المسلمون الأويغور لم يتمكنوا من إسماع أصواتهم!

  قد تحول العالم إلى قرية صغيرة. فما يحدث في القطب الشمالي أو الجنوبي يمكن أن يصل إلى العالم أجمع في دقائق معدودة. لكن من المؤسف جدا أن لا يجد إخواننا المسلمون في تركستان الشرقية الذين أغتصبت حقوقهم أي مجال أو واسطة لإسماع أصواتهم إلى العالم في عصر التكنولوجيا والمعلومات والإتصالات.

 الإعلام الذي تسلط عليه العالم الرأسمالي الظالم لا يخدم العدالة ولا المظلومين بل يخدم منافع الرأسماليين الظالمين. الإعلام الذي بوسعه أن يصل إلى أقاصي الأرض ويحكي للعالم قصة الحوت الذي يحاول البقاء في الحياة ويشغل العالم بها يتهرب من إعلام العالم عن مأساة تركستان الشرقية وعن الظلم والإضطهاد الذي يلاحقهم ببضع كلمات لا يغني عن قضيتهم شيئا.

بعض وسائل الإعلام التي تخدم الإمبريالية والإستعمار الذين يحسبون ألف حساب ولكن تخدع المظلومين  وتزين لهم القول و تقول لهم: نحن معكم، وفي الحقيقة لا تحاول تلك الوسائل تغيير شئون المجتمعات التي تدعي أنها تدعمهم، ولا تعمل أي شيئ لدفع الظلم عنهم.

 في بعض الأزمان يزعمون أنهم يدعمون الأكراد المظلومين وفي بعض الأزمان يدعمون أهل القفقاس المظلومين وأحيانا يدعون أنهم يدعمون الأفارقة المظلومين الفقراء، لكنهم في الحقيقة لم يدعموا أيا من المظلومين ولا ساندوهم، بل يحسبون حسابهم لإستعمار هؤلاء واستهلاك مواردهم.

تتغير موازين القوى السياسية في العالم وفي تركيا بسرعة البرق، والقوى السياسية العالمية سائرة في طريق التفكك لذا ينتجون إستراتيجيات كثيرة لبقاء أطول. لكن مهما كان التنسيق والترتيب فإن ما يفعله الظالمون لم يتغير قط. الظلم يزداد يوما بعد يوم، والإستعمار كذلك... في وقت يستمر فيه المناظرات حول الموازنات السياسية في المجال الإجتماعي يترك المسلمون الأويغور الذين يتعرضون لظلم وبطش الصين ومحاولة محو وجودهم من على الأرض لحالهم، لا داعم لهم ولا سند.

 تحاول السلطات الصينية باستخدام الخونة المعاونين لهم بتقييد حرياتهم الدينية وهويتهم القومية وتحاول إبعادهم عن هويتهم الإسلامية، واصطناع هوية جديدة لهم لا علاقة للدين فيها.

كما هو معلوم فإن للمجتمعات هويات عليا وسفلى كما للفرد الذي هو أساس المجتمع. الإعتقاد والقيم والمبادئ هي أساس المجتمعات، فإذا أزيلت هذه القيم فإن هذا المجتمع من المحتم عليه أن يمحى من صفحات التاريخ بلا رجعة.

 تحاول السلطات الصينية إبعاد المسلمين الأويغور عن معتقداتهم إلى طمس هوية شعب الأويغور المسلم. وبالتنسيق من الخونة المعاونين لها تشن مداهمات كثيرة لبيوت المسلمين، فتجمع المصاحف والكتب الدينية وتعتبرها وسائل إجرام يعاقب عليها القانون.

 يحاول المسلمون الأويغور في المناطق الجنوبية لتركستان الشرقية التي تعيش تحت خط الفقر رغم المداهمات والبطش التي تلاحقهم على المحافظة على وجودهم ونضالهم من أجل البقاء والحفاظ على هويتهم الإسلامية.

   هناك رقابة مشددة على المساجد الموجودة في المنطقة، ويحرم شعب الأويغور من حرية العبادة، والناس لايمكنهم أداء صلواتهم إلاتحت مراقبة الشرطة الصينية الشيوعية، ورفع الآذان بمكبرات الصوت ممنوع ولايستطيع المسلمون سماع الأذان في أوقات الصلاة، والناس الذين لديهم تصريح دخول المسجد  يستطيعون أن يدخلوا المساجد لأداء صلاتي الفجر والعشاء أما باقي الأوقات فإن أبواب المساجد مغلقة. لوغاب إمام المسجد الذي عينه الحزب الشيوعي الصيني فليس بإمكان أحد مهما كان أن يؤم الناس في صلاتهم. فإذا تجرأ أحد و صلى بالناس في غياب الإمام فإن هذا يعتبر جريمة يحاسب ويعاقب عليه وفقا القوانين الصينية.

 أثناء مداهمات البيوت إذا عثرت الشرطة الصينية على مصاحف أو كتب دينية فإن صاحب البيت يعاقب بالحبس لمدة تتراوح بين 5 إلى 8 أعوام. لا يستطيع إخواننا الأويغور المسلمون في أعيادهم الإسلامية تبادل الزيارات فقد حظرتهم السلطات الصينية من ذلك.

يحاول أعدائنا في تركيا أن يسقطوا بدولتنا إلى الهاوية، فمحاولة الإنقلاب الفاشل في 15 تموز2016، وما جرى بعدها من الإنفجارات وقتل الأبرياء إنما تحدث للتفرغ بمشاكلها الداخلية وشغل عقولنا بها.

  رغم كل هذا فإن الدولة والحكومة التركية تستمر في دعم المظلومين المضطهدين، كما كانت من قبل. نرى في الآونة الأخيرة أن قوى الشر تحاول أن تجبرنا لدفع ثمن دعمنا للمظلومين، وعلى الرغم من كل هذا فإنني على يقين بأن تركيا شعبا وحكومة سوف تستمر في دعمها للمظلومين المضطهدين. إني مؤمن وموقن بذلك.

 

فاطمة تونجر

 

المصدر:جريدة الملة التركية

 

http://www.milligazete.com.tr/uygur_turkleri_sesini_duyuramiyor/fatma_tuncer/kose_yazisi/33233