التركستانيون.. يقاتلون بسوريا ويسعون للاستقلال غرب الصين

 

 

 شكّلت الثورة السورية منذ انطلاقها عام 2011، نقطة تحوّل في تاريخ الثورات التي تقوم ضد الظلم، فقد تميزّت جميع فصائلها بالتنوع بالأعراق والأجناس، حتى تحوّلت البلاد خلال الثورة لعالم مصغّر من عناصر داخل فصائل متنوعة، بينها الظالم والمظلوم، سالت من كل منها دماء على أرض سوريا المتعطشة للحرية.

فمن أقصى الشرق، استقطبت الثورة السورية مقاتلين تركستانيين، يتحدرون من تركستان الشرقية أو ما يعرف بـ (إقليم شينغيانغ) غرب الصين. هؤلاء المقاتلون جاؤوا من وحي المطالبة بالحرية، حيث يطالب إقليمهم بنفس المطلب، وتشكو فيه أقلية الإيغور من القمع الديني والثقافي للمسلمين من قبل السلطات الصينية، التي تقول بالمقابل إنها مستمرة في دفع التنمية بالإقليم الذي يعاني الفقر، رغم أنه يتمتع باحتياطي كبير من الغاز والفحم.

الحزب الإسلامي التركستاني، الذي ينشط في سوريا، هو في الأصل منظمة مسلحة إيغورية انفصالية، تدعو إلى إنشاء دولة إسلامية مستقلة في تركستان الشرقية، وتكافح للحصول على استقلال إقليم شينغيانغ.

وأدرجت الأمم المتحدة الحزب على قائمة المنظمات الإرهابية في 2001، كما أعلنته الولايات المتحدة "جماعة إرهابية" في 2009، واعتبرته روسيا تنظيماً محظوراً منذ عام 2006.

وقد أعاد تسجيل مصور بثه الحزب لعسكريين إيرانيين قال إن مقاتليه أسروهم في المعارك الأخيرة مع قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له في خان طومان جنوب حلب، الحديث عن تاريخ وجوده في سوريا ودوره على الأرض.

واعترفت إيران بهذه الخسارة، حيث نقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية عن مسؤول كبير بالحرس الثوري تأكيده مقتل أحد قادة فيلق القدس المكلف بالعمليات الخارجية خلال معارك بخان طومان في 6 مايو/أيار.

نشاطه في سوريا
برز نشاط التركستانيين بالثورة السورية، في قيادة الهجمات في مطار أبو الظهور العسكري، بريف إدلب، ربيع 2015. وتقول تقارير صحفية إن ظهورهم تلا تراجعاً ملحوظاً لنشاط المقاتلين الشيشانيين والمهاجرين من القوقاز، بعد أن كان هؤلاء يتصدرون الهجمات في ريف اللاذقية في مارس/آذار 2014، وسط معلومات عن انضمام كثيرين منهم لتنظيم "الدولة"، وانتقالهم في مناطق سيطرته.

ومن خلال ثلاثة مقاطع فيديو بثها، أعلن تنظيم الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام نفسه رسمياً منتصف سبتمبر/أيلول 2015، رغم وجود مقاتليه منذ العام 2014 في سوريا، وتتفاوت التقديرات حول حجم وجوده في سوريا، وانخراطهم في العمليات.

حيث كان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، قد ذكر في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط"، أواخر العام الماضي، أن 700 منهم كانوا يقاتلون في عمليات جسر الشغور، وشارك 300 منهم في معارك خان طومان. ويشير إلى أن عددهم في شمال سوريا "تضاعف وبات بالآلاف، نظراً إلى إقامتهم مع عائلاتهم في جبل التركمان بريف اللاذقية"، ويقدر العدد حالياً بنحو 20 ألفاً.

ووثق المرصد مقتل 300 منهم في عمليات سهل الغاب وريف إدلب وريف اللاذقية منذ ظهورهم كمجموعات قتالية متوحدة تعمل في شمال سوريا، ومقربة من جبهة النصرة.

ويقول مختصون في الجماعات الإسلامية، إن هذا الحزب لم يحسم خياراته بعد بين تنظيم القاعدة وفرعه في سوريا "جبهة النصرة"، وتنظيم "الدولة"، مؤكدين أنها ما تزال تتبع قائدها عبد الحق التركستاني على ولائه لـ"القاعدة".
وانضوى الحزب الإسلامي التركستاني مؤخراً في غرفة عمليات "جيش الفتح"، إلى جانب عدة فصائل ذات توجه إسلامي مقارب لتوجهه، أبرزها "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية"، وساهم بشكل كبير في السيطرة على خان طومان والخالدية، 6 مايو/أيار.

المواضيع