غضب دولي مع مضاعفة شي جين بينغ السياسات القمعية على شينجيانغ

صورة نُشرت على حساب WeChat التابع للإدارة القضائية في شينجيانغ لمعتقلين من الأويغور يستمعون إلى خطاب `` إزالة التطرف '' في معسكر ل"إعادة التعليم" في محافظة لوب في ولايت خوتان، أبريل 2017.


 تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بمواصلة ما وصفه بالإستراتيجية الصينية في منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الأويغور "تركستان الشرقية"، مما أثار إنتقادات حادة من قبل الأويغور والخبراء الذين يشيرون إلى الإحتجاج الدولي المتزايد على السياسات الصينية التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.

وقال شي فى منتدى العمل المركزى فى شينجيانغ الذى استمر يومين واختتم يوم السبت إن إستراتيجية الصين فى شينجيانغ " صحيحة تماماً ويجب أن تستمر لفترة طويلة "، وفقاً لما ذكرته التقارير الصادرة عن وسائل الإعلام الرسمية.

وأضاف شى: إنه يتعين على الحزب بأكمله التعامل مع تنفيذ إستراتيجية شينجيانغ على إنه مهمة سياسية، والعمل بجد لتنفيذها بشكل كامل ودقيق لضمان المحافظة على عمل شينجيانغ دائماً في الإتجاه السياسى الصحيح ".

وأضاف شي: علينا أيضاً أن نواصل إتجاه تصيين الإسلام لتحقيق التنمية الصحية للدين.

ويُعتقد أن السلطات في منطقة شينجيانغ تعتقل ما يصل إلى 1.8 مليون من الأويغور وأقليات مسلمة أخرى في شبكة واسعة من المعسكرات منذ أبريل 2017.

بداية من أكتوبر 2018، بدأت الصين بالإعتراف بوجود المعسكرات بعد أن نفتها لفترة طويلة، لكنها وصفتها بأنها "مراكز مهنية" تطوعية تم إنشائها لمكافحة الإرهاب "الإسلامي المتطرف".

 وقد وجدت إذاعة آسيا الحرة للقسم الأويغور أن المعتقلين محتجزون في الغالب ضد رغبتهم ويُجبرون على تحمل المعاملة اللاإنسانية والتلقين السياسي.

 ومع تصاعد الإنتقادات الدولية، بدأت الصين تؤكد أن البرنامج قد إنتهي وأن متدربيها قد تخرجوا ووجدوا وظائف.

لكن الوثائق المسربة وصور الأقمار الصناعية والتقارير الواردة من شينجيانغ لم تتعارض فقط مع مزاعم بكين، بل كشفت أيضاً عن برنامج للسخرة يستخدم نزلاء المعسكر الحاليين والسابقين.

وأكد شي في خطابه أن السياسات جلبت الإستقرار والنمو الإقتصادي في منطقة شينجيانغ، ويجب على بكين التباهي بذلك.

ونُقل عن شى قوله: إنه من الضرورى سرد قصة شينجيانغ بطريقة متعددة المستويات وثلاثية الأبعاد ونشر الإستقرار الإجتماعى بشكل قياسي فى شينجيانغ بثقة.


متعمد، ممنهج، وبلا رحمة

 قال الخبراء إن هذه التصريحات تشير إلى أن شي ملتزم بشدة وسيلعب دوراً محورياً فى حملة القمع القاسية فى شينجيانغ التى فرضت عقوبات أمريكية على كبار مسئولى الحزب الشيوعى فى منطقة شينجيانغ وكذلك على الشركات التى يشتبه فى تصنيع سلعاً بالعمل الإجبارى فى المنطقة.

وقال نوري توركل، مفوض اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية USCIRF، "قد تبدو هذه التصريحات وكأن القادة الصينيين صماء أو متغطرسون.

 في الواقع، تُظهر تصريحات شي أن سياسات الإبادة الجماعية في الصين كانت متعمدة وممنهجة وقاسية مع الهدف النهائي للقضاء على ثقافة الأويغور وهويتهم. إن حجم ونطاق القمع على مرأى العالم يتطلب الإدانة الدولية والإجراءات الحكومية.

حثت اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية، وهي هيئة حكومية فيدرالية أمريكية مستقلة، وزير الخارجية مايك بومبيو على تصنيف الفظائع التي ارتكبتها الصين رسمياً في منطقة شينجيانغ على أنها إبادة جماعية.

 وقال الباحث الألماني أدريان زينز، الذي كشف عمله عن جوانب رئيسية من نظام معسكر الإعتقال، إن خطاب عطلة نهاية الأسبوع يظهر أن شي دعم هذه السياسات الشنيعة منذ البداية، والتي تتفق مع تصريحاته الصادرة في عام 2014، والتي تسربت في أوراق شينجيانغ التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز.

 وفي تقارير عن مجموعة من الوثائق من 403 صفحة حصلت عليهم الصحيفة، دعا شي إلى "نضال شامل" ضد الإرهاب والتسلل والإنفصالية بإستخدام أجهزة الديكتاتورية في خطابات داخلية عقب هجوم شنه مسلحون من الأويغور وأسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصاً في محطة للقطارات في عام 2014.

وذكرت صحيفة التايمز إن التسريب جاء من مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته، وأعرب عن أمله في أن يؤدي الكشف عنها إلى محاسبة قادة الحزب على السياسات القمعية في المنطقة بمن فيهم شي.

وأضاف زينز، وهو زميل أول في الدراسات الصينية في مؤسسة ضحايا الشيوعية ومقرها واشنطن العاصمة للأسف، لم تتسبب الضغوط الدولية في تغيير النظام في بكين. وهذا لا يرجع فقط إلى تصميم شي، ولكن أيضا لأن هذا الضغط كان غير كاف إلى حد يرثى له.

 وقال رئيس مؤتمر الأويغور العالمي دولقون عيسى، متحدثاً من ألمانيا، إن شي أوضح أن الحكومة الصينية لن تتخلى أبداً عن سياسة الإبادة الجماعية الحالية ضد شعب الأويغور، بل ستواصلها.

وأخبرعيسى وكالة آسيا الحرة لخدمة الأويغور RFA إن الزعيم الصينى الذى إدعى أن سياسة الإبادة الجماعية "صحيحة تماماً" فى الوقت الذى فرضت فيه الولايات المتحدة عقوبات على القادة السياسيين والكيانات والشركات المتواطئة فى إرتكاب هذه الجرائم ، كما أعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها، وأدان الإتحاد الأوروبى الفظائع التي تظهر مدى شرور نيتها تجاه الأويغور.

 وأضاف " إذا اختارت المنظمات الدولية والدول إلتزام الصمت إزاء هذه الإبادة بدلاً من إتخاذ إجراء لمنع هذه الإبادة الجماعية، فإننى أستطيع أن أقول إنها متواطئة فى هذه الإبادة للسماح للصين بإرتكابها.


التقارير والترجمة من قبل عليم سيتوف من إذاعة آسيا الحرة قسم الأويغور RFA.


ترجمة/ رضوى عادل


https://www.rfa.org/english/news/uyghur/xuar-xijinping-09282020213935.html