الصين تتدخل في عبادات مسلمي تركستان الشرقية وتلزمهم بـأذان وأدعية محرفة

فرضت الصين مزيدًا من القيود والمضايقات على مسلمي تركستان الشرقية، والتي تطال عباداتهم وشعائرهم الإسلامية.

فقد تداول نشطاء معنيون بقضية تركستان الشرقية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة تكشف تفاصيل قانون صيني جديد يعرف بـ"قانون توحيد شعائر الصلاة" لولاية خوتان جنوب تركستان الشرقية، والذي سنته السلطات مؤخرًا في أحدث إجراء للتضييق على المسلمين في تلك المنطقة التي تحتلها وتطلق عليها إقليم شينجيانغ.

وتنص الوثيقة التي نشرها موقع "تركستان تايمز" على توحيد ما يقرأ من آيات القرآن الكريم في الصلاة على مستوى مساجد ولاية خوتان، وقصرها على 10 سور تتضمن فاتحة الكتاب، و9 سور من قصار السور وهي: (الشرح، التين، القدر، الزلزلة، العصر، قريش، الماعون، النصر، الفلق).

كما يتضمن القانون المثير للجدل توحيد خطب صلاة الجمعة في مساجد الولاية، وقصرها على خمسة مواضيع تم توزيعها بداية العام الجاري على جميع مساجد المدن والمحافظات في ولاية خوتان، على أن يتم إلقاء الخطبة باللغة العربية فقط.

وعمد القانون إلى تحريف صيغة الأذان والإقامة للصلاة، بعيدًا عن صيغته الإسلامية المعروفة؛ حيث جعلها صيغة تمجد الدولة ورئيسها.

وجاء نص الأذان المحرف وفقًا للوثيقة المتداولة: "كلنا أبناء الوطن، كلنا أبناء الوطن، الوطن أكبر، الوطن أكبر، حان وقت الصلاة، حي على الفلاح، اطلبوا وحدة وأمن الوطن، اطلبوا نهضة الوطن"، فيما تضم صيغة الإقامة المحرَّفة نفس النص السابق مع ورود عبارة: "قد قامت الصلاة" بدلا من "حان وقت الصلاة".

ويجبر القانون المصلين على التسبيح بعد الصلاة بقولهم: "ممتنون للوطن، نشكر الرئيس شي"، فيما يكون الدعاء بعد الصلاة: "نرجو أمن مدينة خوتان، والعيش بأمان وسلام، نرجو طول العمر للمسنين، والسعادة للأطفال، والوحدة لكل أسرة. نرجو السلامة والسعادة".

وفي سياق متصل، ذكر حساب "تركستان"، على موقع تويتر، أن السلطات الصينية تجبر أئمة المساجد على قسم يمين، صيغته: "أحب وطني الصين وأحترم قوانين الحزب الشيوعي، وأسخر تعاليم الدين لصالح الحزب".

وكانت السلطات الصينية ـ التي تحتل تركستان الشرقية منذ 64 عامًا ـ قد صعدت مؤخرًا من اضطهاد المسلمين الإيغور في الإقليم المحتل، وعمدت إلى اتخاذ إجراءات أمنية قمعية ضدهم.

وكان آخر القرارات التي اتخذتها بكين ضد مسلمي الإيغور في تركستان الشرقية منعهم من تسمية مواليدهم الجدد بأسماء إسلامية، وسبقها في نهاية مارس الماضي، حظر ارتداء النقاب، وإطلاق اللحى.

وفي أبريل الماضي شنت السلطات الصينية حملة اعتقالات موسعة ضد مسلمي الإيغور، طالت نحو 200 شخص في مدينة آرتوش.

وفي مدينة خوتان اعتقلت السلطات أغلب العلماء ومن يعرف بتدينهم ومن بينهم الداعية عبد الحكيم محمد قربان الذي قضى في السجن 15 عاما بين 1996-2011م رغم أنه كان يعيش في منزله في الإقامة الجبرية منذ خروجه من السجن، واعتقل كذلك ابنا العالم المعروف الشيخ عبد الأحد برات الذي سجن لمدة خمس سنوات وهو في الثمانين من العمر.

وتنفذ الصين منذ سنوات مخططات لإحداث تغيير ديموغرافي في تركستان الشرقية حيث يمثل المسلمون غالب سكانها، ودأبت على الدفع بأعداد هائلة من العسكريين وعائلاتهم إلى المنطقة، وتشجيع العاطلين من أبناء الصين على الهجرة والعمل هناك، مع تقديم الحوافز المغرية لهم، وتهيئة المسكن، بل تعدى الأمر إلى إرسال الآلاف من المحكوم عليهم في قضايا سياسية أو جنائية إلى المنطقة المسلمة.

وتقوم السلطات بمصادرة منازل وأملاك الإيغور الذين هربوا من الظلم والقهر في قراهم ومدنهم إلى مدن أخرى في تركستان الشرقية أو لجأوا إلى دول أخرى وذلك من أجل إعادتهم قسرا ودون إرادتهم الحرة إلى البلاد.

كما تم هدم العديد من المساجد وذلك بدعوي "عدم وجود من يرتادها" للصلاة فيها. وألقي القبض على العديد من الأثرياء الإيغور وزُجَّ بهم في السجون بزعم "الفساد وإرسال أموال لدعم النشاطات الدينية المرتبطة بالخارج".

http://almoslim.net/node/279079