومنعت الشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما من دخول المساجد أو تلقي أي نوع من التعليم الديني ، ومن يضبط منهم في داخل المسجد يتم فصلهم من المدارس ، وبالفعل تم طرد بعض الطلاب من الجامعة والمعاهد العليا بسبب ممارستهم لشعائر الدين ، وفي أيام الجمعة يتم حجز الطلاب في المدارس في وقت صلاة الجمعة لمنعهم من حضورها، واستمرت الأجهزة الشيوعية تمارس قيودها بشتى الوسائل على منع المسلمين من صيام رمضان المبارك, وفي 16 سبتمبر 2008 ذكر راديو آسيا الحرة أن السلطات الصينية اعتقلت مسؤولي مطعمين إسلاميين  لأنهما أغلقا مطعمهما في أيام شهر رمضان المبارك ولم يلتزما بتعليمات فتح المطعم، كما مارست الأجهزة الشيوعية منع النساء من الحجا ، ويروج الإعلام الصيني فكرة أن الأويغور أقل ذكاء وأنهم جبناء وكسالى في العمل و ذلك بسبب ممارستهم لشعائر الإسلام .

        و يكتب إدوارد وونغ مراسل نيويورك تايمز من خوتن : أن اللوحة الكبيرة التي وضعت أمام الجامع الكبير تعلن أوامر الحزب الشيوعي في الممارسات الدينية ومن ذلك : ألا تزيد خطبة الجمعة وصلاتها عن 30 دقيقة ،وأن  الصلاة في خارج المسجد ممنوع ، وأن صلاة سكان أهالي خوتن في غير مساجد أحيائهم محظورة ، و أنه لا يحق دعوة العمال و موظفي الدولة إلى  حضور الشعائر الدينية في المساجد.

         ومن الأوامر أيضا أن النسخ الرسمية من القران التي تجيزها السلطات الصينية هو المسموح بالقراءة فقط ، ولا يجوز أن يصوم الطلاب و موظفو الدولة و عليهم الأكل خلال نهار رمضان ، وتتم مصادرة الجوازات إذ لا يسمح بالحج إلا من ترشحه الدولة ضمن البعثة الرسمية ، وأية علامة دينية تظهر على العمال أو الموظفين مثل اللحية ووضع الحجاب يعرض صاحبه على الفصل ، وفي خارج شينجيانغ يقول العلماء و خبراء الإرهاب : أن التشدد على تنفيذ هذه القيود ضد المسلمين أدى إلى تحول الأويغور إلى متطرفين ، و كثير من الصينيين يرون أن الإسلام هو أساس المشاكل الاجتماعية في شينجيانغ ، حيث يقول أحد رجال الأعمال الصينيين في كاشغر سمى نفسه زاو: أن الأويغور كسالى بسبب دينهم ، حيث يقضون أكثر أوقاتهم في الصلاة ، لماذا يصلون ؟

    وفي سبيل محاربة كل ما له صلة بالإسلام فقد منعت السلطات الصينية في شينجيانغ تعليم اللغة العربية ، واعتبرت تعليمها عمل  غير قانوني ، يعني نشاط إرهابي انفصالي ، حيث تم إغلاق مدرسة ( سادا ) التي كان يشرف عليها الأستاذ عبد الله و مدرسة ( يوروق) في مدينة أورومجي في مايو2006 ، ثم صدر أمر بمنع تدريس اللغة العربية في غير المعهد الإسلامي في أورومجي .

 

بقلم الأستاذ توختي آخون أركين  " قراءات في قضية مسلمي تركستان الشرقية"