مبعوث الولايات المتحدة للحرية الدينية يحث العالم الإسلامي على التحدث عن الأويغور المحتجزين

يتحدث سام براونباك، سفير الولايات المتحدة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، مع إذاعة آسيا الحرة خلال مقابلة في واشنطن، 17 أكتوبر 2019.

 دعا السفير الأمريكي العام للحرية الدينية الدولية سام براونباك يوم الخميس العالم والدول ذات الأغلبية المسلمة على وجه الخصوص إلى إستعادة شجاعتهم ومواجهه الصين بسبب إعتقالها لحوالي 1,5 مليون مسلم من الأويغور في إقليم شينجيانغ المستقل ذاتياً (تركستان الشرقية).

 وقال براونباك، وهو عضو سابق في الكونغرس الأمريكي وحاكم الولاية، لإذاعة آسيا الحرة قسم الأويغور في مقابلة إن واشنطن تركز على تسليط الضوء على معسكرات الإعتقال وغيرها من الإنتهاكات التي يتعرض لها نحو 11 مليون من المسلمين الناطقين بالتركية في شينجيانغ.

وقال هذا وضع مروع لحقوق الإنسان يحدث لأكثر من مليون مسلم في معسكرات الاعتقال، في حين أن الأشخاص الذين لا يوجدون في معسكرات الاعتقال هم في نوع إفتراضي من معسكرات الإعتقال، مع جميع الكاميرات الأمنية وأنظمة الذكاء الإصطناعي.

وأضاف، إننا نسلط الضوء على العالم بأن هذا ما تفعله الصين لسكانها من الأقليات المسلمة.

 

وفي عام 2019، إستضاف براونباك وغيره من مسؤولي إدارة ترامب مؤتمرات الحرية الدينية رفيعة المستوي في وزارة الخارجية الأميركية والأمم المتحدة، وركز كلا من الحدثين تركيزاً شديداً على القمع الصيني للأويغور الذي يحدث منذ فترة طويلة ولكنه اشتد في أوائل عام 2017.

 ومنذ أبريل 2017، تم إحتجاز ما يصل إلى 1,5 مليون من الأقليات العرقية المسلمة المتهمة ب "التطرف الديني " وأفكار "غير صحيحة سياسياً". وقد أظهرت التقارير التي تقدمها إذاعة آسيا الحرة قسم الأويغور ووسائل الإعلام الأخرى إن أولئك الموجودين في المعسكرات يواجهون بشكل روتيني معاملة قاسية على أيدي المشرفين عليهم، ويعانون من سوء التغذية والظروف غير الصحية.

 وقال براونباك، إننا نشير إلى العالم بأن هذا هو ما تفعله الصين وأن رد الصين كان حقاً مجرد تهديد بأن هذا نوع من الجهود المناهضة للإرهاب لحبس مليون شخص.

وأضاف لكن إجاباتهم لا أعتقد أنها كانت جيدة أو دقيقة، أو نقوم بالعدالة حقاً في الموقف.

 وعلي الرغم من أن بكين نفت في البداية وجود معسكرات لإعادة التعليم، إلا أن الصين حاولت تغيير النقاش، واصفة المرافق بأنها "مدارس داخلية" توفر التدريب المهني للأويغور، وتثبط التطرف وتساعد في حماية البلاد من الإرهاب.

 وقد دعا مكتب براونباك بالإضافة إلى دبلوماسيين أمريكيين مراراً وتكراراً الدول ذات الأغلبية المسلمة ومنظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة لمواجهة الصين حول أزمة الأويغور-ولكن دون جدوى.

 وأضاف في إجابته عندما سألته إذاعة آسيا الحرة قسم الأويغور عن رد فعل العالم الإسلامي بشأن محنة الأويغور "أشعر بخيبة أمل في صمتهم".

"آمل أن يبدأ الناس في هذه الدول ذات الأغلبية المسلمة في سماع ما يحدث مع الأويغور وسوف... ترفع أصواتهم وتجبر قيادتهم على التحدث بشكل أكثر فعالية ضد ما تقوم به الصين.

يحتاج الناس إلى استعادة شجاعتهم

وقد استشهد العديد من الدول الآسيوية بالنفوذ الإقتصادي الهائل للصين بإعتباره السبب الرئيسي الذي يجعل قلة من الدول ذات الأغلبية المسلمة مستعدة لتحدي الصين.

 وقد صرح رئيس الوزراء مهاتير محمد لوكالة "بينارنيوز" التابعة لإذاعة آسيا الحرة خلال مقابلة أجرتها معه في نيويورك الشهر الماضي على هامش الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة أن القوة الدبلوماسية والإقتصادية للصين ربما تكون قد منعت الدول الإسلامية من إنتقاد قمع الصين للأويغور.

وقال الزعيم البالغ من العمر 94 عاماً لبينار نيوز "لأن الصين دولة قوية جداً". "أنت لا تحاول فقط وتفعل شيئاً من شأنه أن يفشل على أية حال، لذلك فمن الأفضل أن تجد بعض الطرق الأخرى أقل عنفاً لا لمعاداة الصين أكثر من اللازم، لأن الصين مفيدة بالنسبة لنا.

مع ذلك ذكر براونباك، إن "التاريخ لن يسامح صمتهم".

  أعتقد أن الناس بحاجة إلى إستعادة شجاعتهم-إن الكثير من الناس يخافون فقط من المال الصيني. حيث ستعاقبهم الصين بطريقة ما إقتصادياً، أو ستحجب إتفاقاً تجارياً معهم.

 كما انضم الكونغرس الأمريكي إلى الحملة التي قام بها براونباك ووزارة الخارجية لوقف الإعتقالات، وهو يناقش التشريعات التي تسعى إلى المساءلة عن الحملة القمعية القاسية التي تشنها الصين على الأويغور. سيعين قانون الأويغور لسياسة حقوق الإنسان منسقاً خاصاً لوزارة الخارجية في شينجيانغ وسيطلب تقارير منتظمة عن المعسكرات وشبكة المراقبة والتهديدات الأمنية التي تشكلها الحملة القمعية.

 ويدعو المشرعون في الولايات الأمريكية إلى فرض عقوبات بموجب القانون العالمي لماغنتسكي، والتي وضعت في البداية للتعامل مع إنتهاكات حقوق الأقليات في روسيا، وعلى سكرتير حزب شينجيانغ تشن تشوانجوو والمسؤولين الصينيين الآخرين الذين يقودون قمع الجماعات العرقية الأويغورية والأقليات المسلمة الأخرى في المنطقة.

التقرير من قبل عالم سيتوف تابع لإذاعة آسيا الحرة قسم الأويغور. كتبه بول إيكرت.

https://www.rfa.org/english/news/uyghur/brownback-muslim-10172019181348.html