كيف يمكن تفعيل قضية تركستان الشرقية والدفع بها في اتجاه حل الأزمة ؟  

 

  لاشك أن قضية تركستان الشرقية ذات أبعاد متشابكة ومعقدة على المستوى الدولي والإقليمي والإسلامي والعربي، إذ على مختلف تلك الأصعدة توجد رغبة لمجاملة الصين وعدم إغضابها والاختلاف الجدي معها . بالإضافة إلى أن المجتمع الدولي الرسمي لايولي قضايا المسلمين الأهمية الجدية التي تدفع بالأمور في اتجاه الحل المناسب ، ولايعدو الاهتمام أكثر من الدعم بالكلمات والمؤتمرات ذات الصبغة الشعبية المحدودة التأثير ، كما أن معظم الدول الإسلامية والعربية تعاني من مشكلات حادة فيما يتعلق بقضايا الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان ، ولذلك وغيره يصعب عليهم التعامل مع المواقف المماثلة ففاقد الشىء لايعطيه ، ومن كان بيته من زجاج فلا يقذف غيره بالأحجار.

ولكن هذا لا يدعونا أبدا لليأس والتوقف عن العمل من أجل قضية تركستان وغيرها من قضايا المسلمين، بل ولنصرة كل مضطهد في العالم . وذلك حتى نعذر إلى الله يوم الحساب - يوم لن تنفع الصين ولا غيرها - وسوف نصل يوما ما إلى نتيجة إذا ما داومنا على العمل الجاد ، وحتما ستتغير الظروف والأشخاص ، وقد نجد سريعا أن اللحظة المواتية للأفضل وتحقيق الأحلام قد أتت، لذا يجب أن نكون على استعداد وإعداد جيد لتك اللحظة الفارقة .

 فيجب أن تظل القضية مطروحة وتتمتع بالحيوية على أرض الواقع وفى الوجدان .

لذا أقترح بعض الأفكار مع طرح الأمر للبحث وتقديم الأفضل .

- البدء على الفور بتشكيل فريق على مستوى عالٍ من الكفاءة للدعاية والاتصال بكافة المنظمات الدولية والإسلامية والعربية مثل : الأمم المتحدة ، التعاون الإسلامى وهيئة حقوق الإنسان بها ، الجامعة العربية ، مشيخة الأزهر ، الجامعات المختلفة والمراكز البحثية المتخصصة ، منتديات التعاون العربى الصينى وغيرها ، ودعوتهم لحضور الفعاليات التركستانية الهامة ، لشرح وتوضيح قضية الأويغور، وتصحيح صورتهم التي تحاول الصين تشويهها .

هذا الأمر هام للغاية ، اذ كيف يمكن للآخرين الحكم على نزاع لايملكون عن طبيعته معلومات مباشرة ، إنه من الضرورى التواصل المستمر على كافة المستويات ، وكما يقول الفلاسفة تكلم حتى أراك . فمن أنت ، كيف تعيش ، وماقضيتك ، وما مطالبك ؛ إن معركة الدعاية واكتساب الأنصار صعبة وطويلة ولكنها حتمية ، إنها ستمهد الواقع نحو مستقبل أفضل للشعب التركستانى ، وأي تأجيل لها يعنى إخلاء الساحة الدولية للإعلام الصينى لمزيد من التشويه للشعب الأويغوري وقضيته العادلة وتكريس للوضع السيء الذى يعاني منه شعب الأويغور ، كما أنه تأجيل لمواجهة لامفر منها قد نرغم عليها فيما بعد فى ظروف أسوأ ، كما أن قوة أي طرف فى الدفاع عن حقوقه تعتمد على قوته الذاتية وقوة التحالفات التى يعقدها.

