كيف تستخدم الحكومة الصينية اللغة لقمع الأقليات

المتظاهرون في أولانباتار، منغوليا، في 31 آب/أغسطس، يعارضون خطة الحزب الشيوعي الصيني لفرض لغة الماندرين فقط للتدريس في فصول الدراسة بالمدارس في منغوليا الداخلية. (© Byambasuren Byamba-Ochir/AFP/Getty Images)

By ShareAmerica -
17 سبتمبر 2020

يقوم الحزب الشيوعي الصيني باستبدال اللغة المنغولية بلغة الماندرين الصينية في الفصول الدراسية في منطقة منغوليا الداخلية، مواصلًا سياسة الحزب في استخدام اللغة لقمع ثقافة الأقليات.

فقد أصدر الحزب الشيوعي الصيني في الأول من أيلول/سبتمبر الأمر بأن تبدأ المدارس الابتدائية والثانوية في منطقة شمال الصين المتاخمة لمنغوليا في تدريس اللغة والسياسة والتاريخ بلغة الماندرين بدلا من اللغة المنغولية، اللغة الأصلية في المنطقة، وفقًا لتقارير صحفية.

وقد أثارت هذه الخطوة احتجاجات، وقامت سلطات الحزب الشيوعي الصيني باعتقال المئات من المتحدرين من العرقية المنغولية أو إجبارهم على الاستقالة من المناصب العامة، بحسب إذاعة آسيا الحرة. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الاتهامات تشمل “مشاركة مقاطع فيديو في مجموعة على تطبيق ويتشات الإلكتروني لعرقلة تنفيذ سياسة الكتب المدرسية الوطنية” أو “افتعال الخلافات وإثارة القلاقل.”


يرى تشيميدورج، الأستاذ في جامعة منغوليا الداخلية، أن إخراج اللغة المنغولية، اللغة الأصلية في المنطقة، من الفصول الدراسية يعد هجومًا على ثقافته.

وأضاف، وفقًا لمركز معلومات حقوق الإنسان في جنوب منغوليا، ومقره نيويورك، “إذا تم القضاء على لغتنا، فإننا كشعب متميز سوف نتوقف أيضًا عن الوجود.”

 GettyImages-1224621405

الطلاب في منغوليا الداخلية يدرسون اللغة المنغولية في أيار/مايو. بدأ الحزب الشيوعي الصيني إزالة اللغة المنغولية من مدارس المنطقة في الأول من أيلول/سبتمبر. (© Liu Wenhua/China News Service/Getty Images)

كما أن هذه السياسة تنتهك أيضًا قوانين الحزب الشيوعي الصيني الخاصة. إذ بموجب قانون الحزب الشيوعي الصيني، يجب على المدارس و”مؤسسات التعليم الأخرى حيث يتحدر معظم الطلاب من قوميات أقلية، استخدام الكتب المدرسية بلغاتهم الخاصة، كلما أمكن ذلك، واستخدام لغاتهم كوسيلة للتعليم”، وفقا لتقرير حقوق الإنسان للعام 2019 الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية.

ولكن في السنوات الأخيرة، قام الحزب الشيوعي الصيني بقمع كل أشكال التعبير السلمي عن الدين والثقافة باسم بناء “مجتمع متناغم” والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، حسبما يقول التقرير.

يعد تقييد اللغات الأصلية أداة شائعة من أدوات القمع الذي يمارسه الحزب الشيوعي الصيني. إذ إن أكثر من مليون شخص من الإيغور والأقليات العرقية الأخرى المعتقلة في شينجيانغ يجب عليهم التخلي عن هوياتهم العرقية وتعلم لغة الماندرين. وفي الوقت نفسه، يتم إرسال أطفالهم إلى دور الأيتام لتعلم لغة الماندرين وترديد شعارات الحزب.

كما حظرت سلطات الحزب الشيوعي الصيني في كانون الأول/ديسمبر 2018 على الأديرة في التبت تدريس اللغة التبتية.

وفي منغوليا الداخلية، استهدف الحزب الشيوعي الصيني في وقت سابق التاريخ والثقافة أيضًا. ففي العام 2019، ألقت السلطات الصينية القبض على المؤرخ المنغولي لمجاب بورجيغين لنشره كتابًا يوثق الفظائع التي دعمها الحزب الشيوعي الصيني في منغوليا الداخلية أثناء الثورة الثقافية.

قال الرئيس المنغولي السابق تساخيا إلبغدورج في تغريدة بتاريخ 31 آب/أغسطس، “يتعيّن علينا أن نُعبّر عن دعمنا للمنغوليين الذين يسعون جاهدين للحفاظ على لغتهم الأم ونصوصهم المقدسة في الصين. فالحق في تعلم واستخدام اللغة الأم هو حق غير قابل للتصرف للجميع.”

 https://share.america.gov/ar