هل الأويغور متحررون من معسكرات الإعتقال حقا؟

الأويغور يصنعون خبز (نان) في الحديقة الثقافية الصناعية

بقلم لي بينبو

14/ 7/ 2020

 بعد أن أعلن الحزب الشيوعي الصيني أنه قد تم الإفراج عن أكثر من 90 في المائة من الأويغور المحتجزين في شينجيانغ (تركستان الشرقية)، فإن الحزب الشيوعي الصيني يواصل إخضاعهم للعمل القسري في مصانع المنطقة.

 وكان شوهرات ذاكر رئيس منطقة شينجيانغ قد أعلن فى يوليو من العام الماضى بإنه تم إطلاق سراح أكثر من 90 فى المائة من الأويغور المحتجزين فى معسكرات الاعتقال و" قد عثروا على عمل مناسب لهم". ولكن المزيد من الحقائق تثبت أن هؤلاء الناس لم يفرج عنهم. بل إنهم يتعرضون للعمل القسري، وتراقب الدولة كل تحركاتهم بصرامة. إنه شكل جديد من أشكال الإعتقال، الذي يجلب فوائد مالية للحكومة.

 وقال مصدر من مدينة كاشغر فى شينجيانغ لصحيفة بيتر وينتر أن مركز تشنغنان للتعليم والتدريب فى محافظة شول، وهوعبارة عن معسكر اعتقال، يرسل الشباب المعتقلين من الأويغور للعمل فى مصانع قريبة للمنسوجات والإلكترونيات والمشروبات الغازية وغيرها من المصانع منذ العام الماضى. ولا يزال نحو 800 ألف شخص معتقلين في المعسكرات لأن "أيديولوجيتهم الدينية لم تتغير".

يتم نقل بعض المعتقلين في مركز تشنغنان بواسطة الحافلات للعمل القسري في مصانع مختلفة كل صباح ويتم إعادتهم في المساء. وتم نقل آخرين بصفة دائمة للعيش في أماكن عملهم. وتعيش الآن امرأة شابة من الأويغور من المعسكر وتعمل في مصنع للنسيج في بلدة بارين في المقاطعة. ويُسمح لها بالبقاء في المنزل ليوم أو ليلة في بعض الأحيان، ولكن لا يزال عليها قضاء معظم وقتها في المصنع. تتذكر عائلتها قولها قبل أن تضطر للعودة بعد زيارتها الأخيرة "لا أريد أن أغادر المنزل". ولا تستطيع أن ترتاح وتسترخي مع أسرتها خلال إقامتها القصيرة معهم لأن مسؤولي القرية يزورونها كثيراً للإطمئنان عليها.

 وعندما تم سؤال أقاربها وأصدقاؤها عن عملها في المصنع، أومأت المرأة برأسها وبدأت في البكاء قائلة إن جميع المحتجزين ممنوعون من الحديث عن عملهم، ولا حتى مع أسرهم.

 وكشف مصدر آخر لـ"بيتر وينتر" أن بعض الأويغور المسنين الذين يعملون ويعيشون في نفس مصنع النسيج مكلفون بما يسمى "فرق إرسال خدمة العمل": حيث يتم إرسالهم إلى المدن أو الأقسام الإدارية المجاورة لإلتقاط القطن والمحاصيل الأخرى. ويتقاضى هؤلاء العمال 13 في المائة أقل من متوسط راتب السوق. وعلاوة على ذلك، يتم خصم 15 يوان (حوالي 2.1 دولار) للنقل ومبلغ إضافي للطعام، لذلك لم يتبق الكثير. يمتلك بعض الأويغور حقول القطن بأنفسهم ولكن لا يُسمح لهم بالعمل عليها.


وقال موظف حكومى من أورومتشى عاصمة المنطقة لصحيفة بيتر وينتر أن الحديقة الصناعية فى منطقة ميدونج توظف أيضا عمال الأويغور من المعسكرات. كما يتم إرسال بعضهم للعمل كصناع خبز (نان) في حديقة ثقافية صناعية في أورومتشي. حيث يعملون خلف نوافذ العرض ليراها الزوار. وتزعم الحديقة إنها تقلل من الفقر بعد أن حولت الآلاف من الأويغور " كفائض من العمال " من جنوب شينجيانغ فى بداية العام الماضى.

 وقال مصدر آخر من أورومتشي إن الحكومة تجبر الشركات على قبول عمال من معسكرات الإعتقال. وأوضح الرجل " أن الشركات فى حديقة الصناعة فى ميدونج لم ترغب فى أخذ هؤلاء العمال ولكن لم يكن أمامها خيار بعد أن ضغطت عليهم السلطات ". "هؤلاء المسلمون لا يفرج عنهم إلا إسماً فقط. إنه شكل آخر من أشكال الإحتجاز. ولا تزال هذه الـمُراقبة عن كثب. الحكومة تقول أكاذيب! ومن خلال جعل الأويغور يعملون، فإن ذلك يقلل من الأعباء المالية للدولة مع الإستمرار في مراقبتهم والسيطرة عليهم. كما يفعلون ذلك للتهرب من الإدانات والعقوبات الدولية". ويعتقد أن إجراءات الإستقرار الاجتماعي هذه مفرطة، ولكن "الحكومة لا تثق في الأويغور".

 قال رجل أعمال يعمل بعقود حكومية من كاشغر لـ"بيتر وينتر" إنه كان يوظف الأويغور من معسكرات الإعتقال منذ عام 2019. إن المجموعات في بعض الأحيان أكبر من 100 شخص. وحتى عندما لا تحتاج الشركات إلى هذا العدد الكبير من العمال، فإنها مضطرة إلى تولي العدد الذي تعينه الحكومة. وأضاف الرجل إن الأويغور يعملون تحت إشراف أفراد معينين. لقد شهد ذات مرة كيف ضربوا رجلاً بعنف لمحاولته الهرب.

ترجمة/ رضوى عادل

https://bitterwinter.org/are-uyghurs-really-freed-from-internment-camps/