بدأت مع الإيغور.. الصين تستخدم الحمض النووي لتحديد معالم الوجوه بمساعدة غربية

الصين تحاول استخدام الحمض النووي لتطوير تقنيات التعرف على الوجه (رويترز)

بهدف السيطرة على جماعة عرقية مسلمة، لجأت الصين إلى تقنية النمط الظاهري للحمض النووي، مما أثار الكثير من القضايا الأخلاقية المتعلقة بموافقة المواطنين على جمع هذه العينات من الدم.
 
في تقريرهما الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، قال الكاتبان سوي لي وي وبول موزور إن المسؤولين بمدينة تومتشوك في مقاطعة سنجان ذات الأغلبية المسلمة جمعوا عينات من دم المئات من الإيغور، في محاولة لإيجاد طريقة لاستخدام عينة من الحمض النووي لإنشاء صورة لوجه الشخص.

وذكر الكاتبان أن هذه التقنية، التي يجري تطويرها في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، هي في المراحل الأولى من التطوير ويمكنها إنتاج صور تقريبية جدا. لكن بالنظر إلى الممارسات القمعية التي تسلط على منطقة سنجان، يخشى خبراء الأخلاقيات في العلوم أن الصين تنشئ أداة يمكن استخدامها لتبرير وتكثيف التنميط العنصري وغيره من أشكال التمييز التي تستهدف بها الحكومة الصينية الإيغور.
 
وحسب الخبراء، قد يكون من الممكن للحكومة استخدام الصور الناتجة من عينة من الحمض النووي في أنظمة المراقبة الجماعية والتعرف على الوجه بهدف تشديد قبضتها على المجتمع الإيغوري وتحسين قدرتها على تعقب المنشقين والمتظاهرين وكذلك المجرمين.

وتجري بعض هذه الأبحاث في مختبرات تشرف عليها وزارة الأمن العام الصينية، بقيادة عالميْن صينيين يعملان مع الوزارة في مجال التقنية ويحظيان بتمويل من مؤسسات أوروبية.

وقد نشرت المجلات العلمية الدولية نتائجها دون التحقق من أصل الحمض النووي المستخدم في الدراسات أو مراعاة المسائل الأخلاقية المتعلقة بجمع هذه العينات من المواطنين في سنجان.

وفي الأوراق العلمية البحثية، أكد العالمان الصينيان أنهما اتبعا المعايير التي وضعتها جمعيات العلماء الدولية، والتي تقضي بأن يقدم المواطنون في تومتشوك الدم بشكل طوعي. لكن في الحقيقة، ليس لدى المواطنين في سنجان أي خيار، حيث تجمع الحكومة الصينية عينات الدم تحت مظلة برنامج فحص طبي يكتسي طابعا إلزاميا، وذلك حسب ما ورد في تصريحات الإيغور الذين فروا من البلاد.

وتجدر الإشارة إلى أن الشرطة منعت مراسلي صحيفة نيويورك تايمز الأميركية من إجراء مقابلات مع سكان مدينة تومتشوك، مما جعل التحقق من موافقتهم مستحيلاً، فضلا عن اختفاء العديد من السكان وتجريف وتدمير أحياء بأكملها.

وفي هذا السياق، أوضح عدد متزايد من العلماء ونشطاء حقوق الإنسان أن الحكومة الصينية تستغل انفتاح المجتمع العلمي الدولي على الأبحاث حول الجينوم البشري لتسخيرها في أغراض مريبة.

وأكد الكاتبان أن الصين تستكشف بالفعل استخدام تقنية التعرف على الوجه لتصنيف الناس حسب أعراقهم. كما أنها تبحث في الطرق التي تساعدها على استخدام الحمض النووي لمعرفة ما إذا كان الشخص من الإيغور.

وفي هذا الإطار، أفاد مارك مونسترهيلم، الأستاذ المساعد في جامعة وندسور في أونتاريو والذي يهتم بمدى اهتمام الصين بالتقنية، بأن "الحكومة الصينية تنشئ هذه التقنيات بهدف تعقّب الناس".

المصدر : نيويورك تايمز