الصين تنفذ اعتقالات جماعية من عرقية القازاق في شينجيانغ

 احتجزت السلطات الصينية فى منطقة شينجيانغ(تركستان الشرقية)شمال غرب الصين مئات من رجال الاعمال القازاقيين هذا الشهر وتجميد حساباتهم المصرفية وممتلكاتهم بانتظار "التحقيق".

 انتشرت الشرطة فى محافظة دوربيلجين فى ولاية ايلى ذاتية الحكم الكازاخية على ما يقدر ب 500 من التجار والشركات القازاقية فى حملات من 6 الى 11 نوفمبر2017.

وفى الوقت نفسه فان السلطات تستهدف ايضا أشخصا يحولون الاموال إلى اقاربهم عبر الحدود فى قازاقستان.

وقال احد سكان مدينة دوربيلجين الذى طلب عدم ذكر اسمه ان الحملات بدأت فى أوائل نوفمبر واستهدفت القازاقيين بشكل خاص. وقال المصدر انه "في مقاطعة دوربيلجين في ولاية ايلي القازاقية المستقلة، كانت هناك اعتقالات كبيرة في تشرين الثاني / نوفمبر2017".

 واضاف "أنهم احتجزوا 500 قازاقي في غضون أيام قليلة، غالبيتهم من رجال الأعمال، وبعضهم أثرياء جدا، وغيرهم من التجار".

وقال المقيم فى إشارة إلى عاصمة المقاطعة "ما هو أكثر من ذلك أنهم أرسلوا كلهم ​​الى مدينة غولجا". وقال المصدر القازاقي إن المصارف في إيلي أمر بها ايضا مكتب المحافظات بتجميد حسابات وممتلكات المعتقلين.

سياسات الأقليات العرقية المتشددة

ولم ترد المكالمات المتكررة إلى مكاتب حكومة مقاطعة دوربيلجين خلال ساعات العمل يوم الاثنين. وقال عامل أجاب على الهاتف أنه لم يكن هناك رقم مدرج في مركز احتجاز غولجا.

 جاء تقرير إيلى حول الاعتقالات الواسعة للأقليات القازاقية بعد أشهر أن السلطات الصينية فى شينجيانغ ما زالت تحتجز أعدادا كبيرة من الأويغور فى "مراكز التأهيل السياسي" على غرار معسكرات الاعتقال. ويعتقد أن الحملة هى عقلية طفولية لسكرتير الحزب الشيوعى في شينجيانغ تشن تشوانغو، الذي تولى حكم المنطقة في أغسطس 2016 وجلب سياسات الأقليات العرقية المتشددة في التبت.

 إن حملة القمع على الأويغور - الذين كانوا، مثل القازاق، هم من الناطقين باللغة التركية ومعظمهم من المسلمين - قد شهدت أعدادا كبيرة من الذكور أخذوا بعيدا لإعادة التعليم، مما ترك النساء والأطفال للعمل في الحقول. وقد تم إعادة الطلاب الذين سافروا إلى مصر للدراسات الإسلامية من قبل السلطات المصرية بناء على طلب الصين، حيث أعيد البعض إلى الصين ومعظمهم في الحبس الانفرادي.

وكما هو الحال مع الأويغور، فإن هؤلاء القازاق الذين يستهدفون غالبا ما يكون لهم علاقات خارجية، بما في ذلك تاريخ الدراسة أو العائلة والأصدقاء عبر الحدود في قازاقستان. كما يعتقد أن السلطات الصينية تحتجز عددا من الاقلية القازاقية لارتداءها ملابس "اسلامية" والصلاة وهى ممارسة يحظرها الحزب الشيوعى الصينى الحاكم فى الجامعات في أنحاء البلاد.

بطاقة صراف لتحويل الأموال

 وفى الوقت نفسه، قال أنار جول مالك، وهي مواطنة صينية سابقة حصلت على الجنسية القازاقية، لوكالة فرانس برس أن شقيقتها مارغول مالك يتم اعتقالها فى "مركز تأهيل سياسي مغلق". وقالت ان شقيقتها التى تعيش في أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانغ قد اعتقلت قبل شهرين بينما كانت لا تزال ترضع ابنها البالغ من العمر عامين.

وقالت مالك، وهي طبيبة، "إن ابنها الذي يبلغ من العمر عامين يزداد أرقا ... وقد انخفض وزنه بمقدار كيلوغرامين". "أخذت بعد أسبوعين فقط من إجهاض طفلها الثاني، وأخشي أن تكون قد تعرضت لنزيف".

وعثرت على مشاكل شقيقتها مرة أخرى إلى زيارتها إلى شينجيانغ قبل شهرين، حيث استعارت بطاقة هوية شقيقتها لشراء بطاقة سيم لهاتفها، مما دفع الشرطة إلى استجوابهما معا.

 واضافت ان احتجاز شقيقتها قد يكون سببه تحويل قيمتها 10 الاف يوان الى حساب شقيقتها فى الصين. وقالت مالك: أرسلت لها 10000 يوان، وبعد أقل من ساعتين، جاءت الشرطة وأخذتها بعيدا. واضافت لم يكن لدينا أي خبر حتى يومنا هذا. وقالت لا نعرف حتى لو كانت ميتة أو حية، لقد مرت ثلاث أشهر لكن الشرطة ترفض أن تعطيني جوابا. وتظهر الارقام الرسمية ان هناك حوالى 1.5 مليون قازاقي في الصين، يتركز معظمهم فى محافظة ايلى القازاقية ذاتية الحكم وحولها.

 وكانت الصين قد رحبت سابقا بالقازاقيين الراغبين في الانتقال من قازاقستان، بيد ان العديد من القازاق من ذوي الجنسية الصينية يتجهون الآن إلى الاتجاه الاخر حيث وصل عددهم الى ذروته فى حوالى عام 2006م.

كتبت من قبل تشياو لونغ ل رانداس في خدمة الماندرين. ترجمة وتحريرها لويسيتا مودي.

المصدر: إذاعة آسيا الحرة

http://www.rfa.org/english/news/china/kazaks-arrests-11132017130345.html