- العمل الدؤوب للحصول على الوثائق التى تؤكد الهوية المستقلة للشعب التركستاني وعلى استقلالية تركستان الشرقية قبل الاحتلال الصيني لها عامي 1760م ، 1949م وذلك من مختلف الأرشيفات : العثماني ، الروسي ، البريطاني ، الياباني ، والصيني وتقديم هذه الوثائق للمنظمات الدولية ونشرها ، وهذا يفيد في تقرير وإثبات أن الوجود الصينى في تركستان يعتبر احتلال ومن ثم تجوز مقاومته طبقا للمعايير الدولية .

- الاهتمام بكتابة ونشر السير الذاتية والمذكرات الشخصية للتركستانيين من ساسة وطلبة ، عمال،  أئمة ، مزارعين ، السيدات والأمهات . وإلقاء الضوء على الأدب التركستاني ، العادات والتقاليد ، الطعام والطب الأويغوري . وذلك للإبقاء على حيوية القضية وتواصل وانتقال وتعريف الأجيال والآخر بتركستان الشعب والحضارة .

- إنشاء قاعدة بيانات عن الإمكانيات الاقتصادية والتجارية لتركستان الشرقية وتشجيع رجال الأعمال والشركات لإقامة روابط وعلاقات اقتصادية وتجارية مع المنطقة بعيدا عن أي توجهات سياسية . وكذلك تشجيع السياحة إلى المنطقة.

- حث الساسة والمنظمات الأهلية والإسلامية الدولية كالتعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية على الاهتمام بقضية وشعب تركستان الشرقية ، وحتما سنجد يوما ما قيادة أو منظمة ستتعاطف مع القضية والشعب التركستاني.  

- باستمرار العمل ومع التقييم المستمر له وللنتائج المتحققة على المدى القريب والبعيد لتصحيح وتفعيل العمل أكثر سنحصل على نتائج جيدة .

- يقول غاندي ( فى البدء يتجاهلونك ثم يسخرون منك وقد يحاربونك ثم تنتصر)

- كن مصمما وتغلب على الصعاب ولاتخشى من التضحية.

النتائج المتوقعة  والأهداف

  • تصحيح صورة الأويغور والتعريف بالقضية.
  • إمكانية إدخال تركستان فى برامج التدريس بالجامعات في العالم الإسلامى وغيره.
  • الحصول على الدعم المادي والمعنوي للجمعيات التركستانية وللطلاب.
  • إعطاء وضع عضو مراقب في المنظمات الدولية لإحدى المنظمات التركستانية.
  • تعزيز المطالبة بتفعيل الحكم الذاتي داخل تركستان وتحسين الصين لملف حقوق الإنسان في تركستان.
  • تقليص العلاقات السياسية والاقتصادية بين الصين والعالم الإسلامى على خلفية القضية ، والتهديد بالاعتراف السياسي بتايوان.
  • فتح مكاتب للمنظمات الدولية كالتعاون الإسلامي على وجه الخصوص في تركستان.
  • إن هناك حتمية سياسية وأخلاقية على الصين لكى تطبق سياسات عادلة وسلمية على الأرض في الإقليم حتى تهدأ الأوضاع ، وعندما تصبح الصين أكثر ديموقراطية في الإقليم ويصبح صوت الأويغور مؤثرا في إدارة شئون بلدهم ، وعندما تحترم شعائرهم الدينية وحريتهم في أدائها وأيضا هويتهم الثقافية ، وتتحسن ظروفهم الاقتصادية والمعيشية ، ويختفي القمع والظلم ؛ سيشعر الجميع بالثقة المتبادلة وسيتحول من يميلون للعنف كحل أخير ويائس إلى آليات ووسائل سلمية لحل الصراع عوضا عن اللجوء إلى المواجهة المباشرة بشتى أشكالها .

 دائما وبعد الصراعات والحروب يجلس الجميع للتفاوض كى يحل السلام ، فلماذا لايحل السلام دون صراع .؟

              د/ عز الدين الوردانى

المتخصص في شئون آسياالوسطى وتركستان