الأويغور بين ألم الظلم و صدمة القهر

 

حنان السيد 

   صرخة تخرج من أعماق قلب يتألم .. صرخة تهز أركان الكون .. صرخات تكسر قلوبا تتألم وتبحث عن مخرج وليس لها مخرج ..
يا الله هل هذا حقيقي شردت عيونه صاحب الطلَّة البهية ومن كان يملئ قلبه أحلام تعيد أمجادا ليغزو بها العالم، منطلقا على جواده الأسمر ورايته البيضاء 
وحمامة ترفرف على رأسه تذهب خلفه كل مكان، لتملئ العالم سلاما وأمانا
شرد الفتى وعيونه قهر وحيرة 
ماذا جرى ولما جرى كل هذا ؟!
 ترك كل صيحات التعذيب وبكاء الأحباب ودموع الدم تنهال على شرف الأمة
شرد الفتى في جذوره الإسلامية العميقة في بلاد تركستان، فهي بلاد إسلامية منذ الفتح العربي لها على أيدي القادة العظام أمثال  قتيبة بن مسلم الباهلي 88-96 هجرية الذي ما أن فرغ من توطيد أركان الإسلام في تركستان الغربية حتى بادر إلى تركستان الشرقية وفتح بعض أجزائها ومن بعده بدأت ثمار الاتصال الحضاري بين الإسلام والحضارات الأخرى الموجودة بالمنطقة وكان أن تحول التركستانيون إلى الإسلام تحت قيادة زعيمهم ساتوق بغراخان خاقان الإمبراطورية القراخانية عام 323 هــ 943 م وكان إسلام هذا الزعيم الكبير نتيجة للجهود الدعوية الخيرة وقد أسلم معه أكثر من مائتي ألف خيمة (عائلة) أي ما يقارب مليون نسمة .
جاءت أسرة المانشو إلى الحكم في الصين سنة (1054هـ/ 1644م)، وكانت الأوضاع المستقرة للمسلمين في الصين قد أفرزت علماء متخصصين في علوم القرآن والحديث والفقه والتوحيد، إضافةً إلى قيادات فكرية رفيعة المستوى، مثل: الشيخ "وانج داي يو"، و"مافوتشو" الفقيه المرموق، وبدأ عهد أسرة مانشو بدايةً لا تبشر بخير؛ إذ بدأت حملة من الاضطهاد والعذاب للمسلمين في الصين، اضطر معها المسلمون إلى رفع السلاح -لأول مرة في تاريخ الصين- سنة (1058هـ/ 1648م)، مطالبين بالحرية الدينية، وهو ما كلفهم الكثير من الدماء والأرواح، وقتل مئات الآلاف من المسلمين، وقُمعت ثورات المسلمين بقسوة شديدة، وصلت إلى حد المذابح والإبادة الجماعية، وكانت هذه الفظائع تجري خلف أسوار الصين، دون أن يدري بها أحد في العالم الإسلامي.
ذرفت دماء الفتى قهرا على دولة إسلامية وبهذا العدد كيف لها لأن تضعف وتذبل أمام دولة كافرة ذو عقيدة فاسدة تذكر كيف استولى الصينيون على تركستان الشرقية سنة (1174 هـ/ 1760م) بعد أن ضعف أمر المسلمين بها، وقتلت القوات الصينية وقتها مليون مسلم، وألغى الصينيون نظام البكوات الذي كان قائمًا بها، ووحّدوا أقسام تركستان في ولاية واحدة. كما اتبعت الصين سياسة استيطانية في تركستان الشرقية، أو ما يسمى بسياسة "تصيين تركستان الشرقية"، عن طريق نقل كتل بشرية صينية إليها؛ فقام المسلمون بثورات عنيفة، منها: ثورة "جنقخ" سنة (1241هـ/ 1825م)، واستمرت سنتين، ولم تهدأ ثورات