الصين واستراتيجية الحزام والطريق    

 

 تركستان الشرقية بين استراتيجية البحث عن الفرص واستراتيجية إضاعة الفرص

  إضاعة الفرص من سمات القادة والشخصيات المتكاسلة والذين يفتقدون الإحساس بالمسؤلية وضعف الهمة والحماس لتقدم ونصرة الأوطان والتغلب على مشكلاتها ، كما توحي تلك السمة بغياب الرؤية الصحيحة وحسن تقدير الموقف وأيضا ضعف فاعلية القادة والمؤسسات ، وإن بدا الجميع كبارا منتفخين تحيط بهم هالات العظمة والقوة الزائفة ، وقديما عبر الشاعر عن وضع الأندلس العظيمة المتهاوية قائلا :-

مما يزهدنى فى أرض أندلس  *  أسماء معتمد فيها ومعتضد             

ألقاب مملكة فى غير موضعها  *  كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد      

ألم يضيع العرب والمسلمون قادة ومؤسسات الكثير من الفرص لتحقيق التكامل السياسى والاقتصادى والاستغلال الأمثل لثرواتهم وتحقيق الرخاء والقوة لأوطانهم وإنقاذ مستضعفيهم فى سائر أرجاء المعمورة فى فلسطين ، الفلبين ، بورما ، تركستان الشرقية وغيرها !!!! ؟   

فى تركستان الشرقية - محور حديثنا – ومنذ سقوطها تحت سيطرة الحزب الشيوعى الصينى عام1949 وقف العالم الإسلامى يشاهد الأحداث دون أى رد فعل أوتحرك سياسى يبرئه أمام الله ، اللهم إلا استقبال بعض الدول للاجئين والفارين من جحيم القهر الشيوعى الصينى .

 مرت السنوات وحقق العالم الإسلامى الثروة وأنشأ المؤسسات الضخمة مثل منظمة التعاون الإسلامى فما الذى قدمه على أرض الواقع لصالح قضية تركستان الشرقية ؟                              

فى الحقيقة لاشىء جدير بالذكر والحال فى تركستان يؤكد ذلك من استمرار الاضطهاد وقمع الحريات الدينية والشخصية والعزل السياسى لشعب الأويغور عن إدارة وطنه فعليا رغم الحكم الذاتى الصوري المطبق فى المنطقة (منطقة شينجيانج الأويغورية ذاتية الحكم) . 

وآخر الفرص الضائعة كانت بعد الأحداث الدامية التى شهدتها تركستان فى5/7/2009 حين ذهبت لجنة من قبل منظمة التعاون الإسلامى لتقصي الحقائق فى المنطقة حيث ضُبطت الصين متلبسة علنا بانتهاك كافة حقوق الإقليم الدينية والثقافية ، ولديها الاستعداد لأول مرة فى تاريخها لاستقبال لجان تقصي الحقائق للخروج من المأزق الدولي ولترفع الحرج عن نفسها أمام العالم الإسلامى صاحب العلاقات الواسعة والمتشابكة معها .

  كان من المفترض أن يغتنم العالم الإسلامى ممثلا فى منظمة التعاون الإسلامي ثاني أكبر منظمة دولية الفرصة لوضع الحلول والمشاركة في حل أزمة الإقليم وتحسين أوضاع مواطنيه المسلمين الاجتماعية والدينية والثقافية . ولكن للأسف أصدرت اللجنة بيانا هزيلا أطنبت فيه مدحا عن العلاقات التاريخية وتطلعات التعاون بين الصين والمنظمة ، وتم حصر مشكلة الإقليم - جهلا أو عمدا - فى الجانب الاقتصادى ولم تعلن المنظمة الكبيرة عن خطة عمل حالية أومستقبلية لمتابعة وضع الإقليم البائس . ما الذى رأته وتوصلت إليه لجنة ( ذر الرماد فى العيون ومجاملة الصين) أقصد لجنة تقصي الحقائق فأسكتها وأسكت المنظمة الضخمة وأسكت سائر قادة دول العالم الإسلامى وحسابهم أمام التاريخ وعند الله . لاأحد يعلم وضاعت الفرصة!!!.     يتبع

د/ عزالدين الوردانى

 

راجع مقال : السيد/ أوغلو ماذا فعلتم لقضية تركستان الشرقية ؟ هل تستطيعون تقديم كشف حساب ؟

ومقال : انتهت القمة الإسلامية ... ومن أين للحر الكريم صحاب .