الأويغور ضحية الإرهاب العالمي

حوار مثير مع ناشط أويغوري:

 

حوار مثير مع عبدالغني ثابت الناشط الأويغوري الذي ترك بلاد تركستان الشرقية عام 2007 وسافر إلى هولندا واستقر بها.

قامت السلطات المصرية في الآونة الأخيرة بشن حملات في المناطق التي استقر بها مسلمو الأويغور القادمون من تركستان الشرقية للدراسة في الأزهر الشريف وألقت القبض على الكثير منهم، وقامت العديد من الجمعيات الإنسانية والمنظمات الحقوقية بتنديد وشجب هذه الإجراءات التعسفية الظالمة تجاه التركستانيين المظلومين. ومن المعلوم أن السلطات المصرية قامت بذلك الفعل المشين لأجل مصالحها التجارية مع الصين.

وقد قامت آميليا سميث الكاتبة في مجلة شاشة الشرق الأوسط بإجراء حوار مثير حول أوضاع طلبة تركستان الشرقية المعتقلين في السجون المصرية مع الناشط الأيغوري عبدالغني ثابت وقد قام مؤسسة Mepa للأخبار بترجمة الحوار إلى اللغة التركية لإفادة قرائها الأعزاء.

نداء للمجتمع الدولي 

لقد وجه عبدالغني ثابت الناشط الأيغوري نداءا يطالب فيه المجتمع الدولي الضغط على الحكومة المصرية في مسألة ترحيل الطلاب التركستانيين إلى الصين حيث المصير المجهول. لقد قام الجواسيس الذين يعملون لصالح الصين برحلات للولايات المتحدة الأميريكية والإتحاد الأوروبي وتركيا ومصر قبل ثلاث أشهر وقام بإقامة علاقات مع الطلاب المتواجدين في البلاد المذكورة، وبعدها قامت السلطات الصينية بإلقاء القبض على أسر هؤلاء الطلاب وقامت بالضغط عليهم لإجبارهم على العودة إلى الصين حيث ينتظهرهم السجن أو الإعدام.

انضموا إلى الحزب الشيوعي وتعلموا الأيدولوجية الشيوعية

لقد طلبت الحكومة الصينية من الطلاب التركستانيين الانضمام للحزب الشيوعي وتعلم الأيديولوجية الشيوعية وكتابة مقالات عن الشيوعية. وهددت القوات الصينية الطلاب الذين يتواصلون مع ذويهم عبر برنامج WeChat الصيني، بالتواصل معهم عبر البرنامج المذكور أنهم إذا لم ينفذوا ما تطلبه السلطات الصينية فإنها سوف تقوم باعتقال أسرهم وإيداعهم في السجن. والطلاب الذين نفذوا ما طلب منهم إما أودعوا في الحبس بعد مدة يسيرة أو اختفوا عن الحياة فجأة. والطلاب الذين شاهدوا هذه العواقب الوخيمة لم يلتفتوا إلى الرسائل التي أرسل إليهم وحاولوا الإختفاء في أماكن بعيدة.

ضغوط صينية على حكومات لها علاقات دبلوماسية وطيدة

ويقول الناشط عبدالغني ثابت الذي يعيش في هولندا، أن السبب الرئيسي لاعتقال الطلاب التركستانيين في مصر هو ضغط حكومة الصين الشيوعية على الحكومات المقربة لها  على اعتقالهم. ولقد فشلت هذه الحيلة الصينية في الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي لكنها نجحت في مصر.

لقد اقتحمت القوات المصرية بيوت الطلاب التركستانيين الذين يعيشون في القاهرة في 4 يوليو من هذه السنة ومعهم قائمة بالمطلوبين وكسرت الأبواب ودخلت بيوتهم. واعتقل أكثر من عشرين طالب في يوم واحد. وتم تصويرهم وارسال صورهم إلى السفارة الصينية في القاهرة. وتم تسليم 12 منهم إلى السفارة الصينية ولا يزال 120 الباقون في السجون المصرية. وبعد أن حبست السلطات المصرية الطلاب التركستانيين في معتقلات مختلفة نقلتهم إلى سجن العقرب الذي ذاع صيته بوضعه المشين اللا إنساني.

