الصين تواصل قمعها للايغور في تركستان الشرقية


الكاتب : اسماعيل شاهين

التحدي والصعاب والعزلة سمتان أساسيتان في الشعوب التركية حيث أن التركي يتفاخر بقوميته، وهناك قول مشهور بين الأتراك وهو: "لن استبدل قوميتي التركية بأي شيئ" وقدر التركي دائما هو العزلة وعدم وجود صديق له في زمن المحن والصعاب حيث يجد نفسه محاطا بالأعداء.
هل هذا من القضاء والقدر ؟ ربما...
فلسطين، اراكان ،العراق، وسورية وفِي أي مكان غيرها مما يجري في العالم الاسلامي من مظالم ومعاناة تعيشها الشعوب المسلمة، فإن التركي المسلم يشاركها الهموم والأحزان.
ولكن اذا عاني التركي من نفس المعاناة فإنه يترك وحيدا، لا سند ولا صديق له يشاركه الهموم والأحزان. ربما تكون هذه ضريبة يدفعها التركي لمجرد كونه ينتمي لقومية كبيرة مثل القومية التركية.
ومن يعلم فعندما يقع التركي في معاناة فربما القوميات الأخري وحتي الدول تعتقد في قرارة نفسها أنه تركي وسوف يتجاوز تلك المحن بأي طريقة.
فربما يكون أيضا هذا هو السبب في سياسة اللامبالاة التي تسود تركيا قلب العالم التركي تجاه ما يجري للأويغور الأتراك في تركستان الشرقية من قبل الصين.
ودعونا لا نخدع أنفسنا فإن قول الحقيقة صعب ومر.
في الوقت الذي نركز فيه على قضية كركوك وهذا يبعث في الدولة الحماس وفِي الشعب الشعور بالقوة فان الظلم الصيني ماض في طريقه وبقوة ضد الأويغور في تركستان الشرقية.
وهذا ليس بجديد على الاحتلال الصيني وإنما الجديد أن هذا الظلم الممارس ضد الأويغور مقارنة بما يجري في الشرق الأوسط أصبح غير مسبوق.
وفِي الآونة الأخيرة -وهذا متداول في الإعلام أيضا- أصبح الاضطهاد الصيني ضد الأويغور يأخذ منحي خطيرا حيث أن الممارسة الدينية المقتصرة على المساجد والبيوت تم منعها في البيوت أيضا.
ففي تركستان الشرقية اصبح وجود مصحف وسجادة صلاة ممنوعا بأمر الاحتلال الصيني.
وفِي هذا الشأن هل سمعنا أية بيانات من قبل وزارة الخارجية أو الحكومة أو الأحزاب السياسية؟ أنا لم أسمع، ولكن إن كان هناك من سمع أي بيان فليتفضل مشكورا بإرسال اللينك الخاص بالبيان إليّ.
وهل الظلم الصيني ضد الأويغور أمر جديد؟ كلا، ولكن اصبح هذا الظلم في الآونة الأخيرة في تصاعد خطير، حيث يمكن أن يكون للحكام الظلمة والدكتاتوريين مصدر الهام ونموذج يحتذى به في قمع شعوبهم.
وإليكم خلاصة مختصرة عما حدث في تركستان الشرقية خلال الستة شهور الماضية:
١.لقد تم منع إصدار جوازات السفر للأويغور كما تم في الوقت نفسه مصادرة جوازات السفر التي أصدرت في العام الماضي. وبشكل خاص ممنوع على الأويغور زيارة تركيا والمملكة العربية السعودية ومصر.
2. قامت الصين باعتقال الأويغور رجالا ونساء وأطفالا من الذين قاموا بزيارة المملكة العربية السعودية وتركيا ومصر والإمارات حيث تم احتجازهم في ما تسمي ب" مراكز التربية" والتي تجري فيها تحقيقات شاقة معهم للإدلاء بأسباب زيارتهم لتلك الدول رغم أن الصين هي التي أعطتهم جوازات السفر التي مكنتهم من تلك الزيارات. ويمنع عن من يحتجز في تلك المراكز زيارات العائلة والأقارب وقد تعرض معظم من احتجز هناك للحكم عليه بالسجن لمدد طويلة حيث يتم نقله إلى السجون مباشرة.
3. يتم ممارسة شتى الضغوط النفسية والجسدية على أولياء الأمور الذين لهم أبناء أو أقارب يدرسون أو يعيشون في الخارج من أجل إجبارهم على العودة. وإذا لم يرجع الأبناء من الخارج في المهلة المحددة فإنه يتم اعتقال والديهم حيث يتعرضون للتعذيب على أيدي السلطات الصينية.
4. والناشطون الأويغور في الخارج كانوا أصلا لا يستطيعون التواصل هاتفيا مع أقاربهم في تركستان الشرقية منذ سنوات بسبب منع السلطات الصينية، ولكن في الآونة الاخيرة تصاعدت سياسة المنع بحيث شملت مواقع التواصل الإجتماعي حيث لم يعد باستطاعتهم التواصل مع أقاربهم حتي عن طريق البريد الالكتروني أو عبر موقع ويتشات الصينية منذ مطلع العام الحالي.
5. من يستقبل مكالمة أقاربه من الخارج فإنه يتم اقتياده إلى أقسام الشرطة للتحقيق معه.
6. يتم إجبار التركستانيين رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا على التجمع في ميدان عام والرقص الجماعي، والغناء الذي يمجد الحزب الشيوعي الصيني. كما يتم معاقبة من يتخلف عن الحضور بسبب مرضه أو شيخوخته.
المتجم من التركية: عبد الله توران

‏http://www.yenicaggazetesi.com.tr/mobi/dogu-turkistanda-cin-zulmu-hiz-kesmiyor-44441yy.htm