عاش الأويغور منذ آلاف السنين في منطقة شينجيانغ في الصين
فيليب وايتسايد-مراسل صحفي
21 يوليو 2020، المملكة المتحدة
بكين متهمة بسجن الأويغور في معسكرات الاعتقال التي تسمى مراكز "إعادة التعليم" في مقاطعة شينجيانغ (تركستان الشرقية).
وقد اتهمت الصين بقمع وانتهاك حقوق الإنسان للشعب الأويغورى. وقد وردت تقارير واسعة النطاق عن احتجاز الأويغور ضد إرادتهم في مراكز "إعادة التعليم"، ويخضعون لمنع الحمل القسري ويتعرضون لمجموعة من القيود الأخرى.
وتقول الصين إن هذه الإدعاءات "لا أساس لها من الصحة" ونفت مراراً وتكراراً أي سوء معاملة للأويغور، قائلة إنهم يعيشون في "سلام ووئام".
من هم الأويغور - وتنطق "Uyghur" باللغة الإنجليزية؟ ولماذا تستهدفهم الصين؟
الأويغور أغلبهم من المسلمين
من هم شعب الأويغور؟
الأويغور هم شعب يعيش في الغالب في منطقة شينجيانغ (تسمى تاريخيا تركستان الشرقية).
وهم يعيشون هناك منذ عدة مئات من السنين على الأقل، وهناك أدلة قوية على أنهم ربما عاشوا هناك بشكل ما منذ آلاف السنين.
يُنظر إليهم عموماً على أنهم شعب تركي، مما يعني أنهم يتحدثون لغة تتعلق بالتركية ولديهم أسلاف جاءوا من الموطن التقليدي للأتراك – حيث شمال آسيا الوسطى.
تقع شينجيانغ في شمال غرب الصين
ولكن الدراسات التي أجريت على تكوينهم الوراثي الجيني تشير إلى أن لديهم أيضا أسلاف جاءوا من أجزاء أخرى من العالم، مع الحمض النووي الأوروبي المختلط بالصيني، وجنوب آسيا، وسيبيريا، وآسيا الوسطى.
هناك تقارير تفيد باعتقال الأويغور في مراكز "إعادة التعليم"
بماذا يتم اتهام الصينيين؟
يتم اتهام الصين باعتقال أكثر من مليون من الأويغور في معسكرات اعتقال وتسميها الصين "مراكز إعادة التعليم" في شينجيانغ.
وفي نوفمبر الماضي، ظهرت وثائق مسربة تتناقض مع مزاعم الحكومة الصينية بأن معسكرات الاعتقال كانت مراكز تدريب طوعي على العمل.
يبدو أن الأوراق السرية تؤكد ما كان يقوله المعتقلون السابقون، وهو أن المعسكرات هي مراكز لإعادة التعليم السلوكي والإيديولوجية القسرية للحزب الشيوعي، أو غسل الدماغ.
وفي الشهر الماضي، اتُهمت الحكومة الصينية بإجبار نساء الأويغور والأقليات الأخرى على المشاركة في تحديد النسل كجزء من حملة للحد من سكانها المسلمين.
في العام الماضي، ظهرت لقطات تزعم أنها تظهر مئات السجناء معصوبي الأعين ومكبلين - يُعتقد أنهم من الأويغور - وهم يسيرون أمام الحراس في مدينة كورلا في شينجيانغ. كما عثرت "سكاي نيوز" على أدلة اختفاء أطفال الأويغور وهم بعشرات الآلاف.
متظاهرون يرفعون الأعلام لدعم الأويغور في هونج كونج
لماذا يضطهد الصينيون الأويغور؟
يعيش ما يقدر بنحو 80٪ من الأويغور في شينجيانغ المقاطعة الغربية في الصين. وهي منطقة ذات موقع حساس سياسياً - محاطة بثمانية دول أخرى. وباعتبارها موطناً لنسبة كبيرة من طريق الحرير، فقد اُستخدم منذ فترة طويلة كطريق تعبر منه البضائع من الصين.