المسلمين طوال مائة عام، منها ثورة سنة (1272هـ/ 1855م)، التي استمرت عشرين عامًا بقيادة "يعقوب بك"، وسجلت أحداثها في كتاب من 330 جزءًا، وقد تمكن بعدها مسلمو تركستان الشرقية من الاستقلال سنة (1282هـ/ 1865م)، وذلك أثناء الصراع مع أسرة مانشو، ولم تجد هذه الدولة الوطنية تأييدًا ولا اعترافًا من العالم، واستطاعت الصين مهاجمتها واحتلالها مرة أخرى سنة (1292هـ/ 1875م).
وتعرضت تركستان الشرقية لأربع غزوات صينية منذ عام (1277هـ/ 1860م)؛ مرتين في عهد أسرة مانشو، ومرة في عهد الصين الوطنية، ومرة في عهد الصين الشيوعية. وقد أدت هذه الثورات والمذابح الصينية إلى إبادة كثير من المسلمين، وحدوث عدة هجرات من هذا الإقليم إلى المناطق المجاورة.
وقف قلب الفتى وهو يتخيل الاحتلال الشيوعي وما فعله بهم .
 قد كان عدد المسلمين في تركستان الشرقية عندما سيطر الشيوعيون عليها حوالي 2.3 مليون مسلم، وعدد المساجد يزيد على الألفي مسجد، وبدأ الشيوعيون احتلالهم بارتكاب مذابح رهيبة، أعقبها عملية احتلال استيطاني واسعة، وألغى الصينيون الملكية الفردية، واسترقوا الشعب المسلم، وأعلنوا رسميًّا أن الإسلام خروج على القانون، ومنعوا السفر خارج البلاد أو دخول أي أجنبي إليها، وألغوا المؤسسات الدينية، وهدموا أبنيتها، واتخذوا المساجد أندية لجنودهم، وغيّروا الأبجدية الوطنية بحروف أجنبية، وجعلوا اللغة الصينية هي اللغة الرسمية، واستبدلوا بالتاريخ الإسلامي تعاليم "ماو تسي تونج"، وأرغموا المسلمات على الزواج من الصينيين، ولما قامت الثورة الثقافية في الصين زاد الأمر سوءًا، وزادت حدة اضطهاد المسلمين، وكان ضمن شعارات الثورة: "ألغوا تعاليم القرآن".
ورغم كل القمع والاضطهاد والتعذيب والإبادة إلا أن المسلمين قاموا بالثورات العنيفة التي تعمل الصين على إخفاء أنبائها عن العالم، ومنها ثورة (1386هـ/ 1966م) في مدينة "كاشغر"، التي حاول فيها المسلمون أداء صلاة عيد الأضحى داخل أحد المساجد، فاعترضتهم القوات الصينية وارتكبت في حقهم مذبحة بشعة، وانتشرت الثورة في الإقليم، وقام المسلمون بحرب عصابات ضد الصينيين، واستشهد في هذه الثورة -خلال شهر واحد- حوالي 75 ألف شهيد، ولا تكفّ الأخبار عن تناقل أنباء انتفاضات للمسلمين في تركستان الشرقية ضد الاحتلال الصيني الدموي اللاإنساني، تفننت الصين في محاربة المسلمين بشتى الطرق ، حملة قمع لتحديد النسل تحت شعار "تشديد سياسة تحديد النسل" صدر مرسوم عن حكومة الشعب في "شينجيانغ" عام 1988م بشأن تطبيق سياسة تحديد النسل على الأقليات، وفي منطقة "شينجيانغ" ذات الحكم الذاتي، وصدر بيان يقول: "بسبب نظام الإنجاب التقليدي السائد تشكلت حالة من كثافة السكان، وقلة الوفيات، وسرعة النمو في نسبة الولادة، ونسبة السكان تزيد بكثرة، وقد أصبحت القضية خطيرة"

