ثمن دراستي في الخارج كان مرتفعًا جدًا: طالب جامعة الأزهر السابق

نور محمد برهان في بلجيكا، مارس 2020.

2020-06-26

  نور محمد برهان، ولد ونشأ في مدينة كورلا، وسط منطقة شينجيانغ (تركستان الشرقية)، مثل ملايين الشباب الأويغور الذين لا تقبلهم الصين في نظام الجامعات الصينية، لم يتمكن برهان مواصلة دراسته في وطنه، وبمساعدة والده - وهو إمام مسجد في قريته – حاول لأكثر من عام ونصف العام للحصول على جواز سفر من المسؤولين الحكوميين، غادربرهان شينجيانغ في 2014 لمتابعة الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر بالقاهرة، مصر.

 في عام 2016، سمع برهان أنباء مزعجة حول الوضع السياسي المتدهور في شينجيانغ من والده، الذي حثه على العودة إلى البلاد، وكان يحثه على الأرجح بناء على طلب من السلطات المحلية. بعد سماع أخبار الطلاب الذين اختفوا بعد وصولهم إلى مطار أورومتشي واعتقادًا بأن حياته ستكون في خطر إذا عاد، قرر برهان عدم العودة. 

 اعتبارًا من أوائل يوليو 2017، تم اعتقال الطلاب الأويغور في مصر، أغلبهم طلاب الأزهر، حملة الاعتقال كانت من المطاعم والمنازل، مع احتجاز آخرين في المطارات أثناء محاولتهم الفرار إلى بلدان أكثر أمانًا. يعتقد أن الاعتقالات جرت بناء على أوامر من بكين. تم اعتقال برهان في تلك الحملة وأمضى شهرين في سجون مصر، لكنه تمكن لاحقًا من السفر إلى تركيا ثم إلى بلجيكا، حيث يعيش هناك.

 لقد مر أكثر من ثلاث سنوات منذ أن فقد برهان الاتصال بوالده، الذي يعتقد أنه إما مسجون أو محتجز في إحدى معسكرات الاعتقال الواسعة، حيث تحتجز السلطات الصينية ما يصل إلى 1.8 مليون من الأويغور والأقليات المسلمة الأخرى منذ أبريل 2017. 

 برهان لديه زوجة وابن صغير تركهما عند والديه في بلاده، لم يسمع بهم منذ سنوات. لم يتمكن من الحصول على معلومات حول أفراد عائلته من الأصدقاء أو السلطات في المنطقة. 

  تحدث برهان مؤخرًا إلى إذاعة آسيا الحرة حول ما إذا كان قد اتخذ قرارا صحيحا بعدم العودة إلى وطنه، لأنه من المحتم كان ينتهي به الأمر إلى الاحتجاز إلى جانب والده.

  يقول برهان: كانوا دائمًا يحضرون بوالدي إلى مكتب الأمن القومي الرئيسي في كورلا، ويسألونه أسئلة مثل، متى يعود ابنك؟ ويجب أن يعود. يضغطون عليه كثيرا. اختفى جميع الطلاب الذين عادوا من مصر في 2017 من مطار أورومتشي.

 أيا كان الأمر، وإذا علم والداي أنني معتقل في معسكر أو السجن، وأنني سأحتجز لسنوات عديدة، فسوف يفقدون وعيهم بالتأكيد. سيشعرون بالانزعاج الشديد وسيصابون بمرض خطير. بهذه الطريقة، كنت أتعرض للدمار، وسوف يدمر والدي وأقاربي أيضًا. لذا، قررت البقاء في الخارج، ولم أغادر.

 لتحقيق أحلامي تركت وطني تركستان الشرقية وذهبت إلى مصر، لأنني أردت أن أدرس جيدًا وأصبح شخصًا قادرًا ومفيدًا لشعبي. لكنني لم أتخيل أبداً أنني سأضطر للهروب من مصر ولن أتمكن من العودة إلى وطني، ويتم حرماني من رؤية زوجتي وابني.


 أخبار مقطوعة منذ سنوات


  أحيانًا أفكر في الأمر: والدي الآن في الخمسينات من عمره، ويعاني من الاضطهاد الصيني الوحشي. لم ترد أنباء عنه طوال السنوات الثلاث الماضية. هل هو على قيد الحياة؟ هل هو ميت؟ إذا كان على قيد الحياة، كيف حاله؟ ما الذي يفعل؟ أنا أتجول في الخارج، وحدي، غير قادر على العودة. ماذا يمكن أن أفعل؟ أمضي أيامي مع هذا القلق. فقدت الاتصال بيني وبين أسرتي في مايو 2017. بعد عدة أشهر من انقطاع الاتصال، سمعت من أشخاص آخرين أن والدي قد تم إرساله إلى معسكر اعتقال، وتم احتجازه لمدة عام. لكن ليس لدي أي معلومات أخرى غير ذلك.

 أجد نفسي لا أريد القيام بأي عمل، أشعر بالاكتئاب. أبي وأمي، زوجتي وابني وأقاربي إنهم جميعًا في الوطن. أنا الوحيد في الغربة.

  أتساءل ما الذي سيحدث لي، أشعر بالاكتئاب. أتخيل لو عدت إلى وطني، فمن المحتمل أنهم قد اختفوا، ليتني أعود وألقى نفس مصير والداي وكلنا معتقلون في معسكر واحد ومصيرنا واحد...


 إعداد شوهرت هوشور لإذاعة آسيا الحرة (RFA). ترجمه إليز أندرسون. كتبه بالإنجليزية جوشوا ليبس.


https://www.rfa.org/english/news/uyghur/student-06262020141646.html