الناجية من معسكر الأويغور، زمرد داوود، تحضر حدثاً حول الحرية الدينية العالمية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، 23 سبتمبر 2019.
وُلدت زمرد داوود ونشأت في أورومتشي، عاصمة منطقة شينجيانغ (تركستان الشرقية). تزوجت من عمران محمد وهو رجل أعمال باكستاني في عام 2005. وفي 31 مارس 2018، تم إستدعاؤها من قبل لجنة شارع حي التنمية العلمية في أورومتشي، وأُعتقلت فيما يسميه السكان المحليون بسجن بي زان، وهو ما يطلق عليه مركز إعادة التربية في منطقة التنمية العلمية. وهذا المرفق هو واحد من العديد من الأماكن التي يُعتقد أن السلطات قد احتجزت فيها ما يصل إلى 1.5 مليون من الأقليات العرقية المسلمة المتهمة بإيواء "التطرف الديني" وأفكار "غير صحيحة سياسياً" منذ أبريل 2017.
وأُفرج عنها من المعسكر في 2 يونيو 2018، وقررت مع زوجها العودة إلى باكستان. غير أن السلطات طالبت بدفع غرامة قدرها 18,000 يوان ($3,000) لطفلها الثالث الذي ولد خارج حدود تنظيم الأسرة، قبل إعادة جوازات سفرهم. وعلى الرغم من دفع الغرامة، طالبت السلطات بالخضوع لعملية تعقيم أولاً. وقد غادرت الصين إلى باكستان في يناير وانتقلت إلى واشنطن مع زوجها وأطفالها الثلاثة في أبريل. وتحدثت إلى جولشهرا هوجا من إذاعة آسيا الحرة قسم الأويغور في 20 سبتمبر.
إذاعة آسيا الحرة: ما هو المعسكر الذي أُعتقلت فيه وأين يقع؟
زمرد داوود: هناك معسكر واحد في كل حي في أورومتشي. وقد وُضعت في المعسكر في منطقة التنمية العلمية. وعندما احتجزونا، لم يفصحوا عن أي معلومات تتعلق بالمكان الذي تم نقلنا إليه، وماذا الذي حدث لنا، أو إذا كنا مسجونين، ولا شيء على الإطلاق. سمعت فقط مصطلح "المعسكر" بعد وصولي إلى الخارج. إنهم يستخدمون الكلمة بطريقة جميلة جداً: يقولون إنك ستذهبين للدراسة.
إذاعة آسيا الحرة : إذن أنت لم تحصلي على أي طعام أو شراب طوال الليل؟
زمرد داوود: لا، لم يعطوني حتى الماء. وكان المكان يسمي بي زان، ويقع داخل الحي الذي أعيش فيه. كان يطلق عليه مركز إعادة التأهيل لذا أُخذت إلى هناك لكن أولاً أخذوني إلى المستشفى وهذا ما يفعلونه يأخذونك إلى المستشفى فقط بعد إزالة الغطاء الأسود من فوق رأسي ثم أدركت إنني في المستشفى، رأيت الشرطة في الزي الرسمي في كل مكان، وأيضا أشخاص يتجولون، يرتدون المعاطف البيضاء، لذلك خمنت إنني كنت في المستشفى.
إذاعة آسيا الحرة : هل قاموا بفحص شامل؟
زمرد داوود: نعم، سحبوا عينات الدم أولاً، ثم التصوير بالآشعة السينية على أعضائي الداخلية.
إذاعة آسيا الحرة : هل كان كل الأشخاص الذين رأيتهم مكبلين بالأصفاد ؟
زمرد داوود: نعم، أخذوا الجميع مكبلين بالأصفاد هناك. وهناك العديد من النساء اللاتي يخضعن للفحص. لقد اختبروا عيني وأخذوا بصمات أصابعي قبل نقلي إلى ما يشبه السجن، حالما تم نقلي إلى الداخل كنت أعلم إنه السجن. بكيت كثيراً وشعرت بالضعف، حيث ظل أطفالي يظهرون أمام عيني. أُخذت إلى غرفة وأُمرت بتغيير ملابسي إلى زي السجن. وكان هناك ضباط شرطة من الذكور حاضرين. لذلك سألت الأنثى في لهجة المرافعة، هل بإمكانك الطلب من الضباط لمغادرة الغرفة من فضلك؟ صرخت في وجهي: هذا ليس منزلك حيث تحصل على التدليل، في هذا المكان نحن لا نميز بين الذكور أو الإناث، يجب تغيير ملابسك أثناء حضورهم.