تكافئ الصين مصر بالاستثمارات

 من المحتمل أن الصين استحسنت هذه الاعتقالات فزادت من استثماراتها في شمال أفريقيا واستثمرت بمبالغ تصل المليارات من الدولارات. إضافة إلى أن مصر تبذل جهودا جبارة لحل المشاكل التي تواجه المستثمرين الصينيين كما أفاد عبد الفتاح المغربي نائب رئيس بنك مصر بذلك في مايو الماضي. وحجم الاستثمار الصيني الحالي وصل إلى 600 مليون دولار، ولقد بدأ هذا الرقم في التزايد. ومن المنتظر أن يقوم بنك التنمية الصيني بإقراض بنك مصر 500 مليون دولارا لتنفيذ المشاريع المتبادلة بين الدولتين. و من المؤسف أن الحكومة الصينية تضغط على دول يتواجد فيها التركستانيين في أراضيها بتزايد حجم الاستثمارات. ويقول ثابت، إن الطلاب التركستانيين دخلوا الحدود المصرية بجوازات سفرهم بعد إذن وسماح السلطات المصرية لهم بالدخول، ولم يتدخلوا في شئون مصر الداخلية، كما لم يقوموا بجرائم تدينهم أو بتجمعات تضايق السلطات المصرية.

جريمتهم الوحيدة عدم عودتهم طواعية إلى الصين

ويقول ثابت: إن ذنبهم الوحيد هي عدم عودتهم طواعية إلى الصين، و رغبتهم في استمرار دراستهم. والكثير من التركستانيين مقيدون في الأزهر الشريف المركز العلمي الأكبر لدى أهل السنة والجماعة. والتركستانييون مسلمون من أهل السنة ولكن الجمعية الإسلامية الوحيدة الموجودة في تركستان الشرقية تنشر الأيدولوجية الشيوعية والفكر الشيوعي،  لذلك لا يجد مسلمو الأيغور مدارس لتعلم دينهم.

يجبر المساجد في تركستان الشرقية بتعليق ورفع أعلام الصين ويافطات تكتب عليها: أحبوا الصين! أحبوا الحزب الشيوعي! ويحظر الذين لم يبلغوا الثامنة عشرة من العمر من أداء الصلاة والصوم في رمضان وتعلم العلوم الإسلامية. كما يحظر المسلمون الذين يصغرون عن 45 عاما من إعفاء اللحى، والمسلمون الذين ينوون الحج لايمكنهم ترشيح أنفسهم، الحكومة الصينية هي التي تختار من يذهب لفريضة الحج.

يوجد في الصين طائفتان أو مجموعتان من المسلمين. أولهم مسلمو خوي (الهوي) الذين يشاركون الصينيين في العرق واللغة، والذين يعيشون في مناطق صينية، وهذه الطائفة المسلمة يعيشون دينهم في حرية إلى حد ما نظرا لما يعانيه مسلمو تركستان الشرقية. ويفيد ثابت أن الطلاب الصينيين الذين أتوا من هذه البلاد (من داخل الصين) إلى الأزهر الشريف لم يتلقوا أي تهديد يجبرهم للعودة إلى بلادهم.

ويعيش مسلمو الأويغور في الشمال الغربي من جمهورية الصين الشيوعية في منطقة تركستان الشرقية، ويبلغ تعدادهم 20 مليونا حسب ما يقول ثابت، ولكنهم مختلفون عن الصينيين في الحضارة واللغة والعرق. ولقد كانت تركستان الشرقية بلادا مستقلة قبل سنوات (قبل1949م) لهذا فهم يشكلون خطرا كبيرا للصين حسب ما أفاد ثابت.

 وتتهم الصين الناشطين التركسانيين بمحاولة الانفصال عن الصين وهذا اتهام باطل لا أساس له من الصحة.

 الأويغور لا يحاولون الإنفصال، الصينيون احتلوا بلادنا ونريد استردادها

 لقد احتلت القوات الصينية بلاد تركستان الشرقية عام 1949 وألحقتها بحدود بلادها وغيرت اسمها إلى شينجيانغ. ولقد حثت الصين المستوطنين الصينيين القدوم إلى بلاد تركستان الشرقية بمنحهم البيوت وفرص العمل والقروض البنكية وغيرها من المشوقات.

 تمتلك بلاد تركستان الشرقية بترولا أكثر من البترول الموجود في دول الخليج، كما تمتلك القطن والذهب واليورانيوم وغيرها من الموارد الاقتصادية الهامة. وتذهب هذه الموارد كلها إلى الصين.

