واشنطن بوست: لا بد من تحقيق العدالة لمسلمي الإيغور ومحاسبة الصين

الموسيقار الإيغوري عبد الرحيم حياة

إبراهيم درويش

لندن-“القدس العربي”:
في افتتاحية صحيفة “واشنطن بوست” تحت عنوان “الصين تغسل أدمغة أكثر من إيغوري، ويجب على العالم المطالبة بالعدالة”. وتحدثت في البداية عن وفاة الفنان والموسيقار الإيغوري عبد الرحيم حياة وقالت إن “الحالة الغريبة” له تكشف الكثير عن المعسكرات الصينية ومحاولات السلطات غسل أدمغة مليون مسلم من أقلية الإيغور في إقليم تشنجيانغ في شمال-غرب الصين. وكان حياة استاذ في العزف على “الدوتار” وهي أدلة بوترين. وأعلن في تركيا عن وفاته في واحد من المعسكرات التي بنتها الصين للأقلية الإيغورية. ونفت السلطات الصينية وفاته وأصدرت شريط فيديو قال فيه إنه “في حالة جيدة” ولم يتم التحقق من أصالة الفيديو إلا أن حالة الغموض التي تلف معسكرات الاعتقال تثير أسئلة مقلقة حول ما يجري فيها في وقت تحاول الصين إخفاء وجودها عن العالم. وتشير الصحيفة إلى أن الصين حاولت ولسنوات دمج أقلية الإيغور في غالبية الهان من خلال دفع أعداد من أبنائها للهجرة إلى الإقليم في محاولة لتغيير الطابع الثقافي والديني للمنطقة إلا أن جهود سحق المواطنين زادت وتيرتها في عهد الرئيس الحالي سي جينبينغ الذي قامت حكومته ببناء أرخبيل من المراكز القاتمة وممارسة عملية تثقيف إجباري ومحو الثقافة واللغة والعادات الإيغورية. وفي البداية نفت الصين وجود معسكرات كهذه لكنها عادت واعترفت بأنها مجرد مراكز “إعادة تعليم” ولمنح “تدريب مهني” مجاني. إلا أن الناشطين كشفوا عن الجانب المظلم لها وقالوا إنها محاولة لإجبار السكان التخلي عن ثقافتهم ولغتهم. ويقول الخبراء إن حوالي مليون إيغوري اعتقلوا اليوم من بين السكان البالغ عددهم 11 مليون نسمة. وبحسب دولكين عيسى، رئيس المؤتمر العالمي للإيغور أن هناك مليوني شخص في السجون وذلك بناء على التسريبات القادمة من الصين وعائلات الذين تم الإفراج عنهم. وتشير الصحيفة لتردد الحكومات الخائفة من تنمر الحكومة الصينية وخسارة علاقاتها التجارية مع بيجين كانت بطيئة في ردها على الأزمة. إلا أن الحكومة التركية الدول المسلمة وبأقلية إيغورية كبيرة شجبت الممارسات الصينية واعتبرتها “انتهاكا لحقوق الإنسان الأساسية” للإيغور في تشينجيانغ واعتبرت معسكرات الاعتقال “عار على الإنسانية”.
ودعت الصحيفة الحكومات الأخرى لشجب الإبادة الثقافية هذه. وتقول الصحيفة إن عيسى كان من بين الذين دفعوا الثمن الباهظ كما دفع الإيغوريين في الخارج. فقد قطع التواصل مع عائلته منذ 22 شهرا وتوفيت والدته بدون أي يودعها. واختفى شقيقاه في المعسكرات السرية. واحد منهما استاذ جامعي من بين 338 مثقفا تم توثيق اعتقالهم، وربما كان العدد أعلى. ونقلت الصحيفة عن عيسى حديثه عن تقارير مثيرة للقلق وهي نقل المعتقلين الإيغوريين لمعسكرات سرية أخرى في الصين بشكل يزيد الغموض حول مصيرهم. وتدعو الصحيفة في نهاية افتتاحيتها لتحميل الصين مسؤولية الجرائم ضد الشعب الإيغوري. وهناك تشريع يناقش في الكونغرس لمعالجة الوضع وحان الوقت ليغير العالم موقفه وينكر الجرائم هذه والمطالبة بزيارة المعسكرات بحثا عن الموسيقار المفقود ومليون آخر.