فايننشال تايمز: احتجاز مصر لمسلمي الأويغور.. صفقة مع الصين

 
 

 قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليوم إنّ السلطات الصينية أطلقت حملة لإجبار مسلمي الأويغور الذين يدرسون بالخارج على العودة للصين، معتبرة أنّه أحدث الإجراءات الصارمة ضد الأقلية المسلمة.

ونقلت الصحيفة عن نشطاء وطلبة يديرون عملية مغادرة الطلبة الصينيين قولهم إنّ نحو 150 طالبًا بجامعة الأزهر في القاهرة تجاهلوا مطالبة السلطات الصينية لهم بالعودة فتمّ اقتيادهم للسجون في العاصمة المصرية منذ مطلع يوليو المنصرم.

 أحد الطلبة الأويغور الذين تمّ احتجازهم في مطار الإسكندرية ضمن العشرات، قال للصحيفة: "لقد سمعت من ضابط مسئول إنّ الأمر مرتبط بقضايا كبيرة وسياسات بين مصر والصين.. لقد أخبرنا: إننا سيتم ترحيلنا إلى الصين وبمجرد وصولنا سيأخذوننا للسجن".

 وبعد 4 أيام من الاحتجاز تمّ السماح له بالمغادرة لتركيا، فيما تمّ ترحيل 22 على الأقل من المحتجزين للصين، وفرّ آخرون من مصر.

 ورصدت منظمة "هيومن رايتس واتش" الشهر الماضي حملة الاحتجاز في مصر بحق طلاب الأويغور، وطالبت السلطات المصرية، في بيان لها، عدم تسليم الطلاب المعتقلين للصين خشية تعرضهم للتعذيب والاضطهاد. كما طالبت بالسماح للمعتقلين بلقاء محامين، ومعرفة أسباب احتجازهم وترحيلهم.

ونشر ناشطون أويغور على موقع "تويتر"، صورًا تظهر مطعمًا للأويغور بعد إغلاقه في حي مدينة نصر، إثر مداهمة أسفرت عن اعتقال 37 شخصًا كانوا بالمطعم، بينهم طلاب وعمال المطعم.

 كما نشر نشطاء مقاطع فيديو تظهر الطلاب المحتجزين مقيدين داخل سيارة للترحيلات، وداخل قسم للشرطة بمنطقة الحي السابع في مدينة نصر. وأظهرت صورٌ نشرها النشطاء منازل هؤلاء الطلاب مبعثرة المحتويات بعد تفتيشها.

 واعترفت كل من مصر والصين باحتجاز مواطنين صينيين في مصر، لكن الأخيرة وصفت الاحتجاز بأنه ردًا على انتهاك قانون الهجرة.

 وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان لها: "نود أن نؤكد مجددًا على ضرورة التزام المواطنين الصينيين في مصر بقوانين وأنظمة مصر وتجنب المشاركة في أنشطة لا تتناسب مع وضع إقامتهم".

 وقد عززت مصر والصين العلاقات الدبلوماسية بينهما في السنوات الأخيرة، وتعتبر قناة السويس، حلقة وصل رئيسية في مبادرة البنية التحتية لمبادرة الحزام والطريق التي تهدف للربط بين الصين وأوروبا، وتبقى الصين المصدر الأول للسلع المستوردة في مصر.

انتهاك القانون الدولي

 وفي الوقت الذي تستهدف فيه الحملة بشكل أساسي الطلبة الأويغور في الدول ذات الأغلبية المسلمة فإن الصين أجبرت على الأقل طالبا في الولايات المتحدة على العودة.

 ويقول طلاب ونشطاء إن مسئولين صينين أرسلوا إشعارات للطلبة الأويغور حول العالم تطالبهم بالعودة الفورية وذلك غالبا بعد احتجاز والديهم في الصين، مشيرين إلى أن العديد من الطلبة الذين استجابوا للإشعار تم توقيفهم بمجرد وصولهم للصين.

 جماعات حقوقية تقول إن الصين انتهكت القانون الدولي بتنظيم عملية العودة القسرية لمسلمي الأويغور، فأكثر من 100 تم ترحيلهم من تايلاند في 2015 بينما أعادت ماليزيا 28 على الأقل للصين.

 ويقول وليام ني الباحث في فرع منظمة العفو الدولية بهونج كونج إن :"الصين تحاول حظر أي نوع من الإسلام لا تستطيع السيطرة عليه مباشرة".

 ويتابع :" الإسلام أو المسيحية البروتستانتية أو الديمقراطية الليبرالية كل هذه الأشياء ينظر لها على أنها تهديد أيديولوجي يأتي من الخارج".

 ويقول مراقبون إن عمليات العودة إلى الوطن تأتي على ما يبدو بسبب المخاوف من تطرف الطلاب الأويغور فى الخارج.

 ويواجه مسلمو الأويغور الذين تجمعهم روابط ثقافية ولغوية مع تركيا قيودًا على ممارسة شعائرهم الدينية، ولغتهم والزي الخاص بهم، إضافة لعملية توظيفهم.

 وبعد أن كانت الأغلبية في شينجيانج لمسلمي الأويغور، هم الآن أقلية بسبب تشجيع السلطات هجرة "الهان" الصينيين للإقليم.

 وحاول الأويغور عبر سنوات الاستقلال عن الصين، وأسسوا دولة تركستان الشرقية التي أخضعتها الصين بالقوة، واستمرت الصين في مطاردة كل الناشطين المنادين بالاستقلال عنها، واعتقلت في حملة خلال 2001 عددًا كبيرًا منهم كانوا في باكستان وكازخستان وقيرغيزستان.

المصدر:مصرالعربية

http://www.masralarabia.com