ولا يقبل بعض الأويغور، وربما معظمهم، أن شينجيانغ جزء من الصين، مستشهدين بالأدلة التي تشير إلى أن شعب الأويغور عاش في المنطقة قبل أن تنشئ سلالات هان وتانغ الصينيتين.
أصبحت شينجيانغ، كما هي الآن، تحت حكم أسرة تشينغ الصينية في القرن الثامن عشر، ولكن كانت هناك ثورات لعدة مرات في تاريخها لم تكن تحت السيطرة الصينية.
في العصر الحديث، عدد غير الأويغور يتزايد في شينجيانغ، منذ سنوات مضت فإن نسبة الأويغور في المنطقة آخذة في الانخفاض.
يستاء الأويغور من أنهم أصبحوا مهمشين بشكل متزايد في الأرض التي عاشوا فيها لقرون.
الأويغور هم شعب تركي، مما يعني أنهم يتحدثون لغة تتعلق بالتركية
ما الذي يوحد شعب الأويغور؟
الأويغور هم في الغالب مسلمون، وموجودون منذ مئات السنين على الأقل. ولديهم تاريخ ثقافي غني ومعقد، يمتد إلى آلاف السنين، حيث تظهر المواقع الأثرية في شينجيانغ أن الكثيرين في الماضي التزموا بالمعتقدات البوذية، فضلاً عن معتقدات الأديان الأخرى التي ليس لها الآن سوى عدد قليل نسبياً من أتباعها.
مشهد في كهوف بيزيكليك Bezeklik في شينجيانغ من القرن التاسع يظهر أشخاصًا من أصول عديدة
تم صنع الأعمال الفنية التي تم اكتشافها في الكهوف في شينجيانغ من قبل المتعبدين البوذيين الذين يعتقد أنهم كانوا من بين بعض أسلاف شعب الأويغور الحديث.
وهي تظهر تنوع المجتمع في ذلك الوقت، مع صور تعود من القرن الخامس إلى القرن الرابع عشر من الهنود والفرس والصينيين وحتى البعض يشبه الأوروبيين على جدران الكهوف.
كما أن الأويغور متحدون بلغة مشتركة، ترتبط باللغة التركية، وبثقافة مشتركة من الموسيقى والرقص والطعام وغيرها من التقاليد.
يعد موطن الأويغور في مقاطعة شينجيانغ منطقة حساسة من الناحية السياسية
منذ متى يعيش الأويغور في شينجيانغ؟
الأويغور أقدم سكان معروفين في حوض تاريم، وهو جزء من شينجيانغ، هي مومياوات تاريم (Tarim).
البقايا المحنطة لها ملامح أوروبية وقد زعم أن الناس يتحدثون لغة تتعلق بالسلتية الأوروبية. حيث عاشوا قبل حوالي 3800 سنة. وكان يتدفق العديد من الأشخاص منذ ذلك الحين.
جثة محنطة عمرها 3800 عام تم العثور عليها على حافة حوض تاريم في شينجيانغ، ويقال إنها ذات ملامح أوروبية.
أحد العوامل الرئيسية التي أثرت على الذين يعيشون في المنطقة هو وجود طريق الحرير - الطريق التجاري الرئيسي في جميع أنحاء العالم من العصور الرومانية إلى العصور الوسطى - من خلال شينجيانغ حيث تعبر البضائع والأشخاص منها.
يدعي بعض الخبراء الصينيين بأن شعب الأويغور وصل إلى شينجيانغ منذ حوالي القرنين الثامن والتاسع بعد سقوط شعب الشمال يسمى الخانية الأويغورية.
ومع ذلك، يقول خبراء آخرون إن هؤلاء الوافدين كانوا مجرد واحدة من موجات الهجرة العديدة إلى المنطقة، ويعكس الأويغور المعاصرين تحركات الناس السابقة.
ترجمة/ رضوى عادل