ويقول ثابت: لا نملك أي قوة لاستراداد حقوقنا، ومواردنا الاقتصادية كلها تذهب إلى الحكومة المركزية في بكين، ولا نمتلك حق استخدامها. تحاول الصين التوسع في الشرق الأوسط، وأن تكون القوة العظمى في العالم، الولايات المتحدة وروسيا تعلم بذلك. وأن مصر هي فرصتها للتوسع في الشرق الأوسط.

 ويفيد ثابت أن من أهم أسباب تخوف الصين من الأويغور هي سياسة التوسع المذكور، وأن ما تقوم به ليس بالشيئ الهين. لأن الحكومة المركزية في الصين استولت على كل موارد تركستان الشرقية الاقتصادية وتبحث عن موارد جديدة.

كما أفاد ثابت بأن المستوى المعيشي للتركستانيين الذين يعيشون في بلادهم هي أخفض متسوى معيشي موجود في الصين، وأن علاقات التركستانيين مع الصينيين كانت سيئة منذ زمن بعيد. وأفاد بأن الصين نجحت في إلحاق مسلمي تركستان الشرقية بقائمة الإرهاب العالمي بعد أحداث 11 سبتمبر، كما نجحت في حظر اللغة الأويغورية وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان في تركستان الشرقية على نطاق واسع.

 الأويغور ضحية الإرهاب العالمي

 في الحقيقة أن الأويغور هم ضحية الإرهاب العالمي. هكذا أفاد ثابت وأضاف: إنما نطالب بحقوقنا وحرياتنا وحقوقنا الانسانية، وتقوم الصين بمجازر وإبادة جماعية في تركستان الشرقية بشكل منظم منذ احتلالها لتركستان الشرقية عام 1949.

 ولا ترغب الصين في تعلم التركستانيين خارج البلاد. كما أنها لا ترغب في تعلم التركستانيين الحضارات المختلفة في البلاد التي يسافرون إليها لأجل التعلم. ولا ترغب كذلك في تعلم التركستانيين حرية التعبير وغيرها من الحقوق الإنسانية المكفولة في كافة القوانين الموجودة في العالم. تتخوف الصين من كل هذا، لذلك تطلب من الطلاب العودة إلى البلاد.

 حملة #FreeUyghurStudentsأو #الحرية_للطلاب_الأويغور في وسائل التواصل الاجتماعي

 يحاول ثابت أن يحرك الرأي العام العالمي باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ولقد بث مؤخرا فيديو شرح فيها مأساة مسلمي تركستان الشرقية بهاشتاج#FreeUyghurStudentsأو #الحرية_للطلاب_الأويغور.

 كما أفاد بأن من أهم أسباب تعرض مسلمي تركستان الشرقية لهذا النوع من الاضطهاد والتطهير العرقي هي عدم اهتمام الرأي العام العالمي بهذه القضية.

 نداء إلى الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 ولقد وجه ثابت نداءا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين طالب فيها، بأداء واجبه تجاه مسلمي تركستان الشرقية، وأضاف قائلا: لدي طلب من الرأي العام العالمي، من المسلمين وغيرهم: نحن أيضا بشر! وضعنا يشبه وضع مسلمي الروهينجا الذين يعيشون في برما ، ويشبه وضع إخواننا الفلسطنيين بل ربما أسوأ منهم جميعا.

هناك مؤسسات تقوم بخدمات جبارة لأجل قضية فلسطين وتطالب بحقوق إخواننا الفلسطينيين ولكنهم لم يهتموا بقضية مسلمي تركستان الشرقية. لماذا يسكت العالم تجاه قضية مسلمي تركستان الشرقية؟!  لماذا؟!

وأفاد ثابت بأنه كتب للشيخ يوسف القرضاوي وياسر القاضي يطلعهم على قضية تركستان الشرقية ويطلب منهم الدعم ولكنه لم يتلق أي جواب منهما.

وختاما يقول الناشط الأيغوري عبدالغني ثابت: نحن جزء من العالم الإسلامي، ولقد قدمنا للحضارة الإسلامية الكثير من التضحيات ولكن العالم الإسلامي تناسى قضيتنا.

 

المترجم من التركية: عبدالسلام تكلمكان

المصدر: http://www.mepanews.com/haberler/8267-uluslarasi-teroerizmin-kurbanlari-uygurlardir.html