سفير أميركا للحرية الدينية: الصين تشن حربا ضد الأديان

إيغورية ترفع صور أقارب لها بمسيرة في تركيا للتنديد بإجراءات الصين (الجزيرة)

قال سام براون باك سفير الولايات المتحدة للحرية الدينية إن الصين تشن حملة قمع غير مسبوقة ضد الجماعات الدينية، واصفا ذلك بأنها حرب ضد الأديان.

وجاء هذا اليوم الجمعة بعد تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو الأربعاء الذي دعا إلى الإفراج الفوري عن المسلمين الإيغور المحتجزين بمخيمات اعتقال في الصين، وذلك أثناء لقائه بواشنطن إحدى الناجيات التي نددت بعمليات تعذيب واسعة في السجون الصينية بحق الأقلية المسلمة.

وقال السفير -في تصريحات صحفية أدلى بها بمقر الخارجية بالعاصمة واشنطن، فجر الجمعة- إن الصين في حرب مع الأديان لكنها لن تربح هذه الحرب.

وأضاف أن الحزب الشيوعي الصيني لا يثق في أبناء شعبه لدرجة السماح لهم باختيار طريقهم الروحي الخاص. وأوضح أن الحملات الأمنية لحكومة بكين تستهدف المسلمين والبوذيين والمسيحيين.

وقال بهذا الصدد إن الصين أقامت معسكرات اعتقال تستهدف أقلية الإيغور المسلمة، كما حظرت على المجتمع تسمية أطفالهم باسم "محمد".

ومضى "فرضت بكين أيضا قيودا على البوذيين التبتيين (طائفة دينية بوذية) كما قامت بتدمير الكنائس واعتقال رجال الدين المسيحي".

وطالب براون باك الصين بـالتوقف عن السياسات التي تؤدي إلى نتائج عكسية، والإفراج عن جميع المعتقلين تعسفًا وإنهاء الممارسات القمعية.

تنديد
وكانت الصين نددت أمس الخميس بتصريحات بومبيو ووصفتها بأنها "سخيفة للغاية" وتشكل "تدخلا وقحا" في شؤونها الداخلية.

وقال المتحدث باسم الخارجية غينغ شوانغ الخميس إنّ تصريحات بومبيو "سخيفة للغاية وتدخل وقح في الشؤون الداخلية" الصينية. وتابع "حاليا الوضع العام في مجتمع شنغيانغ مستقر.. وكافة المجموعات الإثنية تعيش في تناغم".

وأضاف "ندعو الولايات المتحدة لاحترام الحقائق.. والتوقف عن التشويه الخبيث والاتهامات التي لا أساس لها بحق الجانب الصيني".

وفي 14 مارس/آذار الجاري، وصفت الخارجية الأميركية الانتهاكات التي ترتكبها الصين ضد أقلية الإيغور المسلمة بإقليم تركستان الشرقية (شنغيانغ) غربي البلاد بأنها الأسوأ منذ الثلاثينات (القرن الماضي).

وفي تقريرها السنوي لحقوق الإنسان، قالت الوزارة الأميركية إن الحكومة الصينية كثفت حملتها ضد أقلية الإيغور، واحتجزت تعسفيا ثمانمئة ألف منهم، علاوة على وضع أكثر من مليونين بمعسكرات احتجاز بهدف محو هوياتهم الدينية والعرقية.

غير أن الصين تدعي أن المراكز -التي يصفها المجتمع الدولي بمعسكرات اعتقال- للتدريب المهني، وترمي إلى تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة.

وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود ثلاثين مليون مسلم في البلاد، بينهم 23 مليونا من الإيغور، لكن تقارير غير رسمية تؤكد أن عدد المسلمين يناهز مئة مليون أي نحو 9.5% من مجموع السكان.

وكانت الخارجية التركية قالت إن سياسة الصهر العرقي المنظم -التي تمارسها السلطات الصينية بحق أتراك الإيغور- وصمة عار كبيرة على الصعيد الإنساني.

ومنذ 1949، تسيطر الدولة على إقليم تركستان الشرقية الذي يعد موطن شعب الإيغور، وتطلق عليه اسم شنغيانغ أي الحدود الجديدة.
المصدر : وكالة الأناضول,الفرنسية