الصين تكشف النقاب عن طبيعة معسكرات

  بعد تعيين تشين تشنغو حاكما لتركستان بأيام صرح في اجتماع خاص"استقرار شينجانغ وأمنها الأبدي لا ينفصل من استقراروأمن الصين". مع بداية 2017م أنشأ الاحتلال الصيني معتقلات كبيرة في جميع أنحاء تركستان الشرقية تحت مسمى "مراكز التربية". و كان هذا إيذانا بتنفيذ قوانين ما يسمى بمكافحة"الإرهاب" و"التعصب الديني" التي أقرت خريف 2016م في بكين.

  أصبحت تلك المعسكرات بمثابة سجن لأهالي تركستان الشرقية المسلمين دون استثناء، حيث يتم إرسال جميع من يشتبه بأنه يصلي ويصوم، ومن هو معروف بالتدين. أما كل من أرسل إلى تلك المعسكرات يتم فصله عن العالم الخارجي، ولايسمح أفراد أسرته بلقائه ، ولا يعرف أحد مكانه، وأسرته كذلك لا تعرف عن مكانه.

  في البداية حاولت السلطات الصينية إخفاء تلك المعسكرات من العالم الخارجي لكنها فشلت، فبتاريخ 11سبتمبر2017م نشرت منظمة هيومان رايتس ووتش تقريرا عن حقيقة تلك المعسكرات وطالب السلطات الصينية بإطلاق سراح المعتقلين في تلك المراكز، وقالت إنها لا تستند إلى أي سند قانوني من القوانين الصينية ويعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الانسان.

  مازالت السلطات الصينية توسع نطاق تلك المعسكرات بدعوى مكافحة"الارهاب" و" التطرف الديني" وشملت أيضا موظفين وأعضاء الحزب الشوعي الذين تعاطفوا مع بني جلدتهم ولم يظهروا ولاء كاملا للسلطات.

  واعترفت السلطات بأن "مراكزالتربية" شملت جميع أنحاء تركستان الشرقية وتم إرسال معظم الأويغور المعروفين بتدينهم أو برودة (ضعف) ولائهم للحزب الشيوعي وأن تلك المراكز بمثابة مشفى لعلاج أمراض"التطرف الديني، والأفكار الإرهابية"، وإعادة تشكيل عقل الشعب الأويغوري حتى يكون متناسقا مع عقلية الحزب الشيوعي.

  إنتقد رئيس جمعية الأويغورالأمريكية إلشاد حسن سياسة "مراكزالتربية" ووصفها بمعسكرات نازية، وقال إن الصين تحاول الهروب إلى الأمام وتجميل صورتها القبيحة بعدما انكشفت جرائمها ضد الانسانية، وأن تركستان الشرقية أصبحت سجنا مفتوحا، و دولة شرطة Police state.

 وصرحت الناشطة الأويغورية رقية توردش المقيمة بكندا أن الصين اعترفت بأنها حولت تركستان الشرقية إلى سجن مفتوح، وأن الوضع هناك أخطر من معسكرات نازية آنذاك. وهذه تعتبرممارسة للتمييز العنصري المقيت بشكل علني. وثبت من تلك المراكز بأن الصين لا تثق في أحد من الأويغور ولاتعتبرهم مواطنين، بل وأنها تعذب شعبا بأكمله في تلك المراكز روحيا وجسديا. بعد تلك المراكزالسرية أثبتت الصين أنها دولة احتلال ولا تهتم بمصالح شعب الأويغور وفقدت الأمل من سيطرة هذا الشعب.

  واعترف بعض المسئولين في تلك المراكز بأنها مخصصة للأويغور فقط دون الصينيين، لأن الهدف منها القضاء على التطرف، وأن التطرف منحسر في المسلمين دون غيرهم. وصرح المسؤول بأن الذين يتم تربيتهم وإعادة تأهيلهم لاتقتصر على من تصفهم الصين ب"المتطرفين" وإنما تشمل المسئولين من الأويغور وأعضاء الحزب الشيوعي الذين لم يكونوا صارمين ضد بني جلدتهم من المسلمين في تنفيذ أوامر السلطات الصينية.

 وصرح السيد إلشاد حسن بأن الصين مهما فعلت لاتنجح في عملية غسيل مخ للمسلمين الأويغور، لأنهم مسلمون لأكثر من ألف عام وأن الإيمان راسخ في وجدانهم وأنهم تجاوزا من قبل محنا ومصائب قاسية خلال سبعة عقود من تاريخ الاحتلال الصيني الغاشم. وأن العالم الخارجي مطلع وصامت على جرائم الصين رغم محاولة إخفائها عن الأنظار وأن الصين لا بد وأن يحاسب لتلك الجرائم عاجلا أم آجلا.

عبد الله باتور

مصدرالمعلومات: موقع إذاعة آسيا الحرة

http://www.rfa.org/uyghur/xewerler/kishilik-hoquq/yepiq-terbiyelesh-10172017171037.html