تنهد الفتى وهو يتذكر حلقات القمع والذل والاضطهاد فى بلده ووطنه وخرج فارا منه بعد أن ضاقت عليه السبل .

 بزعم مواجهة التطرف الديني، يتعرض 35 مليون من شعب الأويغور – منذ ما يقرب من 70 عاما – للاضطهاد والتمييز والقمع، ويشهد الإقليم أعمال عنف دامية منذ عام (2009)، ويعيش أكثر من 92% من المسلمين في إقليم تركستان الشرقية الذي تطلق السلطات الصينية عليه اسم (شينجيانج) في حالة من الاضطهاد العلني والحرمان من اختيار اعتناق الدين؛ إذ تتعمد الصين إذلال المسلمين هناك، وتجبر الأئمة على الرقص في الميادين العامة وسب الدين الإسلامي ووصفه بالإرهاب.
مع حلول شهر رمضان المبارك، سارعت وسائل الإعلام الرسمية الصينية في شينجيانغ بنشر إخطارات رسمية تحذر مسلمي الصين من الصوم، وذكرت صحيفة «ذي إندبندنت» أنّ الصين قامت مجددًا بحظر الصيام في رمضان في أجزاء بمحافظة شينجيانغ، على الموظفين العموميين، والطلبة والأساتذة، محذرة المدارس والدوائر الحكومية مما وصفته باستغلال المدارس للدعاية الدينية وإجبارهم على الإفطار في رمضان
وكيف كان يرى الأئمة يجبرون على الرقص في الشوارع 
في مايو الماضي، أجبرت السلطات المحلية في مقاطعة «شينجيانج» أئمة المساجد على الرقص في الشارع، وأجبر الأئمة الذين تجمعوا في منتزه «الحضارة» على الرقص والغناء ورفع شعارات دعم للدولة، وشعارات تمجيد تفوّق الدولة على الدين.
 واعتبر نائب رئيس مجلس الأويغور العالمي سيد تومتورك أن إجبار أئمة الصين على الرقص كالراقصات يعتبر إساءة للعالم الإسلامي مؤكدًا أن المسئولين الصينيين قاموا بجمع كل أئمة المساجد في مدينة أورومتشي بتركستان الشرقية في ميدان عام ثم أجبروهم على الرقص وصاحوا في وجوههم قائلين: "إن الله لا يعطيكم رواتبكم، الحكومة الصينية هي التي تعطيكم هذه الرواتب."

تذكر عندما ذهب لوالده في المتجر ليساعده على المعيشة فوجد زجاجات خمر فصدم ونظر إليه متسائلا : ما هذا ؟!! فذرفت عيناه خجلا : أجبرت على بيعها وإلا سوف أعدم .

أغمض عينيه ألما وحزنا عندما تذكر كيف ترك أخته ووالدته سافرات ولا يستطعن لبس الحجاب بسبب إجبارهن على ذلك من الحكومة .

  ابتسم بسمة ألم عندما تذكر أخيه الكبير وهو يهرب إلى سوريا ليعيش جحيم الحرب هناك على ألا يعيش في وطنه عندما فر هاربا إلى بلد الأزهر ومعه بعض رفاقه، ظن أنه ذهب إلى جنات الأرض عاش الفتى ليتعلم أمور دينه ويتلقى دروس العلم ويتأسس ليرجع هو ورفاقه يوما ما إلى وطنه ليكون مثل أوائل من أدخلوا الإسلام إلى الصين.
عاش الفتى في مصر في حلوها ومرها .. عاش هو ورفاقه يعملون ويعيشون حياة الفقر في دولة الأزهر والإسلام لكي يوفر قوت يومه ويكمل دراسته وتشبعه بأمور الدين .
ليجد نفسه في يوم يسير مطمئنا هو ورفاقه بهدوء وسكينة فتخرج عليهم كلاب تنهش فيهم وتعتقلهم، 
للحظات أفاق وقال : لا!  ولابد هناك خطأ ما ، نحن في بلد الأزهر لن يفعلوا لنا شيء، سوف يقف لهم الأزهر.
ولكن للأسف الأزهر تخلى عنهم وتخلى عنهم أصحاب اللحى وعمالقة الشاشة أصحاب الجلباب القصير واللحى الكبيرة.
أرسلوا استغاثات : أنقذونا! سوف يقتلنا حاكم الصين، نحن مسلمون في بلد الإسلام
ولكن نسي الفتى أنه في بلد اُغتصب من عسكري لا يفرق شيء عن شيوعي حاكم يحارب الإسلام.
لم يقف معهم غير أصحاب القضية وما زالوا يحاولون البحث عن منفذ لهم
ركن الفتى على أسوار الزنزانة ليس خوفا من تعذيب أو إعدام من حاكم شيوعي ركن الفتى ودماء تذرف من عينيه على بلد الأزهر وملاذ العلماء وطالبي العلم أن تستوي بحاكم شيوعي لمحاربة الإسلام و أهله..

https://www.egyptwindow.net/Articles/40286/Default.aspx