انتقادات أميركية جديدة لممارسات صينية في سجن اللأويغور
الخلاف بين الصين والولايات المتحدة بدأ يأخذ منحى آخر من خلال النبش في العقيدة والتدخل الواضح لكل منهما في الشأن الداخلي للطرف الآخر.
واشنطن- قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ما زالت تشعر بقلق عميق من عدة تقارير تتحدث عن أن الحكومة الصينية قامت “بمضايقة وسجن واحتجاز” أفراد من أسر نشطاء من المسلمين الأويغور ومن قصص نشرها من نجوا من معسكرات شينجيانغ.
وأضاف بومبيو في بيان أن بعض الحالات تعرضت لإساءة المعاملة بعد فترة وجيزة من لقاء نشطاء مع مسؤولين بارزين في وزارة الخارجية الأميركية.
وكرر الوزير الأميركي دعوة واشنطن لبكين للإفراج عن كل المحتجزين، والكف عن المضايقات التي يتعرض لها الأويغور الذين يعيشون خارج الصين.
وتأتي هذه الانتقادات الأميركية الجديدة لممارسات صينية في سجن اللأويغور، بعد أيام عن شن بومبيو ذاته هجوما لاذعا على الصين، متهما إياها ”بمعاداة الولايات المتحدة حقا”.
وقال آنذاك إنه يعتزم في الأشهر المقبلة إلقاء سلسلة خطب يتناول فيها قضايا تتعلق ببكين، من العقائدية إلى التجارة وصولا إلى جهودها للتأثير داخل الولايات المتحدة.
ولم يكتف في ذاك الوقت بانتقاد قمع الصينيين لمسلمي سجن الأويغور، بل انتقد كذلك ممارسات بكين لتطويق الاحتجاجات في هونغ كونغ.
تخشى العديد من الأطراف الفاعلة دوليا، على غرار الدول الأوروبية، أن تمتد مخلفات الصراع الأميركي الصيني التجاري إليها، حيث تعد أوروبا سوقا يتنافس عليها الطرفين
ويرى مراقبون أن الخلاف بين الصين والولايات المتحدة بدأ يأخذ منحى آخر من خلال النبش في العقيدة والتدخل الواضح لكل من القوتين العالميتين في الشأن الداخلي للطرف الآخر.
وقال، “الحزب الشيوعي الصيني يقدم لشعبه وللعالم نموذجا مختلفا بالكامل للحوكمة، إنه نموذج يحكم فيه حزب لينيني، ويجب على الجميع أن يفكر ويتصرف وفق إرادة النخب الشيوعية”.
وأضاف، “هذا ليس مستقبلا أريده، وأيضا ليس مستقبلا يريده الشعب الصيني الذي يحب الحرية”.
ويأتي هذا التوتر مع تواصل المباحثات من أجل إبرام اتفاق تجاري أولي تقول الولايات المتحدة والصين إنهما باتا على مسافة قريبة من صياغته النهائية. وبعد أشهر من الحرب التجارية بين البلدين لم يتجرأ أي طرف منهما على سحب الرسوم الجمركية، التي قد تم فرضها في الأشهر الأخيرة.
ويتزامن كلام بومبيو في أعقاب خطاب مشابه كذلك لنائب الرئيس مايك بنس الأسبوع الماضي، وسط الحرب التجارية المستعرة بين بكين وواشنطن، والتي كان قد أعرب ترامب عن أمله في إيجاد حلول لها قريبا.
وتخشى العديد من الأطراف الفاعلة دوليا، على غرار الدول الأوروبية، أن تمتد مخلفات الصراع الأميركي الصيني التجاري إليها، حيث تعد أوروبا سوقا يتنافس عليها الطرفين.
ويؤكد هذا التنافس حديث رئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة أورسولا فون دير لاين، التي أكدت أنه قد لا يمر وقت طويل قبل أن يجد الاتحاد الأوروبي نفسه محصورا بين قوتين هائلتين؛ هما الصين والولايات المتحدة.