إذاعة آسيا الحرة : كم عدد الضباط الذكور الذين كانوا موجودين في الغرفة؟
زمرد داوود: ثلاثة.
إذاعة آسيا الحرة : هل كانوا يراقبونك اثناء تغيير ملابسك؟
زمرد داوود: نعم، ضربتني الضابطة الأنثى وهي تصرخ: إذا أمرتك بخلع ملابسك، فيجب عليك القيام بذلك. هذا ليس منزلك. (زمرد تبكي) وعدت نفسي ألا أبكي قبل مجيئي إلى هنا.
إذاعة آسيا الحرة : هل أعطتك سلطات المعسكر دواء؟
زمرد داوود: أعطونا الدواء كل يوم. بعد أخذها أصبحنا مخدرين عاطفياً. علي سبيل المثال لم نتمكن من التفكير في أطفالنا الصغار أو الآباء المسنين، كل ما يمكننا التفكير فيه هو كيفية قضاء اليوم. شعرت بأني ثقيلة، كما لو كنت هامدة. حتى الآن، وبعد مغادرة المعسكر منذ فترة طويلة لم تكن هناك أي دورة شهرية.
إذاعة آسيا الحرة : هل علمت فجأة بإطلاق سراحك في ذلك اليوم أم أنك عرفتٍ مقدماً؟
زمرد داوود: لا، لم يتم نقلي حتى إلى مركز الشرطة في منطقتنا. قالوا، تعالي معنا. لم أكن أعلم إذا كانوا سيأخذونني للإعدام أو لمكان أسوأ؟ لم يكن لدي أي فكرة. كما أخذوني مع غطاء أسود على رأسي ومكبلة بالأصفاد، واعتقدت أنهم قد يأخذونني إلى الخارج وإطلاق النار علي. عندما أزالوا غطاء الرأس كنت خارج مركز الشرطة. عند الدخول وأثناء الجلوس رأيت زوجي، واعتقدت، والحمد لله، أنه سيفرج عني اليوم.
إذاعة آسيا الحرة : أخبرينا كيف ضغطت عليك السلطات للموافقة علي الخضوع لعملية التعقيم القسري؟
زمرد داوود: قدم لي مكتب تنظيم الأسرة خطاباً وقال: أن أعود إلى التاريخ المذكور في الخطاب سنقدم لك عملية مجانية لمنعك من الحمل. عندما سمع زوجي هذا تدخل، هل يجب عليها أن تخضع لهذا الإجراء. أعلم إنه سيؤثر على صحتها طالما لن تحصل على المزيد من الأطفال، أليس ذلك جيداً بما فيه الكفاية؟ قالوا، إذا لم تمتثل للأوامر فيمكن أن يتأثر دخولك إلى البلاد مرة أخرى في المستقبل، وأيضا سيتأثر تعليم أطفالك. وفي ذلك اليوم أُخذنا جميعاً نحن الخمسة إلى مكتب تنظيم الأسرة. وهناك أيضاً العديد من النساء الأخريات اللاتي يتم إحضارهن إلى هناك من مناطق أخرى.
في يوم إجرائي للعملية، أُخذت داخل غرفة العمليات، كل ما أتذكره هو إنني أُعطيت شراباً. عندما فتحت عيناي وجدت نفسي في ممر طويل، مع سبع أو ثماني نساء أخريات. ولم يكن هناك طاقم طبي أو أطباء أو ممرضات. كان يوماً بارداً جداً، وكنت مغطاة بملاءة سرير رقيقة فقط. ولم يُسمح لأحد بالزيارة من الخارج.
عندما نظرت حولي سمعت النساء الأخريات تئن من الألم. وبمجرد أن يزول تأثير التخدير، شعرت بألم حاد في بطني السفلي. أراد زوجي أن يكون معي ذلك اليوم، لكنهم رفضوا. ولم يُسمح لأي فرد من أفراد الأسرة بمرافقة أي شخص.
تقرير جولشهرا خوجا لإذاعة آسيا الحرة قسم الأويغور. ترجمت من قبل لإذاعة آسيا الحرة.
https://www.rfa.org/english/news/uyghur/interview-inmate-09242019174449.html