الصين وهواجس تنظيم الدولة وانفصال شينجيانغ

 

عناصر من قوات الأمن الصينية في إقليم شينجيانغ (رويترز-أرشيف)

 

 يعتقد مراقبون بأن الإجراءات القانونية والعسكرية التي اتخذتها الصين بإقليم شنجيانغ ذي الأغلبية الأويغورية المسلمة تعكس تخوفات بكين من اتساع عمليات تنظيم الدولة بأوروبا، وعلاقة ذلك بفرضية انخراط أفراد من قومية الأويغور بالتنظيم، تزامنا مع هواجس انفصال الإقليم.

 

علي أبو مريحيل-بكين

   قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في إقليم شنجيانغ ذي الأغلبية الأويغورية المسلمة إيفاد نحو ثلاثة آلاف معلم إلى المؤسسات التربوية والتعليمية، وذلك ضمن برنامج حكومي لمكافحة الإرهاب والانفصالية وتعزيز الوحدة الوطنية بين الطلاب في الإقليم.

وقال رئيس الحزب جانغ تشون شيان إن الهدف من هذه الخطوة محاربة النزعة الانفصالية، والتطرف الديني الذي من شأنه أن يقود الشباب باتجاه العنف.

وأشار إلى أن مهمة المعلمين هي مساعدة الطلاب على اكتساب فهم أفضل للدور الذي تقوم به الحكومة في الإقليم، وتعزيز الوحدة الوطنية والروابط الاجتماعية، وتوجيههم نحو التكيف مع اللوائح والضوابط الجديدة التي حددتها الدولة.

ويأتي هذا القرار في أعقاب إصدار أول قانون محلي لمكافحة الإرهاب في الصين، يحتوي على 61 مادة ضمن عشرة فصول في الخامس من أغسطس/آب الجاري.

وكانت اللجنة التشريعية لمجلس النواب أشارت في حينه إلى أن التطرف الديني هو الأساس الأيديولوجي للإرهاب، وأن إقليم شينجيانغ بوصفه ميدان المعركة الرئيسي في مكافحة الإرهاب، سيكون النطاق الذي سيتم فيه اختبار فعالية القانون الجديد.

تدريبات عسكرية
لم تنتظر الصين طويلا لاختبار فعالية قانونها الجديد، بل تبعت ذلك بخطوات عملية، ففي 12 من أغسطس/آب الجاري اختبرت الصين 21 قطعة جديدة من المعدات الأمنية والعسكرية، شملت طائرات مسيرة وأجهزة مراقبة دقيقة، وذلك في إطار تدريبات لمكافحة الإرهاب اختبرت قدرة قوات من الجيش الصيني على تنفيذ مهام خاصة في مناطق جبلية.

وشملت العمليات استخدام طائرة مروحية ومركبات قتالية يمكنها الحركة في تضاريس مختلفة.

ولم يتم الإعلان في حينه عن تلك التدريبات التي استمرت خمسة أيام في مدينة كاشغر (جنوب شينجيانغ) لأسباب أمنية.

 ويرى الباحث في شؤون الأقليات الدينية دياو بينغ أن الإجراءات التي تقوم بها السلطات الصينية في إقليم شينجيانغ، من سن قوانين جديدة، وفرض المزيد من القيود، بالإضافة إلى تكثيف تواجدها العسكري، تعكس مدى الهاجس الأمني لدى الحكومة في ظل تصاعد الهجمات الإرهابية في عدد من العواصم الأوروبية، واتساع رقعة العمليات التي ينفذها تنظيم الدولة الإسلامية، التي تدعي الصين -حسب قوله- أن مجموعات من قومية الأويغور تقاتل في صفوفه.

لقاءات
وربط بينغ، في حديثه للجزيرة نت، بين المخاوف الصينية وزيارة جنرال في الجيش الصيني قبل أيام إلىدمشق، ولقائه وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج، وقادة من الجيش الروسي، وإعلانه استعداد الصين لدعم وتدريب الجيش السوري.

ونبّه إلى أنها المرة الأولى التي تعلن فيها بكين دعمها المباشر للجيش السوري منذ بداية الثورة السورية قبل خمسة أعوام.

وأشار بينغ إلى زيارة سابقة قام بها وفد من حركة طالبان إلى الصين في 18 يوليو/تموز الماضي بدعوة من الحكومة الصينية.

وقال إن الزيارة تنبع من خشية بكين من أن يمتد عدم الاستقرار في أفغانستان إلى إقليم شينجيانغ ذي الأغلبية الأويغورية المسلمة.

إلا أن وزارة الخارجية الصينية قالت في ما بعد إن الزيارة جاءت في إطار الدور الذي تقوم به بوصفها عضوا في مجموعة تضم ثلاث دول أخرى هي الولايات المتحدة وباكستان وأفغانستان، لاستئناف محادثات السلام مع طالبان.

وشهد إقليم شينجيانغ توترات متصاعدة بلغت ذروتها خلال مواجهات اندلعت عام 2009 بين سكان الإقليم الأصليين من قومية الأويغور والمهاجرين الجدد من قومية الهان الصينية، أدت إلى مقتل أكثر من مئتي شخص، أعقب ذلك تشديد القبضة الأمنية، وشن حملات اعتقال واسعة طالت آلاف الشباب والنشطاء.

وتتهم بكين الحركة الإسلامية لتحرير تركستان الشرقية بالمسؤولية عن الاضطرابات وأعمال العنف، في حين يؤكد حقوقيون ونشطاء أويغور في المنفى أن القيود التي تفرضها السلطات الصينية على الحقوق والحريات في الإقليم هي السبب في ذلك، وهو ما تنفيه الصين وترفض التعليق عليه.

المصدر:الجزيرة نت